الحدث

وزراء يتخلصون من "عقدة" الخرجات الميدانية وآخرون يختارون العزلة؟!

قبل حوالي شهر عن الدخول الاجتماعي

تخلّص عدد من وزراء حكومة بدوي، هذه الأيام، من عقدة الخرجات الميدانية، حيث شهدنا خلال نهاية وبداية الأسبوع الجاري تحركات محتشمة للطاقم الوزاري، غير أن الأمر لا يزال مقتصرا على أسماء معينة، في حين هناك وزراء ما زالوا يمارسون لعبة الاختباء رغم أنه الوقت المثالي للبدء في التحضير للدخول الاجتماعي المقبل الذي سيكون صعبا، في ظل الظروف السياسية المحيطة.

 

    • السخط الشعبي يخف على حكومة بدوي ووزراء في خرجات ميدانية دون عراقيل

 

وقد كسر عدد من وزراء حكومة بدوي، هذه الأيام، هاجس الخوف من الخرجات الميدانية، حيث برمج عدد من الوزراء زيارات لعدد من الولايات على غرار وزير الداخلية صلاح الدين دحمون الذي زار، منذ يومين، ولاية غرداية وقام بتدشين عدد من الهياكل والمؤسسات التابعة لقطاعه، كما قام بتفقد وتيرة التنمية المحلية بالولاية، وكان مرفوقا بالمدير العام للأمن الوطني قارة بوهدبة.

من جهته، أجرى وزير العمل والضمان الاجتماعي، تيجاني حسان هدام، أمس أول، زيارة عمل وتفقد لولاية سكيكدة وعاين عن كثب الهيئات تحت الوصاية، إضافة إلى الاطلاع على ظروف العمل والوسائل المادية والبشرية الموضوعة تحت تصرف المواطنين بالولاية. وقد جرت زيارة الوزيرين في ظروف عادية، حيث من الواضح أن الغضب والسخط الشعبي على وزراء حكومة بدوي قد تراجع مقارنة مع فترة أوج الحراك الشعبي، حيث تعرض الطاقم الوزاري خلال تحركاتهم أول أشهر من تنصيب حكومة تصريف الأعمال للكثير من العراقيل وألغيت العديد من الخرجات الميدانية، وتمت مطاردتهم من الحراكيين الغاضبين، وهو ما جعل أغلب الوزراء يكتفون بالعمل المكتبي وبالاجتماعات المغلقة، مؤجلين أي خرجات ميدانية أو احتكاك مباشر مع المواطن.

 

    • وزراء ما زالوا يمارسون لعبة الاختباء وآخرون غير معروفين!

 

لكن بالمقابل مع كسر عدد من الوزراء عقدة الخرجات الميدانية وتكثيف آخرين نشاطهم وتحركاتهم وتصريحاتهم الإعلامية، هناك وزراء آخرون يفضلون العمل بالمكاتب، على غرار وزير الشؤون الدينية والأوقاف الذي من المفرض أنه الوقت المناسب لخرجاته الإعلامية وزياراته الميدانية تزامنا مع موسم الحج وعيد الأضحى، غير أن الوزير من الواضح أنه يكتفي بالعمل المكتبي، شأنه شأن وزراء آخرين.

من جانب آخر، هناك وزراء ما زالوا يمارسون لعبة الاختباء حيث لم يسجلوا أي تواجد على الساحة الوطنية والإعلامية منذ أشهر، على غرار وزيرة البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال، إيمان هدى فرعون، التي لم تقم بأي نشاط وزاري ولا تصريح إعلامي منذ أزيد من ثلاثة أشهر، في حين هناك وزراء جدد تم تنصيبهم ضمن حكومة تصريف الأعمال لم يتعرف عليهم الجزائريون من أساسه، منهم وزير التكوين المهني والتمهين، دادي موسى بلخير، الذي لم يسجل أي خرجة إعلامية أو زيارة ميدانية تقريبا منذ تنصيبه على رأس الوزارة في مارس الماضي، وكذا وزيرة الصناعة والمناجم جميلة تمازيت التي لم يشكل استوزاها على رأس قطاع الصناعة أي فارق إلى غاية الآن، حيث لم نر لا قرارات ولا إجراءات لصالح إنعاش الصناعة الجزائرية ولا حتى اجتماعات أو خرجات إعلامية وميدانية، بالإضافة إلى وزير المجاهدين الطيب زيتوني الذي لم ينشط منذ فترة طويلة هو الآخر.

 

    • الدخول الاجتماعي المقبل أصعب اختبار أمام حكومة تصريف الأعمال

 

هذا ويأتي نشاط وزراء حكومة بدوي المتخبط قبل أقل من شهر عن الدخول الاجتماعي الذي يجري التحضير له على مستوى الحكومة بوتيرة متفاوتة، ومن المنتظر أن يشكل الدخول الاجتماعي المقبل امتحانا لحكومة تصريف الأعمال، لما يحمله من ملفات اجتماعية واقتصادية وسياسية معقدة، تُثيرها النقابات والأحزاب في ظل استمرار الأزمة السياسية الحالية وإصرار الحراك الشعبي على مطالبه من جهة، وكذا في ظل الضغوطات الاقتصادية الناتجة عن مخاطر تدهور قيمة الدينار، وغياب موارد مالية تشتري بها الحكومة السلم الاجتماعي، من جهة أخرى، وهو ما يجعل الجبهة الاجتماعية "متوترة" وتهدئتها ليست بالمهمة السهلة.

س. زموش

 

من نفس القسم الحدث