الحدث

3 أشهر من الحراك الشعبي حررت الجزائريين من حكم "العصابة"

الكثير من المعطيات تغيرت، موازين قوى انقلبت وإصرار الجزائري عجل بتهاوي نظام فاسد

    • بعد 13 أسبوعا من المظاهرات: طرح عشرات المبادرات، تعنت من السلطة وأفق لا تزال مسدودة

    • الحراك الشعبي وطد علاقة الشعب بالمؤسسة العسكرية

    • مواقف سياسية تتغير 180 درجة وأقنعة سقطت

 

أتم الحراك الشعبي، أمس، ثلاثة أشهر منذ بدايته، حراك غير الكثير من المعطيات على الساحة الوطنية وقلب موازين القوى وعجل بتهاوي النظام الفاسد الذي لا تزال بعض رموزه تحاول البقاء، كما أسقط الحراك أفراد العصابة والحيتان الكبيرة التي تقبع في السجون المدنية والعسكرية حاليا، في حين أبان عن صمود الجزائريين وتمسكهم بالتغير وبيّن مدى وعيهم السياسي وجاهزيتهم للتصدي لأي محاولات لزرع الفتنة، حيث حافظ الحراك الشعبي وعلى مدار 3 أشهر على سلميته ولم يحيد عن مطالبه، وهو أكبر إنجاز بالنسبة للجزائريين.

 

    • 3 أشهر كانت كافية لملء فراغ الأحزاب وصناعة وعي سياسي عند الجزائريين

 

مرت، أمس، 3 أشهر كاملة على بداية الحراك الشعبي في 22 فيفري 2019، حيث غير هذا الحراك العديد من المعطيات على الساحة الوطنية وتحققت الكثير من الإنجازات بعزيمة وإصرار الإرادة الشعبية. ولعل أعظم الإنجازات التي تحققت منذ 22 فيفري إلى غاية 22 ماي الجاري، هو تطور الوعي السياسي للجزائريين، حيث ملأ الحراك الشعبي على مدار الأسابيع الماضية فراغ الأحزاب السياسية التي لم تجد موقعا لها في ظل هذا الزخم، وتمكن الجزائريون على مدار الـ13 أسبوعا الماضية من المحافظة على سلمية مظاهراتهم واحتجاجاتهم، وأعطوا مثالا عن الصمود والإصرار على التغيير تحت أي ظروف، حيث استمرت المسيرات حتى في شهر رمضان، عكس ما كانت تعول عليه السلطة، وتحدى المتظاهرون مشقة الصيام وارتفاع درجات الحرارة وخرجوا لحماية حراكهم وتأكيد مطالبهم بعيدا عن أي محاولات لتأطير هذا الحراك ومحاولة الالتفاف عليه.

 

    • مواقف سياسية تتغير 180 درجة وأقنعة سقطت

 

من جانب آخر، فإنه ومنذ بداية الحراك الشعبي وإلى غاية الآن، تغيرت العديد من المواقف السياسية وسقطت أقنعة العديد من السياسيين ورؤساء الأحزاب. فمقارنة بالمواقف التي كانت منذ أول جمعة مظاهرات ومسيرات والمواقف الحالية، فقد تغيرت هذه الأخيرة 180 درجة، منها مواقف أحزاب كانت قبل ثلاثة أشهر "تطبل" للعهدة الخامسة وتقدم الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة على أنه الخيار الوحيد للجزائر والجزائريين، غير أن الحراك غير المواقف وجعل هذه الأحزاب ترضخ وتعترف بل وتؤيد مطالب الحراك، رغم أن الجزائريين ما زالوا غير مقتنعين بنفاق هذه الأحزاب ورؤسائها الجدد.

 

    • الحراك الشعبي وطد علاقة الشعب بالمؤسسة العسكرية

 

بالمقابل، فقد تمكن الجزائريون، وطيلة الثلاثة أشهر الماضية، من التصدي لأي محاولات لزرع الفتة بين الشعب والجيش، حيث تعرضت المؤسسة العسكرية على مدار الأسابيع الماضية لهجمات شرسة من أشباه النشطاء السياسيين الذين روجوا للأكاذيب والفتنة عبر فيديوهات اللايف من لندن وباريس، غير أن الجزائريين كانوا واعين وتمكنوا من قطع الفتنة وتمسكوا طيلة أسابيع الحراك بالمؤسسة العسكرية وأيدوا قراراتها ودعوها لمزيد من الحيادية. بالمقابل، فقد كانت المؤسسة العسكرية وعلى مدار الثلاثة أشهر الماضية حاضرة إلى جانب الشعب، حيث أكدت هذه الأخيرة على لسان قائد الأركان، ڤايد صالح، أكثر من مرة أن الجيش يقف مع الإرادة الشعبية ويدعم الحراك من البداية حتى النهاية.

 

    • سقوط رؤوس العصابة أكبر مكاسب الحراك

 

هذا وبين أكثر مكاسب الحراك الشعبي منذ بدايته هو مبادرة العدالة لفتح عدد من قضايا الفاسد، ما أسقط العديد من رؤوس العصابة، حيث بد أن حملة الفساد المستمرة إلى غاية الآن بعدد من رجال الأعمال، منهم حداد وكونيناف ويسعد ربراب الذين يقبعون حاليا في سجن الحراش، لتنتهي بكبار رؤوس العصابة، وهو المستشار السابق لرئيس الجمهورية السابق عبد العزيز بوتفليقة، السعيد بوتفليقة، في حين شملت مؤخرا التحقيقات في قضايا الفساد عددا من المسؤولين، منهم الوزير الأول السابق، أحمد أويحيى، والوزير الأول الأسبق، عبد المالك سلال، وعدد من المسؤولين الآخرين، في حين لا تزال هذه القضايا مطروحة مع تقديم ضمانات بمعاقبة الذين يثبت تورطهم في نهب المال العام.

 

    • بعد 13 أسبوعا من المظاهرات: طرح عشرات المبادرات، تعنت من السلطة وأفق لا تزال مسدودة

 

هذا وقد عرفت الساحة السياسية منذ بداية الحراك الشعبي طرح العديد من المبادرات للخروج من الأزمة، منها مبادرات للتوافق السياسي مع تأجيل الانتخابات وتعيين شخصيات توافقية، ومبادرات جاءت على شكل مخرج دستوري من أجل تفعيل الإرادة الشعبية دون الدوس على الدستور، غير أن السلطة لا تزال متعنتة وتتمسك بموعد الرابع من جويلية لإجراء الانتخابات الرئاسية، حيث يواصل رئيس الدولة، عبد القادر بن صالح، مشاوراته السياسية، في حين استمرت الحكومة المرفوضة شعبيا في عملها، وهو ما جعل الأفق مسدودة في ظل إصرار الجزائريين على رحيل الباءات الثلاثة ورفضهم للانتخابات الرئاسية، وهو ما جعل الأوضاع تصل حد الانسداد، في انتظار ما ستسفر عنه الأيام المقبلة من تطورات.

س. زموش

 

من نفس القسم الحدث