الحدث

الجزائريون يحتفلون بالاستقلال "الجديد" في الجمعة العشرين من الحراك الشعبي

خرجوا بالآلاف في مظاهرات استثنائية لتأكيد مطالبهم

    • الحراكيون يطالبون بن صالح بمزيد من الضمانات

    • احتفال بالإطاحة ببوشارب ودعوات لإطلاق سراح بورڤعة

 

خرج الجزائريون أمس في جمعتهم العشرين التي حملت رمزية كبيرة، حيث صادفت الذكري الـ 57 لعيدي الاستقلال والشباب. وعرفت مسيرات أمس مشاركة قياسية من نساء ورجال ما زالوا يراهنون على التغيير وبناء الجزائر الجديدة وإعلان الاستقلال من حكم العصابة.

كان أمس آلاف الجزائريين نساء ورجالا حاضرين في جمعة جديدة حملت الرقم العشرين، جاءت استثنائية كونها متزامنة مع الذكرى الـ 57 لعيدي الاستقلال والشباب. واستجاب آلاف المتظاهرين للدعوات المتكررة التي أطلقها ناشطون خلال الأسبوع للمشاركة بقوة في الجمعة الـ 20 من الحراك في رمزية للاحتفال باستقلال جديد للجزائر، موازاة مع استمرار سقوط أفراد العصابة بعد استقالة رئيس المجلس الشعبي الوطني معاذ بوشارب، وبعد 48 ساعة من إطلاق رئيس الدولة لما يعرف بالحوار الشامل للخروج من الأزمة.

 

    • مسيرات استثنائية بطعم الاستقلال تحت شعار: "نريد التغيير وليس الترميم"

 

وقد كانت مسيرات أمس استثنائية حيث شملت أغلب ولايات الوطن. وبالعاصمة تمركز المتظاهرون بكثافة في ساحة البريد المركزي التي تحمل هي الأخرى رمزية كبيرة عند الحراكيين. وتحدى الجزائريون التضييق والحواجز الأمنية وارتفاع درجات الحرارة والرطوبة، واستطلاع الآلاف منهم الوصول للعاصمة من أجل المشاركة في مظاهرات الاستقلال الجديد.

وقد حمل المتظاهرون الرايات الوطنية وصور الشهداء والمجاهدين الذين كانوا حاضرين بقوة في مسيرات أمس. وردد المتظاهرون الأغاني الوطنية والشعارات السياسية المطالبة بالتغيير المنشود وبناء جزائر جديدة تكون مستقلة عن النظام الفاسد وحكم العصابة التي أدخلت الجزائر، طيلة عشريتين كاملتين، في دوامة من الفساد.

ومن بين الشعارات المرفوعة في مسيرات أمس "نطالب بالتغيير الجذري للنظام" وضرورة التمسك بمبادئ الثورة التحريرية المجيدة، ضمان الوحدة الوطنية بين أبناء الشعب الواحد. فيما أصر الحراكيون على شعار "نريد التغيير وليس الترميم".

 

    • الحراكيون يطالبون بن صالح بمزيد من الضمانات

 

وزيادة أن مسيرات أمس جاءت متزامنة مع الذكرى الـ 57 لعيدي الاستقلال والشباب، فإن هذه الأخيرة جاءت أيضا في صلب تطورات جديدة وغير مسبوقة تشهدها الأزمة السياسية في الجزائر، حيث كانت مسيرات أمس بعد يومين من خطاب رئيس الدولة، عبد القادر بن صالح، الذي دعا فيه إلى حوار شامل بين جميع القوى السياسية للبلاد وبدون مشاركة المؤسسة العسكرية. 

هذه المبادرة بمثابة رمي للكرة من السلطة الحاكمة في مرمى الطبقة السياسية والحراك الشعبي. ورغم أن هذه المبادرة جاءت إيجابية بالنسبة للقوى السياسية التي أبدت أطراف منها استعدادها للمشاركة في الحوار، إلا أن الجزائريين أمس كان لهم رأي آخر، حيث أصر الحراكيون على رفض أي حوار مع بقايا النظام، مطالبين بالتغيير الجذري وتفعيل المادة 7 من الدستور لإعادة السلطة للشعب، وفتح الطريق أمام الشرعية وإعادة السلطة للشعب. كما رفض الجزائريون أمس خلال مظاهراتهم تجاهل خطاب بن صالح لمطالب رحيل رموز النظام ومههم بن صالح نفسه، وحكومة نور الدين بدوي.

وفتحت مبادرة بن صالح التي أعلن خلالها عن تكليف شخصيات مستقلة بالحوار باب التساؤلات بين الحراكيين عن هذه الشخصيات التي ستقود هذا الحوار، واعتبر المتظاهرون أن غياب "ضمانات حقيقية" بقدرة هذا الحوار على اجتثاث بقايا النظام السابق من جذوره يجعله دون جدوى حتى وإن لم تشرف عليه رئاسة الجمهورية وكانت فيه المؤسسة العسكرية في موقف الحياد.

 

    • احتفال بالإطاحة ببوشارب ودعوات لإطلاق سراح بورڤعة

 

هذا وقد احتفل المتظاهرون أمس بالإطاحة بباء جديدة، حيث كانت استقالة رئيس المجلس الشعبي الوطني معاذ بوشارب بمثابة انتصار للحراك الشعبي. وردد العديد من المتظاهرين شعارات "طار بوشارب ومازال مازال"، في إشارة لباقي الباءات التي تصر على البقاء رغم الرفض الشعبي الواسع لها.

من جانب آخر فقد كان المجاهد لخضر بورڤعة الذي يوجد حاليا رهن الحبس المؤقت حاضرا في المسيرات بأغلب ولايات الوطن، حيث طالب المتظاهرون بإطلاق سراحه، رافضين محاولات التخوين التي تعرض لها الرجل الذي كان من الأوائل المشاركين والداعمين للحراك الشعبي.

س. زموش

 

من نفس القسم الحدث