الحدث

الوكالات السياحية تهرب السياح الجزائريين نحو تونس، مصر وتركيا والحكومة تتفرج !!

أسوأ موسم اصطياف ستعيشه الجزائر هذه السنة

    • سنوسي: تأخرنا كثيرا والوقت المتبقي غير كاف لضبط عوامل نجاح هذا الموسم

 

صادف نهاية شهر رمضان المنصرم بداية موسم الاصطياف، وهو ما أخر التحضيرات الخاصة به حكوميا وعلى مستوى الوكالات بسبب غياب الرؤية في المشهد القائم اليوم في البلاد منذ 22 فيفري الماضي أي بداية الحراك الشعبي، وانشغال الجزائريين بالسياسة والأزمة التي خلفها هذا الحراك، ما جعل موسم الاصطياف هذه السنة الأسوأ على مدار السنوات الماضية.

تأخرت الحكومة في تهيئة الهياكل السياحية والمنتجعات وكذا تهيئة الشواطئ واتخاذ الإجراءات لحماية المصطافين وضمان مجانية هذه الأخيرة، ومحاولة تحريك وإنعاش السياحة عن طريق إجراءات تشجع قدوم السياح على الأقل من الجالية الجزائرية المقيمة بالخارج، مع اعتماد سلم أسعار يشجع الجزائريين أنفسهم على السياحة في بلدهم بدل التوجه إلى تونس والبلدان المجاورة بحثا عن الخدمات والأسعار المناسبة.

 

    • الإهمال والانشغال بالحراك الشعبي يؤخر تحضيرات الموسم

 

وتعتمد أغلب البلدان السياحية منها بلدان جارة على استراتيجية خاصة عندما يتعلق الأمر بموسم السياحة والاصطياف، حيث تبدأ التحضيرات لهذا الموسم قبل حوالي 6 أشهر عن بداية هذا الأخير، غير أنه في الجزائر عادة ما يتم إرجاع الملف لغاية بداية جوان وحتى مع إعطاء إشارة انطلاق الموسم مؤخرا، إلى أنه لا مؤشرات على وجود نية أو اهتمام واضح بهذا القطاع بسبب الوضع السياسي الموجود على الساحة الوطنية، وانشغال الحكومة بالحراك الشعبي، ما قد يجعل هذه الأخيرة تعتبر ملف موسم الاصطياف خارج أولوياتها.

يتوقع البعض أن يكون هذا الموسم الأسوأ على مدار السنوات الماضية، خاصة مع بقاء نفس الظروف المتدهورة للسياحة الجزائرية، حيث تشتكي هذه الأخيرة من نقص المرافق السياحية والهياكل الفندقية، بالإضافة إلى سوء تهيئة الشواطئ وملف الأمن عبر هذه الأخيرة والذي يبقى دون المستوى، حيث سجل السنة الماضية العديد من الاعتداءات على المصطافين، إلى درجة تسجيل جريمة قتل في حق مصطاف بسبب رفضه تسديد تذكرة "الباركينغ" الذي من المفروض أنه مجاني على مستوى كل الشواطئ المسموحة.

 

    • سنوسي: تأخرنا كثيرا والوقت المتبقي غير كاف لضبط عوامل نجاح هذا الموسم

 

وفي هذا الصدد، أكد نائب رئيس الوكالات السياحية، إلياس السنوسي، في تصريح لـ"الرائد"، أنه وككل سنة فإن الجزائر متأخرة بشكل كبير عن التحضيرات لموسم الاصطياف، مضيفا أن هذه التحضيرات من المفروض أن تبدأ قبل حوالي 3 أشهر من الآن، خاصة أن الأمر يتعلق بأكثر من قطاع من المفروض أن يساهم في إنجاح الموسم، أوله قطاع السياحة والداخلية والتجارة والنقل.

وأشار سنوني أن نتيجة هذا التأخر هو الفشل كما يحدث كل سنة، متوقعا أن يكون موسم 2019 أكثر كارثية بسبب الانشغال بالحراك الشعبي والأزمة السياسية.

وقال سنوسي، في السياق ذاته، إنه وبسبب هذا الوضع فقد سطرت أغلب الوكالات السياحية برنامجا وعروضا تستهدف السياحة الخارجية، مضيفا أن الوكالات تتلقى كل سنة انتقادات بسبب ترويجها للوجهة الخارجية، غير أن الواقع يؤكد أنه لا توجد وجهة داخلية مناسبة لعموم الجزائريين، فالوضع، يضيف سنوسي، كارثي والأسعار حدث ولا حرج، وليس هناك لا تنظيم ولا تحضيرات من شأنها إنجاح الموسم، وبما أن الوكالات مطالبة بخدمة زبائنها فإن الخيار الأمثل هو الوجهة الخارجية إلى حين تحسن الأوضاع داخليا.

ومن أجل تدارك الوضع محليا، أكد سنوسي أنه من الضروري تكاثف الجهود ومشاركة أكثر من قطاع بصفة فعالة في إنجاح موسم الاصطياف، من خلال خلق فضاءات جديدة مقارنة بالإمكانيات التي تتوفر عليها المناطق السياحية في الجزائر، وتقديم خدمات سياحية راقية، على غرار تدخّل مصالح مديرية التجارة لردع الارتفاع الجنوني للأسعار خلال موسم الاصطياف، وتهيئة الواجهات البحرية بطريقة عصرية، من حيث الأكشاك والمراحيض العمومية، والاهتمام أكثر بالسياحة الجبلية، وإعادة فتح كل المخيمات المغلقة، داعيا أيضا إلى الاهتمام بالبيئة رغم أن التوقيت، يضيف سنوي، غير كاف لكل هذه التحضيرات إن أرادات الحكومة فعلا ضبط عوامل نجاح لهذا الموسم، بينما إذا تعلق الأمر بإجراءات وقرارات لا تطبق فإن الوقت لا يزال مبكرا وبإمكان الحكومة ككل سنة الخروج بحزمة إجراءات في ظاهرها إيجابية لكن الحقيقة أنها تبقى مجرد حبر على ورق.

س. زموش

من نفس القسم الحدث