الحدث

أبناء الجالية يقضون عطلتهم الصيفية في المغرب وتونس على حساب الجزائر !!

بسبب غلاء التذاكر ونقص هياكل الاستقبال محليا

    • إلياس سنوسي يتحدث عن ضعف تسجيل توافد السياح الأجانب لعدة أسباب

    • الجزائر ليست وجهة سياحية في الوقت الراهن والوضع يتجه من السيئ إلى الأسوأ!

 

يعد موسم الاصطياف من بين أكثر المواسم التي تعرف فيها الجزائر تدفقا كبيرا لأبناء الجالية المقيمة في الخارج حيث يبدأ توافد المغتربين من بداية جوان حتى نهاية أوت الداخل غير انه في السنوات الأخيرة تحولت العطلة الصيفية بالنسبة لهؤلاء اشبه بكابوس بسبب غياب إجراءات تشجع الجالية على زيارة بلدهم الأم سواء بالنسبة للرحلات الجوية المكلفة ومشكل غلاء التذاكر أو حتى المشاكل المتعلقة بنقص هياكل الاستقبال وأماكن السياحة وهو ما يجعل العديد من الجزائريين المغتربين يفضلون قضاء عطلتهم في تونس والمغرب او حتى في أوروبا.

انحصرت استعدادات السلطات لاستقبالا الاف من افراد الجالية الجزائرية المقيمة في الخارج ولسنوات عادة في تخصيص الممرات الخضراء بالمطارات والموانئ وتدعيم عدد الأعوان العاملين على مستوى هذه الأخيرة مع توفير خلايا استقبال وإعلام على مستوى كل هذه المرافق لتوجيه أفراد الجالية الجزائرية بالخارج العائدين إلى أرض الوطن لقضاء العطلة وإعطائهم المعلومات اللازمة وهي إجراءات شكلية غير كافية لتشجيع قدوم ملايين الجزائريين المقيمين بالخارج لقضاء عطلتهم في الجزائر بشكل يجعل الخزينة العمومية تستفيد وينشط السياحة، ومن بين أكثر المشاكل التي تصادف أبناء الجالية الراغبين في قضاء عطلتهم بالجزائر هو مشكل غلاء تذاكر الطيران فمستوى أسعار تذاكر السفر صيفا نحو الجزائر لا يشجع إطلاقا على قضاء العطلة داخل أرض الوطن كون الأسعار المطبقة حاليا بين وجهات أوروبية والجزائر تفوق بكثير وجهات أخرى طويلة المدة، على غرار باريس- نيويورك أو باريس- بكين.

ورغم مطالبة العديد من ممثلي الجالية بتخفيض تذاكر الطيران وتقديم وزارة النقل وعود بذلك الا مستوى أسعار هذه الأخيرة يبقي مرتفع وهو ما يمثل عائق امام الكثرين من اجل القدوم لبدلهم الأم، وبعيدا عن ازمة التذاكر يعد أيضا مشكل نقص هياكل الاستقبال والهياكل السياحية في الجزائر ازمة حقيقية فالفنادق الموجودة حاليا لا يمكن ان تتسع لحوالي 500 ألف مغترب جزائري يزور الجزائر سنويا وهو ما يضطر هؤلاء المغتربين للتوجه نحو الكراء عند الخواص وهنا يطرح مرة أخرى مشكل الأسعار حيث يستغل سمارة الكراء الفرصة من أجل تطبيق أسعار خيالية تعد بمثابة ابتزاز حقيقي لهؤلاء المغتربين، وبسبب هذه المشاكل وأخري بات العديد من المغتربين يفضلون تحويل وجهتهم لقضاء عطلة الصيف نحو تونس والمغرب وبلدان اخري وهوما يمثل خسارة حقيقية لخزينة العمومية والحركة السياحة بالجزائر والتي كان بإمكانها الاستفادة من موارد أبنائها بالعملة الصعبة لو تمت تهيئة الظروف الملائمة.

 

    • إلياس سنوسي يتحدث عن ضعف تسجيل توافد السياح الأجانب لعدة أسباب

 

عن هذه الظاهرة وواقع السياحة في الجزائر يؤكد نائب رئيس الوكالات السياحية، إلياس سنوسي، أن الجزائر هذه السنة لم تستقبل أي سائح أجانب، مشيرا أن الوضع يتجه من السيئ إلى الأسوأ بسبب العقلية التي ينظر بها المسؤول الجزائري وحتى المواطن للسياحة.

وقال سنوسي، في تصريح لـ"الرائد"، إن الجزائر ليست وجهة سياحية في الوقت الراهن، ولا تستطيع منافسة دول عربية رائدة في هذا المجال، فهي، حسبه، لم تتعد مرحلة بناء للفعل السياحي بتوفير البيئة الملائمة.

وأوضح سنوسي أن عددا من الولايات تزخر بمؤهلات سياحية متنوعة يمكن تحويلها إلى منتجات وعروض سياحية، غير أن هناك عجزا كبيرا في العروض السياحية. وفي وقت لم يتمكن الجزائريون من الاستمتاع بالسياحة سواء داخلية أو خارجية هذه السنة بسبب ظروف مادية بصفة عامة، قال سنوسي إن الجزائر لم تستقبل أيضا سياحا أجانب هذه السنة، حيث لم تكن الجزائر رغم تفوقها في جمال الطبيعة على جيرانها ضمن وجهات السياح الأجانب، وذلك لعدة أسباب، أهمها غياب المرافق المستقبِلة مع غياب ثقافة التعامل السياحي لدى الجزائريين، مشيرا أن القلة القليلة الذين يقصدون الجزائر حاليا هم رجال الأعمال الذين يأتون لقضاء مصالحهم، أو عائلات الدبلوماسيين الأجانب في الجزائر، أو قلة من الأوروبيين المبهورين بصحرائنا.

وأردف المتحدث متسائلا عن أي سياحة نتحدث والجزائري يدخل الفندق أو المطعم والنادل نادرا ما يبتسم في وجهه، وأين سيأتي السياح الأجانب، هل يمكنهم أن يجدوا البيئة الملائمة للسياحة في شواطئ استولت عليها عصابات تخيف حتى المصطاف الجزائري فما بالك بالسائح الأجنبي الذي لديه خصوصية، كل هذا دون الحديث عن الخدمات الهزيلة التي تقدم عبر الهياكل السياحة. لذلك يشير سنوسي إلى أن الحديث عن السياحة بالجزار لا يزال مؤجلا خاصة في ظل الجمود الذي تعرفه وزارة السياحة، حيث لم تعمل هذه الأخيرة طيلة موسم الاصطياف الحالي على ضمان خدمة جيدة للسائح الجزائري في بلاده فيما تبقى السياحة خارج أولويات الحكومة.

س. زموش

 

من نفس القسم الحدث