الحدث

قيادة الأركان مع الحوار من دون شروط أو إملاءات

الفريق ڤايد صالح وصف مطالب تخفیف الإجراءات الأمنیة بـ"المشبوھة وغیر المنطقیة" ويؤكد:

    • الفراغ الدستوري بوابة مباشرة نحو الفوضى والمجھول

    • الانتخابات هي النقطة الأساسية التي يجب أن يدور حولها النقاش

    • العدالة وحدها من تقرر إطلاق سراح الموقوفين ولن نقبل بالتدخل في صلاحايتها

    • تأمين المسيرات في صالح الشعب ولا تشكيك في جهود مصالح الأمن

 

جدد نائب وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي الفريق أحمد ڤايد صالح، تمسك المؤسسة العسكرية بما ينص عليه دستور البلاد لحل الأزمة الراهنة التي تمر بها الجزائر، بالمقابل حذر من عواقب الوقوع في فخ الفراغ الدستوري الذي يحاول البعض الزج بالبلاد نحو، في المقابل ثمن خطوات لجنة الحوار والوساطة التي أنشئت تمهيدا لفتح النقاش حول مستقبل البلاد، غير أنه انتقد الشروط والإملاءات التي ظهرت للعلن قبل مباشرة هذا الحوار مجددا التأكيد على أن هذه الخطوة ترتكز في الأساس على مسألة الانتخابات التي تفرز رئيسا للبلاد مشيرا إلى رفض أسلوب الشروط المسبقة التي يناور به البعض، في حين أكد أن مطالبة العدالة بإطلاق الموقوفين تحت ذريعة أنهم سجناء الرأي هو محاولة للتدخل في صلاحياتها وهو ما أبدى رفضا له، وفيما يخص مسألة تخفيف الإجراءات الأمنية على مداخل المدن الكبرى فيرى بأنها مطالب مشبوهة وغير منطقية أيضا مجددا التأكيد على أنها تدابير وقائية ليس إلا.

أكد الفريق أحمد ڤايد صالح أمس لدى إشرافه على حفل تكريم أشبال الأمة المتفوقين في شهادة التعليم والمتوسط وبكالوريا 2019، استجابة قيادة الأركان لمتطلبات المصلحة العليا للوطن والتي عملت ومنذ بداية الأزمة على تبني مقاربة اتسمت بالعقلانية في الطرح وبالمنطق في التناول وبالواقعية في مرافقة الشعب الجزائري ومؤسسات الدولة، مؤكدا أن لا طموحات سياسية لها سوى خدمة المصلحة العليا للبلاد ومن هذه المنطلقات عرج المسؤول العسكري ذاته إلى التأكيد على أهمية تهيئة الجو العام لترتيب أولويات المرحلة القادمة أبرزها مسألة الحوار الذي سينبثق عنه إجراءات تمهد لتنظيم الاستحقاق الانتخابي الذي يفرز رئيسا منتخبا للبلاد، وحول هذه المسألة قال قائد الأركان: "يتوجب تهيئة الظروف الملائمة لتنظيم الانتخابات الرئاسية في أقرب الآجال ولا مجال من المزيد من تضييع الوقت فالانتخابات هي النقطة الأساسية التي ينبغي أن يدور حولها الحوار الذي نباركه ونتمنى أن يكلل بالتوفيق والنجاح بعيدا عن أسلوب وضع الشروط المسبقة التي تصل إلى حد الإملاءات"، كاشفا أن "هذه الأساليب والأطروحات مرفوضة شكلا ومضمونا لأن الجزائر بحاجة إلى من يضحي من أجلها ويقدم المصلحة العليا للوطن على ما سواها، وان يتحلى بالنزاهة والحكمة والهدوء والرزانة وبعد النظر، ويرفع مستوى النقاش ويترفع عن القضايا الهامشية ويبتعد عن المزايدات لأن الأمر يتعلق بمستقبل الشعب ومصير الأمة".

وحذر ڤايد صالح "من بعض الأفكار المسمومة التي بثتها العصابة وتبنتها بعض الأصوات التي تدور في فلكها والمتمثلة في الدعوة إلى إطلاق سراح الموقوفين الموصوفين زورا وبهتانا بسجناء الرأي كتدابير تهدئة حسب زعمهم"، موضحا أن "العدالة وحدها من تقرر طبقا للقانون بشأن هؤلاء الأشخاص الذين تعـدوا على رموز ومؤسسات الدولة وأهانوا الراية الوطنية ولا يحق لأي أحد كان أن يتدخل في عملها وصلاحياتها ويحاول التأثير على قراراتها"، مضيفا: "نحن في الجيش نشجعها وندعوها لمواصلة مسعاها الوطني المخلص بنفس العزيمة والإصرار بعيدا عن كل التأثيرات والضغوط التي تحاول منح فرصة للعصابة وأذنابها من أجل التملص من العقاب والعودة إلى زرع البلبلة والتأثير في مسار الأحداث".

 

    • العدالة وحدھا من تقرر إطلاق سراح الموقوفین

 

وأكد الفريق أن "مؤسسات الدولة وجهاز العدالة تفطنت للنوايا الخبيثة للعصابة وتجندت أكثر من أي وقت مضى بهدف إنجاح عملية مكافحة الفساد وبلوغها منتهاها وكسب رهان معالجة ملفات الفساد المطروحة أمام العدالة، ومحاسبة المتسببين فيها بكل صرامة وتجرد وطمأنينة، لاسيما بعد أن تعهدت القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي على تقديم الضمانات الكافية لمرافقة الإجراءات التي اتخذتها وتتخذها العدالة في هذا المجال" .

