الفريق أول شنقريحة يعبر عن ارتياحه لمستوى التعاون العسكري "الجزائري – الإيطالي"
- نشر في 02 أكتوبر 2024
• أزمة مياه يوم العيد رغم تعهدات الوزارة!
• تجار يفتحون محلاتهم أقل من ساعتين وندرة واسعة في الخضر والفواكه
• طوارئ بالإستعجالات الطبية ومواطنون يذبحون أيديهم وأرجلهم
لم يكن عيد الأضحى هذه السنة استثنائيا بالنسبة للجزائريين حيث عاش أغلب المواطنين عبر ولايات الوطن نفس المشاكل والمنغصات خلال أول وثاني يوم عيد وشهدت الأحياء والطرقات حالة من الفوضى بسبب مخلفات الذبح وأكوام النفايات التي لم تجد من يرفعها وهي الوضعية التي تعقدت أكثر في عدد من البلديات بسبب انقطاعات في شبكة المياه، في حين لم يخرج برنامج المداومة المسطر هذه السنة عن القاعدة اين تكبد الجزائريون عناء رحلة بحث طويلة عن المستلزمات الأساسية من خبز وحليب بسبب ان أغلب التجار داوموا لأقل من ساعتين في الفترة الصباحية ليصدوا بعد ذلك أبوابهم في وجه الزبائن، من جانب اخر عاشت المؤسسات الاستشفائية يومي العيد حالة طوارئ بسبب حوادث بالجملة تعرض لها الجزائريين اثناء عملية ذبح وسلخ وحتى تقطيع الاضاحي حيث تم تسجيل مئات الإصابات بسبب سوء استعمال الأدوات الحادة.
واحتفل الجزائريون على غرار باقي المسلمين بعيد الأضحى المبارك، ومثل كل سنة غصت الشوارع بعد الصلاة بالعائلات التي اتخذت من الطرقات ومداخل العمارات مذابح في الهواء الطلق، مخلفين قاذورات ونفايات في الشوارع وروائح كريهة في مشاهد باتت تتكرر كل عيد أضحى حيث لم تجد النداءات ولا التحذيرات التي أطلقتها الوزارات ومؤسسات التنظيف ولا حتى الجمعيات، في إنقاذ العاصمة من أنهار الدماء وأكوام النفايات في أول يوم من عيد الأضحى، بعد ما تحول الذبح في الشوارع والطرقات طقسا أساسيا وجزءا من مظاهر العيد.
• أحياء تغرق في الدماء ومواطنون يحولون الطرقات لمذابح على الهواء
وقد بات الذبح في الطرقات في طقوس عيد الأضحى في الجزائر وهو ما لمسناه أول ايام العيد خلال جولة قادتنا لعدد من أحياء العاصمة حيث وبمجرد نهاية صلاة العيد احتل الشباب المواقع الاستراتيجية من الأحياء، حيث يقيمون، والتي تكون في الغالب قريبة من الحنفيات والبالوعات، ليغادروا المكان بعد الانتهاء تاركين الدماء ومخلفات المعدة والأمعاء "الدوارة"، ملقاة على الطريق ليحرص المواطنون على حمل ذبيحتهم للمنزل، تاركين الأحياء وسلالم العمارات تعج بالأوساخ والنفايات. ولأن العيد تزامن مع فصل الصيف، فقد بدأت الروائح الكريهة "الجيفة" في الانبعاث سريعا، وبأغلب الاحياء كانت المشاهد متشابهة، وهو الوضع الذي استمر لثاني ايام العيد وجعل مهمة أعوان النظافة جد صعبة.
• مواطنون يتخلصون من جلود الاضاحي على الأرصفة وفي البالوعات!
بالمقابل لم تتمكن مبادرات عدد من الجمعيات الخيرية وحتي جمعيات مهنية المتعلقة بجمع جلود الأضاحي في حاويات خاصة من إنقاذ الشوارع من سيناريو "الهيدورة" المتعفنة حيث قام أغلب المواطنين من التخلص من جلود أضاحيهم في حاويات القمامة المخصصة للنفايات المنزلية في حين هناك من تخلصوا منها في الطرقات وعلى حافة الشوارع وهو ما خلف وضعا كارثيا يومي العيد وعجل بصعود روائح "الجيفة" والتعفن خلال مساء اليوم الأول من عيد الأضحى في حين تعقد الوضع أكثر خلال ثاني أيام العيد أمس حيث عرفت اغلب الشوارع وضعا كارثيا، زاده غياب رجال النظافة وتماطلهم في رفع هذه النفايات، لولا تدخل بعض المهنيين الذين قاموا بجولات على عدد من الشوارع رفعوا خلالها اكوام الجلود من أجل تحوليها لعدد من المصانع التي تعيد رسكلتها والاستفادة من "صوفها" وجلودها.
