الحدث

الطلبة يؤكدون ثباتهم على مواقفهم الرافضة لبقايا النظام ويتمسكون بالحراك

خرجوا إلى لشارع في مسيرتهم الـ 14 رغم قبضة الأمن بالشوارع الرئيسية للعاصمة

    • اقتراح التدريس ليلا لإكمال المقرر والبرنامج سيحدد بعد العيد 

 

استمرت، أمس، احتجاجات الطلبة ككل يوم ثلاثاء منذ فيفري الماضي، وتعالت أصواتهم ضد استمرار رموز النظام مرفقة بأغان من النشيد الوطني وهتافات تدعو للتغيير، هذا وميت احتجاجات أمس سخط الطلبة حيال اعتقالات الحقوقيين، حيث تزامن هذا مع وفاة، أمس، كمال فخار بالسجن بسبب إضرابه عن الطعام.

عرفت العاصمة، صبيحة أمس، احتجاجات المئات من الطلبة في مسيرات حاشدة نحو ساحة الشهداء، بعدما تم غلق سلالم البريد المركزي، حيث انطلقوا من ساحة البريد المركزي نحو ساحة الشهداء مرددين النشيد الوطني وحاملين شعارات تطالب بالتغيير الجذري، إضافة إلى شعارات "ديڤاج حكومة البريكولاج"، و"حكومة الكوكايين والخاينين"، "مراناش حابسين كل يوم خارجين"، و"بن صالح ماشي رئيس".

وحالت قوات الأمن دون الوصول إلى ساحة الشهداء بعد أن قطعت عليهم الطريق في ظل مواصلة ترديد النشيد الوطني وأهازيج وطنية ومختلف الشعارات الرافضة لاستمرار النظام والرافضة لعرقة الاحتجاجات السلمية.

وعلى سيناريو العاصة خرج الطلبة، صباح أمس، في مسيرات ومظاهرات بمختلف ولايات الوطن من أجل تأكيد المطالب بتحقيق رحيل رموز النظام السابق، وتطبيق مطالب الشعب الجزائري التي خرج من أجلها منذ يوم 22 فيفري، وشارك الطلبة المحامون على غرار ما تم بالبويرة، إضافة إلى مشاركة الأساتذة مع الطلبة في مظاهرات من أجل التغيير الجذري، على غرار قسنطينة وتلمسان، وهران، بجاية، حيث عبر آلاف الطلبة عن تضامنهم للحراك الشعبي وشددوا على رفض الانتخابات تحت وصاية بن صالح وبدوي.

وأهم ما ميز احتجاجات أمس هو التضامن الكبير الذي أبداه الطلبة المتظاهرون تجاه كمال فخار، الذي توفي أمس بمستشفى البليدة، بعد نقله على وجه السرعة من سجن غرداية بسبب تدهور صحته بسبب الإضراب عن الطعام الذي شنه منذ أيام طويلة قبل أن يتوفى، حيث وقف الطلبة دقيقة صمت ترحما على روح هذا المناضل الحقوقي، قبل تجديد شعاراتهم ومسيراتهم رغم شدة الحرارة التي تميز بها نهار أمس، حيث أكد الطلبة أن لا الحرارة ولا الصيام يمنعهم من تأدية واجبهم السياسي في الدفاع عن جزائر مستقلة ديمقراطية عادلة، مؤكدين مواصلة الخروج كل يوم ثلاثاء مهما كانت الظروف إلى غاية تحقيق جميع مطالبهم التي هي أساسا مطالب كامل الشعب الجزائري، وهذا تحت شعار "عييتونا مي معليش من أجل هدف جيد".

تتزامن احتجاجات الطلبة مع استمرارهم في الإضراب المفتوح، في ظل تواصل تحذيرات المنسق الوطني للمجلس الوطني لأساتذة التعليم العالي "الكناس"، عبد الحفيظ ميلاط، من مغبة إهمال الدروس والذهاب إلى سنة دراسية بيضاء، في وقت حذر من الوقوع في فخ الخرافات التي تم ترويجها بين صفوف الطلبة... سنة بيضاء خير من مستقبل أسود، مؤكدا لهم أنه يجب أن يعلموا أن السنة البيضاء هي المستقبل الأسود".

وانتقد ميلاط الأساتذة الذين يشجعون الطلبة على الإضراب ودعاهم إلى التدريس يوميا من السبت إلى الخميس من الساعة الثامنة إلى الخامسة مساء لإنهاء المقرر الدراسي، ذا فيما رفض تحمل الآخرين مسؤولية الإضراب، منتقدا في ذات السياق التعليمات الصادرة عن بعض الكليات بفرض عليهم التوقيع على قرار تعويض الدروس المتأخرة في الفترة التي تحددها الإدارة، حيث قال ميلاط "إنه يمكن للأستاذ الجامعي، فضلا وليس أمرا، أن يساهم في تجاوز مشكلة السنة الجامعية، يمكنه أن يدرس ساعات إضافية حتى مجانية كي يساعد في إكمال البرنامج الدراسي، لكن كل هذا برغبته وإرادته....

وشدد ميلاط قائلا أن الأستاذ الجامعي ليس مسؤولا عن إضراب الطلبة وليس مسؤولا عن سذاجة وسوء تسيير الإدارة، فالأستاذ الجامعي لديه حجم ساعي أسبوعي يدرسه كل أسبوع وليس ملزما بتعويض ما ضاع، باعتبار أنه كان حاضرا وليس مسؤولا عن ذلك.

يأتي هذا فيما اقترح أساتذة على الطلبة التدريس حتى ليلا من أجل ضمان إنهاء المقرر الدراسي، في وقت أكد آخرون أن الدروس ستنطلق بعد عيد الفطر وسيتم وضع برامج لضمان إنهاء ما تبقى من المقرر.

عثماني مريم

 

من نفس القسم الحدث