الحدث

ميسورون يطلبون "الفطرة" و90 بالمائة منها تذهب لغير مستحقيها؟!

المزكون باتوا لا يثقون في الصناديق المسجدية ولا المتسولين الذين يطرقون الأبواب

بدأت العديد من العائلات الفقيرة والمتسولين في طرق أبواب الجزائريين طلبا لـ"الفطرة" أو زكاة عيد الفطر، غير أن الجزائريين باتوا يمنحون هذه الزكاة لمعارفهم وأقربائهم تحت شعار "الأقربون أولى بالمعروف" حتى وإن كان هؤلاء لا يدخلون ضمن فئة الفقراء والمساكين، فلا المساجد ولا المتسولين كسبوا ثقة المزكين بسبب الممارسات والتحايل الذي طفا على السطح في السنوات الأخيرة، وهو ما يجعل كتلة نقدية ضخمة من أموال الزكاة تذهب لغير مستحقيها في بعض الأحيان.

انتشرت في السنوات الأخيرة ظاهرة غريبة تتعلق بزكاة الفطر، حيث بات الأقارب والأصدقاء والجيران والموظفون يطلبون الفطرة من بعضهم البعض، ويتبادلونها فيما بينهم، وبعضهم يوصي بالفطرة لابنته المتزوجة لأن زوجها لا يتقاضى أجرا كافيا، في حين أن العديد من الميسورين يفضلون منح زكاة الفطر للمتسولين الذين يعثرون عليهم في الشوارع ومواقف السيارات، ومحطات القطارات، والساحات العمومية أو الذين يصطفون في طوابير طويلة أمام المساجد، في حين تفضل العديد من العائلات إعطاء "الفطرة" إلى أقاربها الفقراء، حتى وإن كانوا يقطنون بمدينة أخرى عملا بمبدأ "الأقربون أولى بالمعروف"، غير أنه في العديد من المرات فإن الفطرة تمنح لغير مستحقيها ممن لا يدخلون في فئة الفقراء والمحتاجين، فبعض العائلات تفضل منحها لأقارب محتاجين ماديا نوعا ما على منحها للمتسولين الذين يطرقون الأبواب أو حتى التبرع بها للمساجد بسبب الممارسات التي طفت على السطح والفضائح التي تعلقت بالصناديق المسجدية من جهة، وكذا الاحتيال الذي بات يمارسه عدد من المتسولين.

وحسب ما قدره خبراء اقتصاديون فإن حجم الزكاة حسب ما حددته وزارة الشؤون الدينية في نصاب هذه السنة ستقدر بـ 48 مليار سنتيم وهي قيمة كبيرة جدا، مقارنة مع الزكاة العادية التي يتم جمعها من طرف صناديق الزكاة المسجدية والتي لا تمثل سوى 5 بالمائة، واعتبر الخبراء أنه لو وجد إحصاء حقيقي للفقراء وتم توزيع هذه القيمة على كل عائلة فقيرة سيتم القضاء على الفقراء في فترة الخمس سنوات المقبلة، وهو الأمر الذي يقلل من عدد الفقراء الذي يتراوح ما بين 6 و7 ملايين فقير، ويرى الخبراء أن تجربة الصناديق المسجدية هي تجربة أثبتت فشلها على أرض الواقع، داعين لضرورة نقل هذا المشروع إلى مؤسسة مستقلة وجب العمل على ضرورة تنظيمها تنظيما علميا، وكذا العمل على تفعيلها سواء تعلق الأمر بتحسين وتطوير هيكلها التنظيمي أو تبيان عملية طرق جمع وتوزيع الزكاة من أجل كسب ثقة المزكي أولا ثم المجتمع، مؤكدين أن ما نسبته 95 بالمائة من أموال زكاة الفطر لا توزع في أطرها وهذا راجع إلى غياب الثقة لدى المزكي.

دنيا. ع

 

من نفس القسم الحدث