الحدث

أزمة مذابح تتجدد عشية كل عيد أضحى

تزامنا وإقبال كبير عليها من طرف المواطنين خاصة المضحين بالأبقار والعجول

    • رمرام: المذابح الموجودة حاليا غير قادرة على تلبية الطلب في المناسبات الدينية

 

تتأهب أغلب المذابح البلدية بولايات الوطن وعلى رأسها العاصمة، عشية عيد الأضحى، لاستقبال المواطنين بغية ذبح الأضاحي، غير أن وضعية العديد من هذه المذابح تفتقر لشروط السلامة بسبب غياب أهم الخدمات على غرار النظافة ووسائل الحفظ والتبريد زيادة على ضيق المساحة، وهو ما يجعلها غير قادرة على استيعاب الطلب المتزايد، ما قد يتسبب في تلف اللحوم وتعرض المستهلكين لمضاعفات صحية.

وفي إطار التحضيرات لعيد الأضحى المبارك، قامت مؤسسة تسيير المذابح لولاية الجزائر بتسطير برنامج خاص لتمكين المواطنين من القيام بعملية النحر والسلخ، وسط توفر الشروط الصحية الملائمة مع توفير المراقبة البيطرية للأضاحي قبل وبعد عملية النحر. وضبطت المؤسسة برنامجا خاصا لاستقبال الأضاحي بتوفير شروط النظافة والمراقبة البيطرية للمواشي خدمة للمواطنين يومي العيد، حيث أعلمت هذه المذابح المواطنين بفتح أبوابها في ساعات مبكرة يومي العيد لتسهيل العملية على الجميع، مع تخصيص فرق بيطرية لمراقبة الأضاحي واللحوم بعد الذبح وكذا غرف تبريد لحفظ اللحوم قبل استلامها من طرف أصاحبها.

كما تم على مستوى أغلب المذابح تسخير 3 خزانات للمياه بسعة 40 ألف لتر في حالة انقطاع المياه، علاوة على 3 حاويات كبيرة لتفريغ مخلفات الذبائح وكذا حاويتين كبيرتين لجمع جلود الأضاحي.

أما من الناحية البشرية فقد تم تسخير أعداد من أعوان أمن يعملون خاصة على مستوى قاعات الذبح من أجل استقبال المواطنين وتوجيههم وتنظيم حركة المرور داخل المذبح، بالإضافة إلى أعوان نظافة على مستوى قاعات الذبح من أجل جمع مخلفات الذبائح.

 

    • وضع كارثي بالمذابح عشية العيد

 

لكن بالمقابل مع هذه التدابير والإجراءات، فإن وضع المذابح بالعاصمة على سبيل المثال لا يوحي باستطاعته على تلبية طلبات المواطنين خلال يومي العيد، حيث أكد عمال مذبح الحراش بالعاصمة في تصريحات لـ"الرائد" أنهم يستعدون لاستقبال عيد الأضحى المبارك، وفق الظروف والإمكانيات التي يعملون بها، في انتظار إنجاز مذبح عصري مجهز بعتاد حديث للقضاء على أزمة المذابح.

ويشتكي عمال مذابح العاصمة وعلى رأسها مذبح الحراش والرويبة من غياب أدنى ظروف العمل الملائمة على غرار افتقارهم لوسائل الحفظ والتجميد العصرية، إضافة إلى ضيق مساحة هذه المذابح، الأمر الذي لا يلبي حاجيات ومتطلبات المواطنين خلال المناسبات الدينية. كما أشار العمال الذين تحدثوا لـ"الرائد" إلى ضيق حظيرة المركبات داخل المذبح وهو ما يعرقل حركة التنقل داخل وخارج المكان، خاصة أن ذات الهيكل يستقطب قاطني البلديات المجاورة على غرار باش جراح، السمار، باب الوادي وغيرها من بلديات العاصمة.

 

    • رمرام: المذابح الموجودة حاليا غير قادرة على تلبية الطلب في المناسبات الدينية

 

وفي هذا الصدد، أكد أمس رئيس لجنة تجار اللحوم وممثل سوق الجملة للحوم الحمراء، محمد الطاهر رمرام، لـ"الرائد"، أن أزمة مذابح تتجدد عشية كل عيد أضحى، مشيرا أن الهياكل الموجودة حاليا لا تتمكن من استيعاب طلبات المواطنين خلال العيد خاصة مع تزايد أعداد العائلات التي تضحي بالعجول والأبقار، وهو ما يتطلب جلبها للمذابح، وأشار رمرام أن عدد المذابح الموجودة بالعاصمة مثلا لا يمكنه تغطية سوى أقل من 20 بالمائة من طلبات المواطنين بسبب وضع هذه المذابح وضيق مساحتها وقلة إمكانياتها، مشيرا أن هذا الضغط يخلق وضعا مزريا بأغلب المذابح يوم العيد ويصعب من مهمة العاملين بها.

وقال رمرام في السياق ذاته أن وضع المذابح الحالية بات كارثيا وهذا بسبب عدم توفر شروط الصحة والنظافة، وهو ما يؤثر بالدرجة الأولى على صحة المواطن، مشيرا أن المذابح الحالية تكاد تكون نسخة واحدة في تصميمها ونمط سير عملها، وأغلبها إن لم نقل جلها لا تتوفر على أدنى الشروط الأساسية واللازمة للذبح، جراء انعدام شروط الصحة والنظافة المعمول بها والمعدات المطلوبة، إضافة إلى قدمها واهترائها نظرا لتشييدها منذ الحقبة الاستعمارية، علاوة على موقعها غير الملائم، إذ أن العديد من المذابح تتوسط النسيج العمراني، وهو الوضع الذي يتعقد أكثر خلال المناسبات الدينية.

وأمام هذه الوضعية دعا رمرام إلى ضرورة بناء مذابح جديدة تتوفر فيها كل شروط الذبح والشروط الصحية والنظافة، بالإضافة إلى فضاء لسوق الجملة للحوم، من أجل الحفاظ على أسعار وجودة اللحوم، داعيا ولاية الجزائر لرفع التجميد عن مشروع المذبح العصري الذي تم تجميده بسبب التقشف، معتبرا أنه من الضروري إعادة بعث المشروع من أجل تخفيف الضغط على المذابح الحالية والتي تعرف وضعا كارثيا.

س. زموش

من نفس القسم الحدث