• متطوعون لنجدة الأحياء من مخلفات العيد
وبسبب هذه الوضعية فقد أقدم يومي العيد العديد من الشباب والسكان القاطنين بالعمارات بمعية متطوعين وجمعيات خيرية على أخذ زمام المبادرة حيث سارعوا لتنظيف الشوارع والساحات العمومية بأنفسهم، نتيجة تأخر مرور أعوان النظافة لليوم الثاني من عيد الأضحى في العديد من الولايات، في صورة تضامنية بمناسبة عيد الأضحى المبارك، حيث هبّ أغلبية السكان ممن نحروا أضاحيهم في الشوارع إلى القيام بحملات تطوعية لتنظيف الأحياء من مخلّفات عمليات النحر، لاسيما تلك التي تمت فيها عمليات ذبح الأضاحي جماعيا بين الجيران بالشوارع والساحات العمومية، أين قاموا بعمليات إزالة الأوساخ ودماء الأضاحي من الشوارع، ورفع فضلات الأضاحي، حفاظا على صورة الأحياء والصحة العمومية.
• أزمة مياه يوم العيد رغم تعهدات الوزارة!
بالمقابل وبالرغم من تعهدات وزارة الموارد المائية بضمان استمرارية التموين بالمياه الصالحة للشرب خلال يومي عيد الأضحى المبارك، عبر اتخاذ حزمة من الإجراءات، إلا أن قاطني عدة بلديات بالعاصمة عاشوا كابوس انقطاع مياه الشرب، واستمرت الانقطاعات بشكل متفاوت عشية وصباح يومي العيد، حيث غرقت العديد من العائلات الجزائرية في فوضى خاصة تلك التي فضلت ذبح الأضحية خارج البيت والتي تفاجأت بجفاف الحنفيات الأمر الذي اضطرها للانتظار ساعات متأخرة من النهار لمباشرة عملية التنظيف والوقوف مكتوفة الأيدي في ثاني أيام العيد، وهو ما عرفته بلديات برج البحري وعين البنيان التي اشتكى سكانها من انقطاع الماء طيلة أمس، ونفس الشيء بالنسبة لسكان بلديتي الكاليتوس وبراقي، الذين اشتكوا من انقطاع الماء ساعات فقط من مباشرة المواطنين عملية نحر الأضحية، وشهدت أحياء هذه البلديات فوضى عارمة وغرقت في الدم بسبب انقطاع الماء وعدم وجود كمية كافية من هذه المادة الضرورية لتنظيف الأحياء بعد استكمال عملية النحر.
• نظام المداومة "نقطة سوداء" كل عيد أضحى
من جانب اخر فقد مثل نظام المداومة نقطة سوداء خلال عيد الأضحى المبارك فرغم تطمينات وزارة التجارة بشأن ضمان تزود المواطنين بالمواد الضرورية يومي العيد لم يتمكن البرنامج المسطر من تلبية الاحتياجات خلال هذه المناسبة حيث شهدت مختلف البلديات يومي العيد ندرة واسعة في مادتي الحليب والخبز تحديدا وهما المادتين اللّذان يكثران عليهما الطلب يومي العيد، ما فتح المجال لبعض التجار للمضاربة حيث بيعت كميات من الخبز على مستوى الأرصفة وبعض محلات البقالة بأسعار تتجاوز الـ 30 دينار جزائري شأنها شان أسعار كيس الحليب المدعم الذي وصلت أسعاره يومي العيد لحدود الـ 50 دج في بعض البلديات هذا وأشارات مصادر من ممثلي التجار أن الطلب المبالغ فيه على مادتي الخبز والحليب من قبل المواطنين، خلال أيام العيد، أحدث ندرة في هذه المواد، وصعّب من مهام التجار المداومين، خاصة الخبازين منهم مقترحين على وزارة التجارة سن قانون يسمح للتاجر خلال أيام المداومة بتحديد الكمية التي يبيعها للزبون من أجل التحكّم في الطلب المتزايد من قبل المواطنين للمواد خاصة الخبز والحليب.
