الفريق أول شنقريحة يعبر عن ارتياحه لمستوى التعاون العسكري "الجزائري – الإيطالي"
- نشر في 02 أكتوبر 2024
أخذت ظاهرة التبذير في المواد الغذائية هذه السنة أبعادا خطيرة، حيث لم تعد هذه الظاهرة مقتصرة على المستهلكين فحسب، بل حتى تجار الجملة والتجزئة والفلاحين وكذا الخبازين باتوا متورطين في التبذير، حيث يرمي هؤلاء يوميا الأطنان من المواد الغذائية بسبب تلفها أو رغبة منهم في إبقاء أسعارها مرتفعة، وهو ما يعني إلقاء الملايير في المزابل.
وقد انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي هذه الأيام صور لمظاهر التبذير، ليس الذي يتورط فيه المستهلكون وإنما الذي يتسبب فيه تجار جملة وتجزئة وفلاحون وكذا خبازون، باتوا يلقون ملايير الدعم في المزابل، حيث تداولت العديد من الصفحات بالفايسبوك على وجه التحديد صورة لأطنان من الخبز المدعم مرمية في إحدى مزابل العاصمة، حيث أشارت تعليقات مصاحبة للصورة أن عددا من الخبازين الذين يحضرون كميات تفوق الطلب على مادة الخبز في رمضان باتوا يلقون إنتاجهم المتبقي في المزابل، وبما أن مادة الفرينة مدعمة وأسعار الخبز أصلا مقننة وتلقى دعما من الدولة، فإن مثل هذه الممارسات هي بمثابة استنزاف للخزينة العمومية ورمي الملايير من الدعم في المزابل، بغض النظر أن مثل هكذا ممارسات لا تمت لدين الإسلام بصلة وهي محرمة شرعا. وليس فقط الخبازين، فقد عمد العديد من الفلاحين مع بداية رمضان لرمي أطنان من المواد الغذائية في المزابل أيضا بسبب فائض إنتاج لم يجدوا أين يصرفوه، رغم ان الأسواق تقول العكس، فالأسعار الملتهبة منذ بداية الشهر الكريم تشير أن الطلب يفوق العرض وهو ما يرجح فرضية تعمد هؤلاء الفلاحين رمي الأطنان من هذه المنتوجات حتى يتم إبقاء الأسعار مرتفعة في الأسواق، وهو ما يدخل في إطار الاحتكار المفروض أنه يعاقب عليه القانون التجاري. من جانب آخر، يتورط تجار الجملة وحتي التجزئة في العديد من مظاهر التبذير، حيث يلقي هؤلاء يوميا في القمامة الأطنان من المنتجات، منها منتجات فاسدة وأخرى مدعمة مثل حليب الأكياس، حيث رصدت جمعيات حماية المستهلك، في الفترة الأخيرة، صورا لمئات اللترات من الحليب المدعم ملقاة في إحدى المزابل في إحدى ولايات الوطن، بينما يعيش المواطن أزمة في التزود بهذه المادة، كل هذا يبقى في ظل غياب أي رقابة على مثل هذه الممارسات من الوزارة الوصية التي تبقى في موقع المتفرج على مظاهر التبذير التي باتت تستنزف الخزينة العمومية.
دنيا. ع