الحدث

كباش بـ "الفاسيليتي" الحل الوحيد أمام الأسر متوسطة الدخل هذه السنة للتضحية

بدأ الترويج لها من طرف السماسرة عبر مواقع الأنترنت وعند الموالين

    • فيدرالية الموالين تحذّر: الحرائق تلهب أسعار الأعلاف وأسعار الأضاحي مرشحة للارتفاع

 

استغل العديد من الموالين اقتراب موعد عيد الأضحى المبارك من أجل عرض خدمات البيع بالتقسيط على المواطنين، حيث باتت هذه الطريقة الوحيدة التي تمكن العائلات من أصحاب الدخل المتوسط من اقتناء الأضحية، خاصة مع تتالي المناسبات وتضاعف المصاريف، في حين تمثل هذه الصيغة فرصة للموالين من أجل تصريف ماشيتهم بأسعار مرتفعة وبالفوائد.

تحولت المناسبات الدينية إلى فرصة من أجل الربح السريع واستغلال أصحاب الدخل الضعيف والمتوسط من قبل بعض التجار والسماسرة، حيث اغتنم العديد منهم اقتراب موعد عيد الأضحى من أجل الاستثمار في حاجة المواطنين، إذ قام البعض بعرض خدماتهم على مواقع التواصل الاجتماعي مع عرض صور الأضاحي وأرقام الهاتف وعناوين نقاط البيع للتقرب منها واختيار الأضحية المناسبة، مشيرين إلى أنه يمكنهم الشراء عن طريق التقسيط خلال مدة أربعة أشهر بدفع صكوك بريدية بالنسبة للذين لا يستطيعون دفع ثمن الأضحية دفعة واحدة، مقابل هامش ربح وصفوه بالبسيط لكنه لا يقل عن عشرة آلاف دينار، حسبما أكده لنا البعض. ووجد تجار المواشي في ترويجهم لأضاحي العيد مع إمكانية الدفع بالتقسيط، وسيلة لتفادي عزوف المواطنين عن اقتنائها، في ظل ارتفاع أسعارها مؤخرا، وتزامن فترة العيد مع الدخول المدرسي الذي أثقل كاهل الأولياء وأنهك ميزانيتهم. وعن جواز شراء الأضحية بالتقسيط، يؤكد الأئمة أن الأمر جائز، ولكن القيام بهذه الخطوة يستجوب العديد من الشروط، منها اشتراط القدرة المادية، ففي حال قرر الشخص أن يقتني أضحية بالدين، فإذا كان يستطيع أن يرد دينه هذا فأضحيته جائزة ولا شيء عليه، وإن لم يستطع أن يرد الدين فحكم أضحيته هنا باطلة ولا تجوز، مشيرين أن من لم يستطع التضحية فقد ضحى عنه الرسول صلى الله عليه حين تقرب إلى الله بكبشين أقرنين أملحين، واحد له وواحد لمن لم يضح من أمته. ويشير الأئمة أن من يقترض مالا لشراء الأضحية لا شيء عليه، شريطة أن يكون قادرا على رد دينه، وهو ما ينطبق على شراء الأضحية بالتقسيط، مؤكدين عدم وجود تكليف في مثل هذه الأمور، لأن اقتناء كبش العيد بالدين مع ترك أولوية لا يجوز، لأن فيه مضرة للشخص بحد ذاته.

 

    • فيدرالية الموالين تحذّر: الحرائق تلهب أسعار الأعلاف وأسعار الأضاحي مرشحة للارتفاع

 

هذا وقد تأثرت أسعار الأعلاف، في اليومين الماضيين، بموجة الحرائق التي تعرفها العديد من ولايات الوطن والتي تسببت في خسائر بالجملة، منها خسائر مست التبن والأعلاف، وهو ما سيؤثر على أسعار الأضاحي في الفترة المقبلة، حيث قد ترتفع هذه الأخيرة أكثر مما هي عليه هذه الأيام.

وشهدت أسعار أعلاف الأغنام، في اليومين الماضيين، ارتفاعا غير مسبوق، حيث بلغ سعر القنطار منها أمس 6000 دينار على مستوى الجزائر العاصمة وعدد من الولايات، وهو ضعف سعرها قبل حوالي أسبوعين، الأمر الذي بات ينذر بارتفاع جديد في أسعار المواشي عشية عيد الأضحى الذي لم يعد يفصلنا عنه سوى 15 يوما. وفي هذا الصدد، أكد رئيس الفيدرالية الوطنية للموالين، جيلالي عزاوي، أمس، أن أسعار الأعلاف تأثرت بالحرائق التي تعرفها العديد من ولايات الوطن، كاشفا عن ارتفاع خيالي في أسعار هذه الأخيرة بالإضافة إلى مادة النخالة، وهو ما ينذر بارتفاع حاد في أسعار الخرفان خلال الأيام المقبلة، مطالبا الحكومة بالتدخل لمنع التلاعبات التي يرتكبها السماسرة في بيع وشراء هذه المادة الأساسية لتسمين الأغنام.

وقال عزاوي إن الموالين من الأساس يعانون أزمة في الأعلاف بسبب نقص هذه المادة في الأسواق، لتأتي الحرائق المندلعة عبر العديد من الولايات وتزيد الطين بلة، حيث أشار أنه وبحسب الأصداء التي وصلته فإن كميات كبيرة من الأعلاف والتبن تضررت في اليومين الماضيين، وهو ما زاد من ندرة هذه المادة ورفع الأسعار إلى مستويات جد مرتفعة، ما سيطرح أزمة حقيقية إن لم تتدخل الوزارة الوصية من أجل تخفيف الضغط على الموالين من أجل ضمان استقرار الأسواق قبل أسبوعين عن عيد الأضحى.

وقال عزاوي في السياق ذاته أن المشكل الحالي هو مشكل أعلاف لا غير، محصيا وجود 25 مليون رأس غنم في السوق الجزائرية، وهو عدد كبير جدا حسبه، في حين أن العدد الإجمالي للخرفان الموجهة للنحر هي 6 ملايين رأس، مقارنة مع 4 ملايين رأس في السنوات الماضية، أي بارتفاع يعادل مليوني رأس، الأمر الذي يطمئن بشأن توفر عدد كاف منها لسد احتياجات العيد، وعدم تسجيل أية ندرة في الأيام الأخيرة التي تسبق المناسبة.

للإشارة، فإن مربي المواشي وقبل أكثر من شهر دعت حلول عيد الأضحى كانوا قد حذروا من أزمة حادة على مستوى أغلب الولايات السهبية التي تكثر فيها عادة تربية الأضاحي بسبب ارتفاع حاد في تكلفة العلف وندرة شديدة في هذه المادة التي تمثل أغذية الماشية، وأشاروا أن ذلك قد يحدث ندرة في رؤوس الماشية خلال عيد الأضحى المقبل، ويتسبب في ارتفاع حاد في الأسعار التي قد تنهار في حال حل المشكل إلى أقل من تلك الأسعار بكثير، غير أن الحرائق أخلطت الأوراق من جديد ورفعت أسعار الأعلاف، وهو ما يجعل الوضع يتعقد.

س. زموش

 

من نفس القسم الحدث