الحدث

الجزائريون يردون على خطاب بن صالح.. لا مزيد من الوقت الضائع !!

شعار الجمعة 16 كان الوفاء للحراك الشعبي ولسلطة الشعب ودستور البلاد

كان الجزائريون يوم أمس في الموعد من خلال الوفاء بخرجاتهم الميدانية كل جمعة منذ 22 فيفري الماضي تمسكا بأهم المطالب التي ينادي بها هؤلاء منذ 16 جمعة وعشرات الوقفات الاحتجاجية بالعاصمة وبأغلب ولايات الوطن، وشكل خطاب رئيس مجلس الأمة سهرة الخميس إلى الجمعة محور الشعارات التي رددها هؤلاء في وقفتهم لنهار أمس إذ استخلص هؤلاء بالتحليل عشرات المواقف والنقاط التي طالبوا عبد القادر بن صالح بالرجوع إليها بدل توجيهها للجزائريين وأبرز ما نادى به هؤلاء أن الوقت يمضي وأنهم لا يريدون تضييع المزيد من الوقت في انتظار تجسيد أهداف الحراك، وجدد هؤلاء المحتجون في وقفاتهم بالجزائر العاصمة وعدّة ولايات أخرى مطلب رحيل بقايا النظام السابق جميعا قبل التوجه نحو الانتخابات التي ستنصب رئيسا للجمهورية، وجدد المحتجون تمسكهم بالمؤسسة العسكرية كحامي للحراك وقبله الوطن ومؤسسات الجمهورية من خلال شعارات تأييد للمؤسسة العسكرية وقائد الأركان الفريق أحمد قايد صالح، ومن بين الشعارات التي رددها المتظاهرون "الرحيل الرحيل ..لا بديل عن الرحيل"، "لا انتخابات تشرف عليها شخصيات عيّنها الرئيس السابق"، "قلنا ترحلو، يعني ترحلو"، "لا حوار مع من نهبوا البلاد 20 سنة".

خرج جموع المواطنين مجددا, أمس للجمعة الـ 16 على التوالي, في مسيرات سلمية بالجزائر العاصمة وعبر مختلف ولايات الوطن, مجددين مطالبهم الداعية الى رحيل الوجوه المحسوبة على النظام السابق وضرورة إرساء أسس دولة ديمقراطية تعود فيها الكلمة للشعب.

ومثلما جرت عليه العادة, توافد جموع المواطنين في أول جمعة بعد الشهر الفضيل على ساحات وشوارع العاصمة, لاسيما على مستوى الفضاءات المحاذية لساحة البريد المركزي, شارعي زيغود يوسف والعقيد عميروش وكذا نهج باستور وساحة موريس أودان, رافعين لافتات وشعارات تؤكد مجددا تمسكهم بمطلب رحيل الباءات الثلاثة (بن صالح-بدوي-بوشارب).

كما رفعوا لافتات ورددوا شعارات أعربوا من خلالها عن رفضهم لمضمون الخطاب الاخير لرئيس الدولة, عبد القادر بن صالح, بخصوص دعوته الطبقة السياسية والمجتمع المدني والشخصيات الوطنية الى تبني "حوار شامل" للخروج من الازمة، ومن بين الشعارات التي رفعها المتظاهرون في جمعة اليوم التي تأتي أياما قلائل بعد قرار المجلس الدستوري بإلغاء انتخابات الرابع جويلية: "الناطق باسم الشعب هو صندوق الاقتراع" و "دولة مدنية"ّ وأخرى تدعو الى الحفاظ على الوحدة الوطنية ورفض أي تدخل أجنبي في الشأن الداخلي للبلاد.

كما رفعت الشعارات المألوفة المنادية بتكريس سيادة الشعب وتمكين شخصيات "كفؤة" من تسيير شؤون البلاد ومحاسبة المتورطين في الفساد ونهب المال العام مع التأكيد على سلمية المسيرات الشعبية والعلاقة القوية التي تربط الشعب بجيشه عبر شعار "جيش شعب خاوة خاوة".

على صعيد آخر, فإن المظاهر الاحتفالية لم تغب عن مسيرات هذه الجمعة التي تتزامن مع الاحتفال بعيد الفطر المبارك, حيث تم بالمناسبة توزيع الحلويات والمشروبات، ووسط تعزيزات أمنية, ردد المتظاهرون الاناشيد الوطنية ورفعوا صور شهداء وأبطال ثورة أول نوفمبر, ناهيك عن الحضور اللافت للراية الوطنية وسط المتظاهرين من مختلف الاعمار والفئات تعبيرا عن افتخارهم بتاريخ البلاد وبأمجاده وتمسكهم بالوحدة الوطنية.

من جهة أخرى, تواصل غلق النفق الجامعي من طرف عناصر الامن على مستوى ساحة موريس أودان, بالإضافة الى غلق الرابط بين شارعي حسيبة بن بوعلي وعميروش وكذا المسالك المؤدية الى قصر الحكومة تفاديا لوقوع أي انزلاقات.

وقد شرع المتظاهرون في إخلاء الشوارع والساحات في حدود الساعة الخامسة مساء في جو من الهدوء والسكينة, فاسحين المجال لشباب متطوعين لتنظيف أماكن التظاهر.

رغم الحرارة الشديدة التي عرفتها أغلب ولايات الوطن أمس إلا أن الجزائريون أبوا إلا أن يكونوا في الموعد لتجديد العهد مع الحراك الشعبي.

كنزة. ع

 

من نفس القسم الحدث