الحدث

بن صالح يحدد أولويات المرحلة ويحذر من تفاديا مآلات غير موثوق في نهاياتها !!

تمسك بخيار إجراء حوار جاد وغير إقصائي

حدد رئيس الدولة عبد القادر بن صالح، أولويات المرحلة القادمة والتي قال بأنها لا يجب أن تكون بعيدة عن مسعى تنظيم الانتخابات الرئاسية في أقرب الآجال، وتمسك بخيار إجراء حوار غير إقصائي وجادّ يمهد للآليات التي تسمح بتنظيم الاقتراع المنتظر، وترتكز هذه الأولويات على مخاوف تستوجب حسبه ترتيبها اليوم أكثر من أي وقت مضى تفاديا لما وصفها بـ" المآلات غير مأمونة وغير موثوقة في نهايتها"، ويرى أن تنظيم هذا الاقتراع لا يعد حتمية ضرورية بقدر ما هو حل مستعجل.

حثّ عبد القادر بن صالح الجزائريين في رسالة وجهها للأمة أمس بمناسبة إحياء الذكرى المزدوجة لليوم الوطني للمجاهد المصادف لـ 20 أوت من كل سنة، على التوجه نحو الحوار البناء الذي يشارك فيه الجميع ويمهد لانتخاب رئيس من اختيارهم، مؤكدا، بأنّ المرحلة التي تمر بها الجزائر اليوم تحتاج إلى تكاتف جهود الكل من أجل الوطن، وخاطب المتحدث هؤلاء قائلا: " قناعة مني بأن الجزائر القوية المنيعة التي ضحّى من أجلها الشهداء، وينشدُها بناتُها وأبناؤها تحتاج في هذه المرحلة الخاصة، وأكثر من أي وقت مضى، إلى ترتيب الأولويات تفاديا لمآلات غير مأمونة وغير موثوق في نهاياتها، وإن عُرِفَتْ بداياتها.. وفي هذا السياق أُذكّر أنني دَعَوتُ، ومَازلتُ، إلى حوارٍ وطني جاد وواسع لا إقصاء فيه، يكون بمثابة المسلك المؤدي إلى ضمان حق الشعب الجزائري في اختيار رئيس الجمهورية في أقرب الآجال، ويتأتى ذلك بعد حصول الاطمئنان على آليات تحقيق النزاهة والشفافية للانتخابات الرئاسية".

مشيرا أن الحوار الذي يلقى حسبه "ترحيبا" و"ارتياحا" لدى الرأي العام وارتفاع في عدد المنخرطين فيه والداعمين له من فواعل الساحة الوطنية يعزز الثقة في الوصول للأهداف المرجوة منه وهي تنظيم الرئاسيات في أقرب الآجال، وعاد وذكر بالاستقلالية التي يتمتع بها هذا الجهاز وهو الذي يلقى الانتقادات الواسعة من قبل السياسيين والأحزاب والناشطين في الحراك الشعبي حول هذه المسألة بالتحديد ما جعلت منسقه يدافع عنه أكثر من مرةّ قبل أن يعود رئيس الدولة لتأكيد استقلالية الهيئة حيث أشار يقول حولها: "منذ أن باشَرَت هيئة سيّدة كاملة الاستقلالية برصانة ونجاعة وبانفتاح مسعاها النبيل في تسهيل الحوار الذي لا بديل عنه لتحقيق أوسع وأشمل توافق وطني مُمكن".

ويرى المسؤول ذاته أن تنظيم هذا الاقتراع لا يعد حتمية ضرورية بقدر ما هو حلا مستعجلا كما وصفه يسمح لبلادنا أن ينطلق بمؤسسات دستورية كاملة الشرعية لمواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية الملحّة ويوطّد ثقة مواطنينا في مستقبل أفضل.

وجدد بالمناسبة الدعوة للإرادات المخلصة من القوى السياسية وفعاليات المجتمع المدني والشخصيات الوطنية للمساهمة في توفير الظروف والدفع بمسار الحوار إلى تحقيق غاياته في الآجال القريبة.