أما بخصوص الدعوة المشبوهة وغير المنطقية المطالبة بتخفيف الإجراءات الأمنية المتخذة على مداخل العاصمة والمدن الكبرى، فقال أن "هذه التدابير الوقائية التي تتخذها مصالح الأمن لتأمين المسيرات، هي في مصلحة الشعب وحماية له وليس العكس، وهو الأمر الذي طالما أكدنا عليه أكثر من مرة بضرورة تنظيم وتأطير المسيرات لتفادي اختراقها"، كاشفا انه "من غير المقبول التشكيك في نوايا وجهود مصالح الأمن، ومن غير الأخلاقي تشويه الحقائق واختلاق الأكاذيب، بغرض إعطاء نفس جديد لأصحاب النوايا الخبيثة، الذين يعملون على تأجيج الوضع وإطالة أمد الأزمة" .

 

    • أصوات تحاول ضرب مصداقية المؤسسات الدولة بنشر إشاعات باطلة 

 

وأضاف الفريق انه "ورغم أن أغلب المطالب الشعبية قد تحققت ميدانيا إلا أننا سجلنا ظهور بعض الأصوات تحاول ضرب مصداقية وأداء مؤسسات الدولة من خلال نشر الإشاعات لتضليل الرأي العام وإفشال جهود المسؤولين النزهاء والمخلصين القائمين عليها"، قائلا "نحن كقيادة عليا للجيش نتابع كل صغيرة وكبيرة ولم نسجل أي خلل في أداء هؤلاء المسؤولين الوطنيين وفي سير هذه المؤسسات وان الفترة القليلة الماضية حققت ما لم يتحقق في سنوات عديدة والإنجازات في كافة المجالات لا تحصى ولا ينكرها إلا جاحد، أو متآمر يعمل بإيعاز ويسعى لتنفيذ أجندات مشبوهة" .

وأشار الفريق ڤايد صالح أن "الشعب واعي أكثر من أي وقت مضى ولا يمكن تغليطه أو دفعه إلى متاهات محفوفة بالمخاطر، وعليه نؤكد من جديد أن مؤسسات الدولة تعد خطا أحمر لا تقبل المساومة والشروط المسبقة والإملاءات غير القانونية من أي جهة كانت، وستستمر في أداء مهامها، إلى غاية انتخاب رئيس الجمهورية الجديد الذي له كامل الصلاحيات لمباشرة الإصلاحات الضرورية" .

 

    • أبواق تدعو للابتعاد عن الدستور للوقوع في فخ الفراغ الدستوري

 

وجدد الفريق التأكيد على أن "قيادة الجيش الوطني الشعبي لن تحيد عن موقفها الثابت بخصوص التمسك بالإطار الدستوري لأننا ملتزمون بقوانين الجمهورية، ولأننا كذلك تعهدنا أمام الله والوطن والشعب باحترام الدستور، مهما كانت الظروف"، قائلا إننا "نحذر الأبواق التي لا زالت تدعو للابتعاد عن الدستور والسقوط في فخ الفراغ الدستوري الذي يعد البوابة المباشرة المؤدية إلى الفوضى والمجهول"، كاشفا أن "طريق الخلاص هو تبني نهج الحوار النزيه، المبني على النوايا الصادقة والمخلصة التي تمكن بلادنا من التغلب على الصعاب، وشق طريقها نحو التقدم والرقي ووضع معالم مستقبلها الواعد" .

من جانبه قال الفريق قايد صالح أن "المستقبل الواعد الذي تملك بلادنا كل الشروط الضرورية والمقومات لتجسيده على أرض الواقع والأهم من كل ذلك أنها تحوز على شعب أصيل شحذته المحن والتجارب، خاض أعظم ثورة تحريرية في التاريخ المعاصر ويملك من القيم والمبادئ والإرادة والطموح"، داعيا إلى "الابتعاد عن الأنانية والحسابات الشخصية الضيقة التي أوصلت البلاد إلى ما نحن عليه اليوم وتسببت في تفويت الفرصة على بلاد بحجم الجزائر وشعبها الأبي من تحقيق النهضة المنشودة حيث لم يكن بعض مسؤوليه، والقائمين على شؤونه، للأسف الشديد، في مستواه ولا في مستوى آماله وتطلعاته إلى غد أفضل" .

 

    • قيادة الجيش ستقف بالمرصاد لكل المحاولات الهدامة والنوايا الخبيثة

 

من جهة أخرى قال الفريق انه "ونظرا للتهديدات والمخاطر المحدقة ببلادنا نؤكد مرة أخرى أن القيادة العليا للجيش ومن موقع المسؤولية التاريخية التي تتحملها في هذا الظرف بالذات، تقف بالمرصاد لكل المحاولات الهدامة والنوايا الخبيثة التي انكشفت أهدافها الحقيقية تعمل بكل عزم وإصرار على تعزيز مرافقة الشعب الجزائري ومؤسسات الدولة للمضي قدما نحو توفير الظروف الملائمة لتنظيم انتخابات رئاسية تسمح لبلادنا من الانطلاق من جديد على درب التنمية والتطور ورفع كافة التحديات المعترضة خدمة للجزائر دون غيرها، وولاء للوطن المفدى".

حياة. س

 

من نفس القسم الحدث