الفريق أول شنقريحة يعبر عن ارتياحه لمستوى التعاون العسكري "الجزائري – الإيطالي"
- نشر في 02 أكتوبر 2024
• 6 أشهر من التظاهر... ولا حل يلبي مطالب الشعب في الأفق ؟!
خرج أوفياء الحراك الشعبي، أمس، في جمعة جديدة مصرين على إبقاء زخم المسيرات والمظاهرات حتى تتحقق مطالبهم. وركز المتظاهرون، أمس، على مسألة الحوار، معبرين عن رفضهم لبعض الشخصيات التي التحقت مؤخرا بهيئة الحوار والوساطة، ليؤكدوا أن محور الحوار يجب أن يرتكز على ذهاب رموز العصابة وإرجاع السلطة للشعب، وغير ذلك فسيكون هذا الأخير دون جدوى ومجرد حوار شكلي ينتهي بانتخابات شكلية.
ورغم الانتشار الأمني الكبير الذي عرفته نقاط التظاهر أمس بدءا من شارع عبد الكريم الخطابي ومحمد خميستي وديدوش مراد، وصولا إلى محيط ساحة البريد المركزي، انطلقت مسيرة الجمعة الـ 27، حيث خرج المتظاهرون من ساحات وشوارع وصولا إلى ساحة البريد المركزي، رفعت خلالها شعارات "الشعب يريد الاستقلال"، علاوة على رفع العلم الوطني وشعارات تطالب برحيل رموز النظام وتنتقد تماطل السلطة في الاستجابة لمطالب الشعب وتحقيقها، لترتفع أعداد المتظاهرين مباشرة بعد صلاة الجمعة، حيث تمكن هؤلاء من الوصول لساحة البريد المركزي بعد التضييقات الأمنية وهتفوا بشعار "مراناش حابسين حتى تتحقق المطالب"، كما طالبوا بإطلاق سراح معتقلي الرأي، وجددوا نفس المطالب السابقة المتمثلة في رحيل الوجوه المحسوبة على النظام السابق وضرورة إرساء أسس دولة ديمقراطية تعود فيها الكلمة للشعب، واتخاذ أسلوب الحوار دون إشراك الوجوه القديمة للنظام، وشعارات أخرى منادية بتكريس سيادة الشعب.
• الحراكيون يرفضون بعض الوجوه في لجنة الحوار ويدعون يونس للنزول إلى الشارع
وبالمقابل، فقد كانت مسألة الحوار والدعوة إلى إجراء انتخابات رئاسية في أقرب الآجال، في صلب شعارات المتظاهرين أمس، حيث عبر الحراكيون عن رفضهم لعدد من الشخصيات التي انضمت لهيئة الحوار والوساطة مؤخرا، سواء تلك التي كانت محسوبة على النظام السابق أو على بعض الأحزاب السياسية المعروفة عند الجزائريين بموقفها المساند للنظام السابق. واعتبر المتظاهرون أن هذه الشخصيات لا تمثل الحراك ولا يمكنها أن تقود حوارا يقود الى انتخابات رئاسية تفرز رئيسا شرعيا، كما عبر المتظاهرون عن عدم رضاهم عن عمل هيئة الحوار والوساطة التي بدأت الحوار مع منظمات مجتمع مدني لا تمثل الجزائريين ولا مختلف شرائح المجتمع ولا تثمل الحراك ولا مطالبه، كما حدث الأسبوع الماضي مع لقاء الهيئة بممثلي الطلبة.
واعتبر الجزائريون، أمس، أن الشارع ومطالبه هو الذي يمثلهم وأنه على هذه الهيئة إن أرادت فعلا الحوار مع المواطنين النزول إلى الشارع خلال المسيرات وتكريس الإرادة الشعبية، وليس المضي قدما في حوار على المقاس سيكون دون جدوى.
• أكملوا ما بدأتموه في محاربة الفاسد
ومثل الجمعات الفارطة، رفع المحتجون شعارات حملت المطالب التي تتكرر منذ أول مسيرة، منها ما يطالب بالمضي قدما في مكافحة الفساد، حيث شدد المتظاهرون في مسيرة أمس على ضرورة مواصلة جهاز العدالة في محاسبة الفاسدين الذين عاثوا بأموال الشعب طولا وعرضا، رافعين لافتة كبيرة كتب عليها "مكافحة الفساد يجب أن تستمر"، كما ردد المتظاهرون الهتافات المألوفة منها "سراقين سراقين.. لأموال الشعب ناهبين"، فيما طالب المتظاهرون برؤوس من خانوا الأمانة، وعاثوا في الأرض فسادا، داعين لمحاكمة عاجلة لهؤلاء من أجل تحقيق مطلب من مطالب الحراك يعد مكسبا حقيقيا للجزائر والجزائريين.
• 6 أشهر من التظاهر... ولا حل يلبي مطالب الحراك في الأفق ؟!
ورغم أن الجزائريين ما زالوا يصرون على الخروج إلى الشارع والحفاظ على زخم الحراك الشعبي، إلا أن استمرار الأزمة السياسية وغياب مخرج وحل في الأفق بات أكثر ما يؤرقهم، حيث أنهى الحراك الشعبي أمس شهره السادس ودخل الأسبوع الـ27، ورغم طول عمر الحراك وصمود الجزائريين إلا أن السلطة لا تزال تتماطل في تحقيق جميع المطالب، معولة على مسألة الوقت من أجل إفشال وإضعاف الحراك، غير أن الجزائريين اعتبروا أمس أن تراجع أعداد المتظاهرين ما هو إلا مرحلة مؤقتة ارتبطت بظروف العطل، مؤكدين أن الحراك سيعود بقوة خلال الأسابيع المقبلة موازاة مع الدخول الاجتماعي والتحاق العمال والنقابات بالمظاهرات والمسيرات، وهو ما لم تستبعده هذه الأخيرة.
غير أن السؤال الذي يطرح حاليا في الساحات هو إلى متى تبقى الأزمة السياسية قائمة وكيف سيكون المخرج والحل في ظل تعثر الحوار الذي ما فتئ يلقى الانتقادات من طرف السياسيين والمجتمع المدني وحتي من طرف الحراكيين.
س. زموش