وتوجه في الأخير بالتحية والتقدير إلى الجيش الوطني الشعبي، سليل جيش التحير الوطني، الذي قال بأنه " حصن الجزائر المنيع والعين الساهرة على حماية التراب الوطني والشعب الجزائري ومؤسساته، خاصا بالذكر قيادة الجيش الوطني الشعبي نظير صفاء التزامها ووقوفها بجانب شعبنا في هذه المرحلة المصيرية من تاريخه، وحرصها الصادق للحفاظ على الطابع الدستوري للدّولة واستمراريتها".

 

    • حكومة بدوي مدعوة للحدّ من تراجع احتياط الجزائر من العملة الصعبة

 

وفي موضوع آخر حث عبد القادر بن صالح الحكومة على "مواصلة الجهود لتقليص عجز الخزينة وتحقيق التوازنات المالية قدر المستطاع واتخاذ الاجراءات اللازمة للحد من تراجع احتياط الجزائر من العملة الصعبة"، مذكرا بأن "الدولة في إطار سياستها الاجتماعية، ستواصل بذل الجهود اللازمة للحفاظ على القدرة الشرائية للمواطنين، خاصة من ذوي الدخل الضعيف"، جاء ذلك خلال لقاء جمعه بالوزير الأول نور الدين بدوي أمس وذلك في اطار متابعته لنشاط الحكومة، حيث استعرض معه الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية للبلاد، حسب ما أورده بيان لرئاسة الجمهورية.

وجاء في البيان أن الوزير الأول قدم لرئيس الدولة خلال هذا اللقاء "عرضا شاملا حول التدابير المتخذة من طرف الحكومة في إطار تحضيرات الدخول لاجتماعي والمدرسي والجامعي"، مستعرضا "الموارد والامكانات التي تم حشدها من طرف الدولة لتهيئة الظروف لانطلاقة ناجحة لمختلف أطوار التعليم".

كما قدم الوزير الأول "عرضا حول الأرصدة المالية للخزينة العامة خلال السداسي الاول من هذه السنة وكذا التحضيرات الجارية لإتمام مشروع قانون المالية لسنة 2020 والمقترحات المدرجة فيه".

في السياق ذاته، أبلغ نور الدين بدوي رئيس الدولة بـ "الإجراءات التي اتخذتها الحكومة بخصوص الشركات الخاصة المعنية بالتدابير التحفظية، والتي تنتمي إلى أشخاص محل متابعة قضائية، لاسيما من خلال تعيين متصرفين على مستوى هذه الشركات".

وبعد الاستماع الى هذا العرض الشامل، أسدى رئيس الدولة "تعليمات للحكومة بأن تولي عناية خاصة لإنجاح انطلاق العام الدراسي، بالخصوص في المناطق الريفية أو المعزولة في الهضاب العليا وجنوب البلاد، من خلال التكفل بضمان المقاعد البيداغوجية لكل الأطفال في سن التمدرس وكذا وسائل نقل التلاميذ وتهيئة المطاعم المدرسية، وذلك لتوفير نفس فرص النجاح لجميع أطفال الوطن".

وفي الشق الاجتماعي، أعرب رئيس الدولة عن "ارتياحه للإعانات المالية التي تسخرها الدولة لتمكين المواطنين في مناطق الجنوب والهضاب العليا من الاستفادة من السكن" وشجع الحكومة على "اتخاذ جميع التدابير اللازمة لتحسين الظروف المعيشية للمواطنين بما في ذلك تطوير نوعية الخدمات المقدمة لهم من طرف المصالح العمومية".

وفي الأخير، وبشأن وضعية عمال الشركات الخاصة المعنية بالتدابير التحفظية بناء على قرارات العدالة، أكد عبد القادر بن صالح على "الاهمية التي يوليها لاستمرار أنشطة الشركات المعنية والمحافظة على وسائل انتاجها وعلى مناصب الشغل فيها".

حياة سرتاح

 

من نفس القسم الحدث