الحدث

أسوأ موسم سياحة واصطياف يسجل... ووزارتا السياحة والداخلية تتجاهلان "التقييم"

بسبب سوء وغلاء الخدمات واستمرار سيطرة مافيا الشواطئ على السواحل

    • آلاف الشكاوى تلقتها جمعيات حماية المستهلك بشأن سوء الخدمات والاستقبال عبر الهياكل السياحية

    • سنوسي: لهذه الأسباب موسم 2019 كان كارثيا

 

صنفت وكالات سياحية وجمعيات حماية مستهلك موسم السياحة والاصطياف، هذه السنة، من بين أسوأ المواسم على الإطلاق بسبب سوء وغلاء الخدمات السياحية بالنسبة للسياحة الداخلية واستمرار سيطرة مافيا الشواطئ على أغلب شواطئ الشريط الساحلي، بالإضافة إلى ظروف اقتصادية جعلت أكثر من 80 بالمائة من الجزائريين يحرمون من العطلة، وهو ما كبد الوكالات السياحية خسائر بالجملة، وجعل الحركية السياحية هذه السنة تعاني الركود.

 

    • تقييم الموسم خارج أجندة وزارة السياحية ووزارة الداخلية تكتفي بالاستبيان

 

مع انتهاء شهر أوت فإن الوقت سيكون مناسبا لبدء تقييم موسم السياحة والاصطياف لسنة 2019، من أجل تدارك النقائص المسجلة هذه السنة خلال المواسم المقبلة، غير أن وزارة السياحية باعتبارها الوزارة الوصية على هذا القطاع لم تبرمج أي اجتماعات تقييمية مع مختلف الشركاء من أجل الوقوف على الإيجابيات والسلبيات في هذا الموسم، بل بالعكس فإن الوزير الحالي تجاوز موسم الاصطياف والسياحة لسنة 2019 وباشر التحضيرات لموسم السياحة الصحراوية الذي سيفتتح شهر أكتوبر المقبل، وهو ما انتقدته الوكالات السياحية، معتبرة أنه كان من الأولى تقييم موسم الاصطياف أولا.

من جهتها، اكتفت وزارة الداخلية والجماعات المحلية، التي تعد وصية على الشواطئ والإجراءات التي تم استحداثها لضمان المجانية هذه السنة أيضا، بنشر استبيان عبر موقعها الرسمي بالأنترنت من أجل تقييم الموسم، ودعت المواطنين إلى المشاركة في هذا الاستبيان الإلكتروني، وذلك بغية الحصول على تقييم شامل لكل ما تم تحضيره لصيف 2019. واعتبرت وزارة الداخلية أن الاستبيان سيسمح بـ"تقييم موضوعي وتحديد النقائص المحتملة والعمل على استدراكها من خلال استراتيجية التحضير للموسم القادم، وفق ما يتطلع إليه المواطن الجزائري".

وهو نفس الإجراء الذي اعتمد خلال الموسم الماضي ولم تكن له أي آثار على أرض الواقع، حيث شارك الآلاف من المواطنين في نفس الاستبيان وأبدوا ملاحظاتهم وعبروا عن المعاناة التي عاشوها عبر الشواطئ، غير أن كل هذه الملاحظات لم تؤخذ بعي الاعتبار خلال الموسم المنقضي.

 

    • آلاف الشكاوى تلقتها جمعيات حماية المستهلك بشأن سوء الخدمات والاستقبال عبر الهياكل السياحية

 

من جهتها، صنّفت جمعيات حماية المستهلك والوكالات السياحية موسم الاصطياف 2019 من أسوأ المواسم على الإطلاق، بسبب استمرار سيطرة مافيا الشواطئ على الشريط الساحلي وتجدد ظاهرة سماسرة الكراسي والطاولات على الشواطئ التي تحولت إلى ملكية خاصة، حيث أجبر المصطافون هذا المسوم أيضا على دفع مبالغ خيالية من أجل السباحة والاستجمام.

وأكدت جمعيات حماية المستهلك أنها تلقت طيلة موسم الاصطياف المنقضي آلاف الشكاوى بسبب سوء الخدمات وسوء الاستقبال عبر المرافق السياحية، وكذا شكاوى أخرى تتعلق بتلوث المحيط والشواطئ التي تحولت في بعض الولايات الساحلية لبؤر للمرض، معتبرة أن إجراءات وزارة الداخلية لم تجد أي طريق للتطبيق على أرض الواقع مع غياب دور الرقابة على مستوى أغلب الشواطئ والمتابعة من طرف وزارة السياحية، التي من المفروض أن تكون راعية لموسم الاصطياف والسياحية، غير أن هذه الأخيرة بقيت تلعب دور المتفرج.

 

    • سنوسي: لهذه الأسباب موسم 2019 كان كارثيا

 

من جانبه، أكد ممثل الوكالات السياحية، إلياس سنوسي، أمس، أن موسم الاصطياف والسياحة 2019 كان كارثيا بسبب عدة عوامل ومعطيات، منها غياب التحضير الجيد للموسم، حيث لم تباشر وزارة السياحة ووزارة الداخلية الترتيبات الخاصة بهذا المسوم إلا في شهر ماي وهو وقت غير كاف مطلقا.

وأضاف سنوسي في تصريح لـ"الرائد" أنه مرة أخرى سجل خلال هذه السنة سوء وغلاء الخدمات السياحية بالنسبة للسياحة الداخلية، حيث اضطر الجزائريون للاستجمام عبر شواطئ توجد في وضعية كارثية معرضين للابتزاز من طرف مافيا استغلت غياب الرقابة لفرض منطقها مجددا، بينما عرفت الأسعار ارتفاعا كبيرا سواء عند الخواص أو على مستوى الفنادق، وهو ما جعل عطلة 10 أيام بالجزائر تكلف الأسرة الواحدة في حدود 25 مليون سنتيم على أقل تقدير.

وبالنسبة للسياحة الخارجية أكد سنوسي أن الموسم لم يكن جيدا أيضا حيث ارتفعت التكاليف بشكل كبير بسبب ارتفاع أسعار العملات الأجنبية مقابل انخفاض تاريخي للعملة الوطنية.

ودون إعطاء أرقام رسمية لم تتوفر بعد، أشار سنوسي أن الطلب على السفر هذه السنة كان متواضعا خاصة بالنسبة لوجهات سياحية معينة كالوجهة الأوربية والوجهات الأسيوية التي كانت بدأت تجذب الجزائريين في السنوات الأخيرة، على غرار ماليزيا وجزر المالديف، لكن الوضع الاقتصادي وتدني القدرة الشرائية أثر على مخططات سفر الجزائريين.

وأضاف ذات المتحدث أن أغلب الجزائيين حرموا من العطلة هذه السنة لاعتبارات مادية، حيث اقتصرت الطلبات على الطبقة الميسورة الحال وكذا شريحة من الشباب والأسر الصغيرة.

وعن عدد الجزائريين الذين سافروا هذا الموسم، قال سنوسي أن الأرقام ليست جاهزة باعتبار أن الموسم لم ينته بعد، غير أنه أشار أن عددهم قد لا يتجاوز 3 آلاف جزائري سافروا عبر الوكالات السياحية أو أقل.

من نفس القسم الحدث