• تجار يفتحون محلاتهم أقل من ساعتين وندرة واسعة في الخضر والفواكه
وحسب تصريحات بعض المواطنين فإن بعض التجار فتحتوا أبواب محلاتهم في الساعات الأولى ليوم العيد ثم أغلقوا فقط لتفادي العقوبات التي ستسلط عليهم بعد العيد في حالة وجدت محلاتهم مغلقة ما يعني أن فترات فتح المحلات لم تتجاوز الساعتين من حوالي الساعة السادسة صباحا حتي الساعة الثامنة لتغلق بعدها المحلات يوميين كاملين بالمقابل فأن محلات بيع الخضر والفواكه عرفت إغلاقا تاما بسبب عدم وجود السلع أصلا فالباحث يومي العيد عن محل للخضر والفواكه مفتوح يحتاج لمعجزة حقيقية خاصة بسبب اللهفة التي اجتاحت الجزائيين عشية العيد ما جعل مخزون الخضر خاصة ينفذ من المحلات والأسواق.
• طوابير لتقطيع الأضاحي والجزارون يلهبون الأسعار
من جانب اخر انتعشت العديد من المهن الموسمية يومي العيد حيث تشكلت أول وثاني أيام عيد الأضحى المبارك طوابير طويلة لمواطنين يحملون أضاحي العيد على أكتافهم، ينتظرون ساعات لتقطيعها من قبل جزار محترف، حيث هناك من فضل تقطيع اضحيته اليوم الأول خوفا من فسادها بسبب ارتفاع درجات الحرارة في حين انتظر اخرون صبيحة اليوم الثاني وقد اختلفت أسعار تقطيع الاضاحي من جزار لأخر تبعا لحجم الأضحية واقتربت الأسعار في بعض الاحياء من 2000 دج خاصة بعدما أغلق العديد من الجزارين محلاتهم مما شكل ضغطا رهيبا للعاملين منهم والذين تشكلت على مداخلهم طوابير طويلة للمواطنين. هذا بالمقابل فقد تحولت عميلة "تشواط البوزلوف" في عدد من البلديات لمهنة تدر أرباح طائلة على عدد من العاطلين عن العمل اين شهدت عدد من البلديات نصب عشرات قارورات الغاز و"الشاليمو" وتوافد العديد من المواطنين على هذه الخدمة بعدما باتت "تشواط البوزلوف" عادة متبعة لأغلب العائلات ووصلت أسعار "التشواط" لحدود الـ 500 دج.
• طوارئ بالإستعجالات الطبية ومواطنون يذبحون أيديهم وأرجلهم
من جانب اخر عاشت مصالح الاستعجالات الطبية في المستشفيات، صبيحة اليوم الأول من العيد، جحيما نظرا إلى الإقبال الكبير من الجرحى والمصابين الذين استقبلتهم مختلف المصالح الطبية منذ الساعات الأولى من الصباح، حيث تباينت الإصابات بين الجرح باستعمال السكاكين والآلات الحادة والضربات التي تعرضوا لها خلال عملية ذبح الأبقار أو العجول، وهو ما خلق حالة من الفوضى داخل هذه المصالح من المصابين ومرافقيهم المفزوعين. تصدرت الإصابات خلال عملية ذبح العجول والأبقار قائمة المصابين والجرحى هذه السنة، حيث أسعف معظمهم ونقلوا إلى المستشفيات لتلقي العلاج الخاص بهم بعد أن أصيبوا بجروح مختلفة في اليدين والقدمين خلال عملية الذبح، وخلال اليوم الثاني استمر استقبال المصابين بجروح واصابات خلال عملية تقطيع الاضاحي وكان من ضمنهم سيدات فضلن أن يقمن بالمهمة بأنفسهن.
• موجة تخمة تصيب الجزائريين وإقبال كبير على أدوية الإمساك والاسهال بالصيدليات
هذا وقد شهدت الصيدليات بدورها طلبا متزايد خلال يومي العيد خاصة على الادوية المعالجة للإسهال والتخمة بعد موجة الإصابة بمشاكل هضمية ومغص المعدة الذي طال عددا من الجزائريين في الأيام الأولى من عيد الأضحى المبارك وحسب ما أكده عدد من الصيادلة للرائد فقد تسبب الاكل بشراهة طيلة يومي العيد إلى حد التخمة والإفراط في استهلاك اللحوم في مشاكل هضمية للعديد من الجزائريين الذين اقبلوا على الصيدليات لاقتناء ادوية تساعدهم على علاج الإمساك والإسهال والقيء وعسر الهضم وهي كلها تدهورات صحية مست الكثير من المواطنين في حين لجأ أخرون للوصفات الشعبية لإيقاف هذه الاعراض خاصة وان عدد من البلديات لم تشهد صيادلة مداومين في سيناريو يتكرر كل مناسبة دينية.
س. زموش