الحدث

"لا خبز لا حليب" من الواحدة ظهرا حتى الخامسة مساء؟!

تجار يغلقون محلاتهم في أوقات الذروة هروبا من الحرارة

فرضت موجات الحر المسجلة ودرجات الحرارة المرتفعة هذه الأيام على التجار برنامج عمل خاصا، حيث بات العديد من هؤلاء في أغلب بلديات الوطن يغلقون محلاتهم في أوقات الذروة، أي من الواحدة ظهرا حتى الخامسة مساء، بحجة غياب الزبائن، غير أن ذلك أصبح يؤثر بشكل كبير على النشاط التجاري.

بسبب ارتفاع درجات الحرارة هذه الأيام، يفضل أغلب التجار غلق محلاتهم في الفترة الممتدة من الواحدة ظهرا حتى الخامسة مساء تجنبا لوقت الذروة، في حين تتأخر الكثير من المحلات في الفتح إلى ما بعد بداية ساعات العمل الإدارية، في ظل غياب قانون أو تعليمة تحدد أوقات العمل وتجبر الالتزام بها، وهو ما جعل هؤلاء التجار يعملون حسب أهوائهم، ما يثير الكثير من علامات الاستفهام.

وقد أثرت هذه الوضعية على النشاط التجاري في العديد من البلديات. فبلديات كسحاولة وخرايسية وأولاد الشبل فقد أصبح الحصول فيها على محل مفتوح خلال الظهيرة مهمة شبه مستحيلة للسكان بحجة ارتفاع درجات الحرارة، وهي الظاهرة التي كانت موجودة في سنوات ماضية غير أنها تعرف هذه السنة انتشارا كبيرا بين التجار الذين أكدوا في تصريحات لـ"الرائد" أنهم مضطرون لغلق محلاتهم أوقات الذروة، ليس تقصيرا منهم في خدمة الزبائن وإنما بسبب غياب زبائن أصلا، مشيرين أن ارتفاع درجات الحرارة فرض حظر تجوال في العديد من البلديات، وهو ما يحاول التجار التأقلم معه. فبدل إبقاء محلاتهم مفتوحة، وهو ما قد يجعل العديد من المنتجات تتضرر بفعل الحرارة القياسية وأشعة الشمس، فإنهم يفضلون غلق محلاتهم حتى انخفاض هذه الحرارة تدريجيا في المساء وفتح محلاتهم من جديد.

ونفى عدد من التجار في بلديات كسحاولة وخرايسية أن يكون المستهلكون قد تضرروا من هذه الوضعية، مشيرين أنهم تعودوا على برنامج العمل هذا منذ سنوات والمستهلكون أيضا. وعن هذه الظاهرة، اعترف رئيس جمعية التجار والحرفيين، الطاهر بولنوار، في تصريح لـ"الرائد"، بوجود مثل هذه الممارسات من طرف التجار خاصة أولئك الذين يعملون بمحلات غير مزودة بالمكيفات الهوائية.

غير أن بولنوار أشار أنه لا يوجد أي قانون يجبر التاجر على أوقات عمل معينة، وهو ما جعله يقترح مرة أخرى قانونا لمداومة التجار ليلا من أجل إحياء النشاط التجاري في فترات الليل، مع تحديد أوقات العمل نهارا وفرض عقوبات على المخالفين.

س. ز

من نفس القسم الحدث