الحدث

"فوبيا" الندرة و"لهفة" الشراء تسيطر على الجزائريين عشية رمضان !

اكتظاظ بالطرقات، طوابير على مراكز البريد وضغط في الأسواق

لم تشذ نهاية شهر رمضان هذه السنة عن بدايته، حيث عرفت الأسواق في الـ 24 ساعة الماضية حالة من الطوارئ، في حين شهدت محطات التزود بالوقود ومراكز البريد طوابير غير منتهية، وعرفت الطرقات بدورها اكتظاظا لا مثيل له وسيطرت فوبيا الندرة والتخزين على أغلب المواطنين، في مشهد يؤكد أن الأعياد في الجزائر باتت مرتبطة بالندرة في أذهان المواطن أكثر منه من الفرح والبهجة.

 

    • ازدحام خانق بالطرقات وفوضى على أبواب الأسواق

 

لم يتغير السلوك الاستهلاكي للجزائريين حيث حافظوا تقريبا على نفس الوتيرة بداية ونهاية الشهر الكريم، حيث عرفت الأسواق، مراكز البريد ومحطات الوقود، أمس، وضعا استثنائيا بسبب كثرة الإقبال الذي ميز اليومين الأخيرين من الشهر الكريم.

وبسبب الإقبال الكبير وخروج الجزائريين للتسوق، فقد عرفت الطرقات الوطنية والشوارع ومداخل ومخارج الأسواق، أمس، ازدحاما مروريا كبيرا، وهي الوضعية التي تعقدت أكثر خلال أوقات الذروة مساء، حيث اضطر السائقون للبقاء محاصرين في الطرقات لأزيد من ساعتين فقط بسبب الازدحام الكبير عبر المناطق التي تعرف مراكز تجارية كبرى، على غرار النقطة المرورية السوداء بمحاذاة المركز التجاري "أرديس" في بلدية المحمدية وعلى مستوى النقطة المرورية أمام المركز التجاري باب الزوار في بلدية باب الزوار وغيرها في النقاط التي تأزمت بها الوضعية المرورية لحد كبير.

 

    • طوابير غير منتهية على محطات البنزين

 

هذا وقد عرفت محطات الوقود هي الأخرى في اليومين الماضيين حالة اكتظاظ وطوابير غير مسبوقة، حيث لم تمنع تطمينات نفطال بتوفر هذه المادة الحيوية يومي العيد خوف الجزائريين من تكرار سيناريوهات السنوات الماضية وتسجيل الندرة في هذه المادة الحيوية.

وقد رصدنا تلك الظاهرة في عدد من محطات البنزين في العاصمة خلال اليومين الأخيرين، ويؤكد عدد من السائقين أنهم يفضلون أخذ احتياطاتهم مسبقا وملء خزانات وقودهم يومين قبل حلول العيد تحسبا لأي طارئ من جهة، وأيضا كون عملية التزود بالوقود قد تستغرق وقتا يوم العيد وأغلب المواطنين يكونون منشغلين بزيارة الأهل والأقارب، غير أن هذا التبرير ليس له أساس من الصحة، فمحطات الوقود خلال العيد عادة ما تشهد خلوا كبيرا ولا تتطلب عملية ملء الخزان سوى دقائق، غير أن لهفة الجزائريين على كل شيء باتت سلوكا لصيقا خلال المناسبات وهو التفسير الوحيد لطوابير السيارات على محطات الوقود هذه الأيام.

 

    • لهفة بالأسواق والأسعار ترتفع بأكثر من 50 بالمائة

 

هذا وقد عرفت الأسواق خلال الـ 24 ساعة الماضية وضعا استثنائيا هي الأخرى، حيث عرفت إقبالا منقطع النظير.

ومن الواضح أن الجزائريين أصيبوا بفوبيا الندرة ولهفة الشراء، وهو ما استغله التجار حيث ألهبوا سوق الخضر بزيادات غير مبررة عمقت من جراح ميزانية العائلات التي أنهكها مصروف شهر رمضان وتكاليف العيد، فبالرغم من تطمينات المختصين في قطاع الفلاحة والتجارة وتزامنه مع موسم الوفرة، لكن هذا لم يمنع الباحثين عن الربح من فرض زيادات تصل 50 بالمائة.

وعن سر هذه الزيادات يبرر التجار أن هذه الأيام التي تسبق العيد يكون العرض في سوق الجملة أقل ويكثر طلب المواطنين، فمنهم من يشتري احتياطا طيلة أسبوع كامل، وهو ما يرفع الأسعار تلقائيا.

وفي السياق، أكد ممثلو التجار أن ارتفاع أسعار بعض أنواع الخضر خلال اليومين الأخيرين اللذين يسبقان العيد بسبب تسجيل طلبات قياسية عليها وعلى رأسها الكوسة واللوبياء الخضراء، وأرجع هؤلاء الزيادات لكثرة الطلب التي فاقت العرض.

 

    • ضغط بمراكز البريد وصراعات بسبب نقص السيولة

 

من جهتها، شهدت معظم مراكز البريد إقبالا كبيرا من طرف المواطنين الذين توافدوا لسحب مرتباتهم الشهرية التي لن تلبي جل المصاريف التي تنتظر أرباب العائلات البسيطة، وعرفت مراكز البريد بسبب الضغط العديد من المشاكل، منها ما تعلق بنقص السيولة وانقطاع النظام، وهو ما خلق صدامات بين عمال البريد والزبائن، كل هذا يضاف إلى تعطل أغلب الموزعات الآلية، ما حرم الزبائن من أصحاب البطاقات البريدية من سحب أموالهم.

س. زموش

من نفس القسم الحدث