الحدث

بارونات ومافيا الفحم تستغل الحرائق وتنعش نشاطها

الثروة النباتية والحيوانية في خطر وحصيلة الخسائر تتوسع

    • نفوق عشرات الأنواع من الحيوانات وجمعيات حماية البيئة تدق ناقوس الخطر

 

يوجد الغطاء النباتي والثروة الحيوانية بالجزائر في تهديد حقيقي بسبب الحرائق التي تعرفها أغلب ولايات الوطن، حيث تتداول وسائل الإعلام وصفحات مواقع التواصل الاجتماعي وجمعيات حماية البيئة صورا لكارثة إيكولوجية تتعرض لها الجزائر، إذ تسببت الحرائق في إتلاف آلاف الهكتارات ونفوق مئات الحيوانات البرية عبر الغابات والجبال.

يأتي هذا في وقت تستغل عصابات الفحم الوضع من أجل تحقيق الأرباح، وهو ما يستدعي مزيدا من اليقظة والتعامل الحازم مع كل الأسباب غير الطبيعة للحرائق.

 

    • خسار فادحة في الغطاء النباتي ومصالح الحماية المدنية تسجل 20 بؤرة حريق في 48 ساعة

 

بات الغطاء النباتي بالجزائر مهددا أكثر من أي وقت مضى بالاندثار، نتيجة عوامل طبيعية وأخرى إنسانية، تتطلب التصدي لها واستغلال إمكانيات بعيدة عن تلك التقليدية حفاظا على غاباتنا. وقد أحصت مصالح الحماية المدنية، خلال الـ 48 ساعة الأخيرة، حوالي 20 حريقا على مستوى مناطق مختلفة من الوطن.

وخلفت هذه الحرائق خسائر مقدرة بـ 71.5 هكتار من الغابات، 25 هكتارا من الأدغال، 3 هكتارات من القمح، 100 هكتار من الحشائش، 6860 أحزمة تبن، 10 نخلات و2682 شجرة مثمرة، وهو ما يرفع حصيلة حرائق الغابات منذ جوان الماضي، في حين تشير آخر الأصداء إلى أن ظاهرة الحرق العمدي تتربع على عرش الأسباب، بالموازاة مع بروز "بارونات فحم الشواء" كلما حل الصيف واقترب عيد الأضحى.

 

    • نفوق عشرات الأنواع من الحيوانات وجمعيات حماية البيئة تدق ناقوس الخطر

 

وموازاة مع تسجيل خسائر كارثية في الغطاء النباتي، فإن الثروة الحيوانية باتت مهددة أيضا بفعل الحرائق، حيث نشرت جمعيات حماية البيئة ومديريات الغابات، عبر وسائل الإعلام وصفحات مواقع التواصل الاجتماعي، صورا كارثية لأعداد من الحيوانات البرية نفقت بسبب الحرائق، منها أرانب برية وقردة وغزلان مهددة بالانقراض وسلاحف وخنازير برية وكذلك أبقار، وهو ما يعد في غاية الخطورة، حيث دقت جمعيات حماية البيئة ناقوس الخطر، مشيرة أن ما يحدث يهدد التوازن الإيكولوجي ويعد جريمة في حق البيئة والحيوان، مطالبة السلطات المعنية بضرورة العمل الوقائي من أجل وضع حد لهذه الحرائق التي باتت تهدد الثروة الحيوانية وأصنافا نادرة من الحيوانات والطيور البرية التي باتت مهددة بالانقراض بسبب الحرائق.

 

    • بارونات ومافيا الفحم تستغل الكارثة وتنعش نشاطها

 

من جانب آخر، ورغم التجند الكبير لكل من مصالح الغابات والحماية المدنية لمواجهة الحرائق حفاظا على الحزام الأخضر، إلا أن الظاهر هذه السنة أخذت منحنى تصاعديا بالموازاة مع الارتفاع المحسوس في درجات الحرارة التي تعتبر من بين أكثر أسباب اندثار الغطاء النباتي بالجزائر، في وقت تشير أغلب الآراء إلى أن بروز ظاهرة قطع الأشجار بشكل غير قانوني وغير مصرح به وحرقها لاستخلاص الفحم الموجه للشواء من بين أكثر ما يهدد غاباتنا، مع اتساع الظاهرة بحلول فصل الصيف وعيد الأضحى المبارك، وهي الفترة التي عادة ما يكثر فيها استغلال الشواء بازدهار تجارة بيع الفحم من طرف شبان يستغلون الفترات الليلية وغياب الرقابة بالغابات لقطع الأشجار وحرقها، ثم تكسيرها إلى قطع ومن ثم بيعها فحما بالجملة وبالتجزئة للمطاعم والمحلات.

وقد استغلت عصابات الفحم الحرائق المندلعة والوضع لتوسيع نشاطها، وتعمل هذه الأخيرة بعيدا عن أعين الرقابة على نهب مخلفات الحرائق وتحويلها إلى فحم يباع خلال فترة عيد الأضحى، وهو ما جعل السكان في المناطق المتضررة من الحرائق يطالبون بتكثيف الردع من أجل وقف أيادي التخريب والنهب.

س. زموش

من نفس القسم الحدث