الحدث

الجزائريون خلال الجمعة 15: نريد حلا سياسيا

حافظوا على زخم الحراك في رمضان ويعبئون للمرحلة المقبلة

خرج الجزائريون، أمس، في جمعة جديدة تعد الجمعة 15 من عمر الحراك الشعبي، والرابعة والأخيرة منذ بداية رمضان، من أجل تأكيد مطالب الحراك والمطالبة بوضع ورقة طريق للخروج من الأزمة، بعدما سقطت ورقة انتخابات الرابع من جويلية في الماء، حيث دعا الجزائريون مرة أخرى لتفعيل المادة السابعة من الدستور تحت شعار "سلطة الشعب المادة 7".

عرفت العاصمة وعدد من الولايات الأخرى، أمس، يوما استثنائيا حيث خرج الجزائريون بالآلاف من أجل الحفاظ على زخم الحراك الشعبي والتحضير لما بعد رمضان، باعتبار أن جمعة أمس تعد الجمعة الرابعة والأخيرة في شهر رمضان، وقد عرفت المسيرات مشاركة قياسية رغم مشقة الصيام وارتفاع درجات الحرارة في أغلب ولايات الوطن، إلا أن الجزائريين صمدوا من أجل الحفاظ على مكاسب حراكهم والإبقاء على السلطة في الشارع خاصة مع المكاسب الأخيرة التي حققها الحراك الشعبي، منها سقوط ورقة رئاسيات الرابع من جويلية في الماء، والحديث عن التوجه نحو تأجيل هذه الأخيرة.

 

    • تضييق أمني كبير واعتقالات بالجملة في محيط البريد المركزي

 

وقد عرفت مسيرات أمس كما في الأسبوع الماضي، تشديدات أمنية مكثفة على مستوى العاصمة تحديدا، حيث أغلقت مصالح الأمن والدرك مداخل العاصمة، وهو ما تسبب في ازدحام مروري كبير وتم التضييق على مرور المركبات على مستوى الحواجز الأمنية داخل العاصمة، كالحاجز الأمني بحي الموز بباب الزوار والحاجز الأمني ببابا علي، وفرضت عناصر الشرطة طوقا أمنيا على البريد المركزي، حيث عرف محيط البريد المركزي من خميستي إلى باستور وحتى الجامعة المركزية حضورا أمنيا مكثفا بالزي الرسمي والمدني، وتم استجواب واعتقال عدد كبير من المواطنين قبل بدء المسيرات، لكن ذلك لم يمنع المتظاهرين الذي تمكنوا بعد صلاة الجمعة من فك هذا الطوق الأمني والوصول لمحيط البريد المركزي الذي بات يملك رمزية كبيرة بالنسبة للجزائريين منذ بداية الحراك الشعبي.

 

    • الجزائريون يحافظون على زخم الحراك ويعبئون للمرحلة المقبلة

 

هذا وبفضل المشاركة القياسية التي عرفتها مسيرات أمس، فقد تمكن الجزائريون من الحفاظ على زحم الحراك خلال الأسبوع الأخير من شهر رمضان تحضيرا لتعبئة ستكون استثنائية أيضا خلال الجمعات المقبلة بعد شهر رمضان. فرغم أن المشاركة طيلة الجمعات الأربع خلال الشهر الكريم كانت معتبرة، إلا أنها تبقى قليلة بالمقارنة بالملايين الذين كانوا يخرجون قبل رمضان، لكن الجزائريين لا يأبهون بالأعداد بقدر نوعية المشاركين خلال الشهر الكريم ومدى وعي هؤلاء بالقضية الوطنية وبتطوراتها. وقد بدأت منذ أمس التعبئة لمسيرات الجمعات المقبلة، حيث حمل العديد من المتظاهرين شعارات "في الصيف خارجين مراناش حابسين"، في حين حمل آخرون لافتات تؤكد "موسم الاصطياف هذه السنة سيكون في الشوارع والساحات صامدون حتى يأتي التغيير".

 

    • لا حوار مع بقايا رموز النظام 

 

هذا وقد حملت مسيرات أمس ردا صريحا على الدعوات التي أطلقت خلال الأسبوع الماضي، أهمها دعوة المؤسسة العسكرية الجزائريين ومختلف النخب السياسية للحوار من أجل الخروج من الأزمة. وقد أكد المتظاهرون أمس، مرة أخرى، أن الشعب والجيش خاوة خاوة وأن المؤسسة العسكرية هي الضمان لتغيير سلمي سلس في الجزائر، لكن بالمقابل أكد المتظاهرون أنه لا حوار مع بقايا رموز النظام ولا مع أحزاب سياسية خانت الشعب، مصرين على رحيل الباءات منهم بدوي وبن صالح، كما أكد المتظاهرون ضرورة الاستمرار في محاسبة أفراد العصابة وعدم استثناء ولا طرف من هذا الحساب.

 

    • الانسداد والفراغ الدستوري لن يخدم أي طرف والحل في تطبيق المادة 7

 

من جانب آخر طالب المتظاهرون ككل جمعة بتطبيق المادة 7 من الدستور تحت شعار "السلطة للشعب المادة 7"، داعين إلى وضع أرضية مناسبة من شأنها أن تعيد الاستقرار للوضع السياسي في البلاد، بغية تفادي الفراغ الدستوري، تمهيدا للعودة إلى الشرعيةأحد المتظاهرين لافتة كتب عليها "في عهد بوتفليقة كان يتم الدوس على الدستور واليوم الجميع يتحدث عن الدستور الحل سياسي". واعتبر المتظاهرون أن إطالة عمر الأزمة لن يخدم أي طرف خاصة مع سقوط ورقة انتخابات الرابع جويلية في الماء والوصول لمرحلة حرجة من الانسداد، مؤكدين على إصرارهم على مطالبهم وعدم التخلي عن الحراك في منتصف الطريق. وفق منطق وسلطة الصندوق. واعتبر المتظاهرون، أمس، أن الحل سياسي، حيث رفع 

س. زموش

 

من نفس القسم الحدث