الحدث

التسممات الغذائية تفتك بالجزائريين وآلاف الضحايا كل فصل صيف...

وزارة الصحة تحصي كل سنة أكثر من 6 آلاف حالة

تحولت التسممات الغذائية التي تسجل كل صائفة بالجزائر إلى مشكل صحة عمومية، حيث تفتك هذه الآفة سنويا بحوالي 6000 فرد، استنادا لأرقام وزارة الصحة، بينما يرجع المختصون الظاهرة إلى ارتفاع درجة الحرارة التي تؤثر بشكل سلبي على الأطعمة، ناهيك عن غياب الضمير لدى الباعة في حفظ المواد الغذائية وعدم إخضاع محلات الأكل السريع لأي شروط نظافة، ما يجعل مسؤولية تزايد أعداد ضحايا التسممات الغذائية كل فصل صيف يتقاسمها أكثر من طرف.

وتحصي وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات كل سنة حوالي 6 آلاف إصابة بتسممات غذائية، في حين يبقى هذا الرقم بعيدا عن الواقع بسبب الحالات غير المبلغ عنها، وتلك التي يتم التكفل بها عبر العيادات الخاصة أو حتى التي لا تخضع لأي متابعة طبية. وتسجل ذروة التسمّمات الغذائية الجماعية في الجزائر خلال الثلاثي "جويلية – أوت -سبتمبر" بسبب عدة عوامل يحصرها المختصون في ارتفاع درجات الحرارة وتأثير ذلك على سلامة الأغذية، وكذا بسبب غياب الضمير لدى التجار الذين يبيعون منتجات فاسدة، وكذا عدم إخضاع محلات الأكل السريع والمطاعم لأي شروط نظافة، في حين يتحمل المستهلك جزءا من المسؤولية باقتنائه للمواد الغذائية من الأسواق الموازية التي تعرض منتجات سريعة التلف تحت أشعة الشمس وفي ظروف كارثية.

 

    • الأسواق الموازية ومحلات الفاست فود أكبر بؤر للتسممات الغذائية

 

وتكشف المعاينة الميدانية في الأسواق الفوضوية بالعاصمة أن العديد من المواطنين يقتنون مواد سريعة التلف من أي مكان وفي شتى الظروف والشروط، وما ذلك إلا مؤشر على الافتقار إلى ثقافة مراقبة المواد الاستهلاكية. 

ويشير بعض المواطنين ممن يترددون على هذه الأسواق إلى أنه يمكنهم التعرف على المنتوج الفاسد بالعين المجردة. كما يرى البعض أن ضعف القدرة الشرائية هي التي تدفعهم إلى البحث عن أسعار تناسب جيوبهم في الأسواق الفوضوية، حيث أن معظم الباعة من الشباب البطالين الذين لا يملكون إمكانيات لشراء شاحنات التبريد، فيكتفون باستخدام الشمسيات لحماية سلعهم من أشعة الشمس.

من جهة أخرى، تعرف محلات الأكل السريع والمطاعم خاصة في فصل الصيف وضعا مزريا، حيث تفتقد لأدنى شروط النظافة، وهو ما يجعل الوجبات التي تقدمها مسمومة، لتبقى هذه المحلات من بين أكثر البؤر التي تسجل بها حالات التسمم.

 

    • خياطي: التسممات تحولت إلى مشكل صحة عمومية والحل في وضع استراتيجية وطنية للقضاء عليها 

 

وفي هذا السياق، أكد رئيس الهيئة الوطنية لترقية وتطوير البحث، البروفيسور مصطفي خياطي، أمس، أن التسممات في فصل الصيف تحديدا تحولت إلى مشكل صحة عمومية، مشيرا أن 6 آلاف أو 10 آلاف حالة تسجل خلال ثلاثة أشهر، هو رقم مخيف رغم أنه لا يعكس الواقع ككل، بسبب آلاف الحالات الأخرى غير المصرح بها بفعل التداوي الذاتي والاستهانة بحالات التسمم وعدم التنقل إلى المستشفى لعلاجها في حينها.

وقال خياطي، في تصريح لـ"الرائد"، إن معظم حالات الإصابة بالتسمم الغذائي ناجمة عن انعدام شروط النظافة وعدم الحفاظ على المواد الغذائية بالطرق السليمة، وعدم احترام المعايير الصحية والقانونية لسلامة الأغذية، مشيرا أن للتسمم الغذائي مدلولا واسعا يستدل عليه ببعض الاضطرابات المعوية مع التقيؤ والإسهال أو كليهما، وارتفاع درجة الحرارة في بعض الأحيان، وقد تصاحبه اضطرابات عصبية أو فيزيولوجية. وأشار خياطي إلى أن التسمم الغذائي ليس ناتجا عن الأغذية فقط بل حتى المواد الكيميائية، وهو أكثر خطورة لأننا لا ندري كيف يتفاعل معه جسمنا، كما نوه بأهمية سن المصاب بالتسمم، بالأخص الأطفال والمسنين الذين يتعرضون لإسهال حاد ويفقدون كميات من الماء، وعليه ينبغي مضاعفة الرقابة واليقظة.

 

    • حريز: مسؤولية التسممات يتقاسمها التاجر والمستهلك معا

 

من جهته، أكد رئيس فدرالية حماية المستهلكين، زكي حريز، لـ"الرائد"، أن ظاهرة التسممات الغذائية بدأت في تصاعد مرعب لاسيما خلال السنوات الأخيرة، وأضحى لزاما دق ناقوس الخطر.

وأشار حريز أن أغلب حالات التسمم ناجمة عن الأكل غير الصحي الذي تنعدم فيه شروط النظافة، وهي المسؤولية التي يتقاسمها المواطن والتاجر على حد سواء. فهذا الأخير مطالب بالتقيد بمعايير الحفظ والنظافة، في حين يبقى المستهلك مدعوا لاختيار الأمكنة التي يقتني منها مواده الغذائية.

ولأن التسمم الغذائي أصبح مقترنا بفصل الصيف، قال حريز إنه وجب على الأفراد اتخاذ تدابير الوقاية وتجنب الأكل خارج البيت، وتوخي الحذر عند اقتناء المواد الغذائية، من خلال تفقد تاريخ انتهاء الصلاحية، لأن هناك الكثير من المواد الاستهلاكية الفاسدة التي يتم تسويقها عبر بعض الموزعين وشبكات السوق السوداء، داعيا وزارة التجارة وكذا وزارة الصحة لتشديد الرقابة على الأقل من أجل تقليل أعداد الحالات التي تسجل كل سنة خلال فترة الصيف تحديدا.

س. زموش

من نفس القسم الحدث