الحدث

دعوات لـ"الصيام الإلكتروني" تجنا لإثم "السوشيال ميديا" في رمضان

بعد انتشار سلوكيات وظواهر سلبية عبر فايسبوك وإنستغرام منذ بداية الشهر الفضيل

    • عية: الصائمون مدعوون للابتعاد عن "مواقع التواصل" لما فيها من إثم في رمضان

    • سعدي: 70 بالمائة من مستخدمي الأنترنت في الجزائر مدمنون على استخدامها 

 

يروج عدد من المختصين ونشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، هذه الأيام، لمفهوم الصيام الإلكتروني حيث انتشرت عبر "فايسبوك" و"إنستغرام" و"تويتر" دعوات لتطبيق هذا المفهوم الجديد نهار رمضان، من أجل محاربة إدمان الإنترنت خاصة وأن هذا الفضاء بات يحمل العديد من الظواهر السلبية التي أصبحت تمس حتى العبادات خلال الشهر الكريم.

وعبر مواقع التواصل الاجتماعي ظهرت، منذ بداية رمضان، العديد من الظواهر السلبية التي أصبحت تمس بحرمة هذا الشهر، فالجزائريون نقلوا عصبيتهم ونرفزتهم أثناء الصيام من الشوارع والطرقات إلى صفحات الفايسبوك و"غروبات" إنستغرام لتتحول هذه الأخيرة إلى مكان للسب والشتم والقذف. 

من جانب آخر، فإن بعض الجزائريين وصل بهم الهوس بالتكنولوجيا لأبعد الحدود، لدرجة باتوا يوثقون عبادتهم عبر مواقع السوشيال ميديا ويصورون السيلفي واللايف داخل المساجد وأماكن العبادات، وبسبب هذه الظواهر فقد أطلق عدد من المختصين الاجتماعيين وكذا أئمة ورجال دين حملة للصيام الإلكتروني من أجل محاربة مثل هذه الظاهرة وكذا محاربة إدمان الأنترنت الذي أصاب ملايين الجزائريين، حيث تهدف هذه الحملات للابتعاد عن استعمال السوشيال ميديا في رمضان على الأقل نهارا والفرد صائم حتى يكون صيامه صحيحا، وبالتالي الابتعاد عن الظواهر السلبية التي باتت تملأ هذه المواقع في رمضان.

 

    • سعدي: 70 بالمائة من مستخدمي الأنترنت في الجزائر مدمنون وفكرة الصيام يمكن اعتمادها طوال السنة

 

يرى عدد من المتخصصين في علم الاجتماع أن تطبيق ما يسمى الصيام الإلكتروني يشكل فرصة للتخلص من تبعات إدمان العالم الافتراضي والارتباط طوال الوقت بشبكات التواصل الاجتماعي التي تعد سلبية وتدفع أحيانا للشعور بالاكتئاب، مؤكدين أنه كما للتكنولوجيا مزيا فإن لها العديد من العيوب، وفي هذا السياق أشار الأستاذ في علم الاجتماع بجامعة الجزائر، الهادي سعدي، أن فكرة "الصيام الإلكتروني" انتشرت منذ سنوات وتعتمد على مواجهة تأثير العالم الافتراضي السلبي على الحالة النفسية والاجتماعية للإنسان والتقليل من سيطرة شبكات التواصل الاجتماعي على حياته، ويكون تطبيقه من خلال الابتعاد التدريجي عن الهواتف المحمولة والأجهزة الإلكترونية لفترات زمنية معينة، تتزايد مدّتها تدريجيا حتى يصبح العالم الافتراضي شيئا هامشيا وغير أساسي في حياة مستخدميه، ولا ضرورة من وجوده سوى في أوقات الحاجة فقط، معتبرا أن تطبيق هذه الفكرة خلال شهر رمضان في الجزائر من شأنه أن يقلل من الظواهر السلبية التي باتت تغرق هذه المواقع في شهر من المفروض أنه مخصص للعبادة وليس للتباهي بالعبادات، وأكد سعدي أن 70 بالمئة من مستخدمي الإنترنت في الجزائر في حال إدمان شديدة لعالمهم الافتراضي، وتلك النسبة مدعاة لتعميم فكرة الصيام الإلكتروني ليس فقط في رمضان وإنما عبر مختلف أيام السنة، مشيرا أن ارتباط فكرة الصيام الإلكتروني بصيام رمضان سيجعل للأمر صدى أكبر عند الجزائريين.

 

    • عية: الصائمون مدعوون للابتعاد عن "مواقع التواصل" لما فيها من إثم في رمضان

 

من جهتهم، أكد أئمة ورجال الدين على أهمية التقليل من استعمال مواقع التواصل الاجتماعي خلال شهر رمضان، حتى لا يذهبوا صيامهم ويجعلوه صوما عن الأكل والشرب فقط، حيث يعتزمون تخصيص حيز هام من خطبة الجمعة، وكذا دروس مسجدية للتحسيس بأهمية الصيام الإلكتروني حتى يحفزوا الشباب على الابتعاد عن بعض الظواهر السيئة التي تنتشر في بعض مواقع التواصل. 

وفي هذا الصدد أكد إمام المسجد الكبير، علي عية، في تصريح لـ"الرائد"، أنه من الإيجابي دعوة الشباب لترك هذه المواقع والصوم عنها، وهذا أحسن ما يفعله الصائم فالصيام هو الكف عن المفطرات من طلوع الشمس إلى غروبها، فقد قال جابر بن عبد الله رضي الله عنه: "إذا صمت فليصم سمعك وبصرك ولسانك عن الكذب والمحارم"، وأضاف عية أن هذه المبادرة مستمدة من ديننا الإسلامي الحنيف، خصوصا وأن جل الشباب يُضيّعون وقتهم فيما يضر ولا ينفع على الفايسبوك ففيه القذف، تشويه السمعة، فرمضان شهر الرحمة، المغفرة والعتق من النار والمرجعية الدينية الوطنية ترسخ هذه المبادئ الأساسية.

وقال عية إن تفرغ الإنسان للعبادة هو أمر مطلوب في رمضان، فعلى المسلم أن يجعل رمضان للعبادات فقط لترقى نفسه إلى مصاف الطهر والنقاء ويتفادى المؤثرات الدنيوية التي تشغله عن الطاعة وتحرمه لذة التعبد، وهو ما تتسبب فيه مواقع التواصل الاجتماعي، فالصائمون مدعوون للابتعاد عنها وتفاديها لما فيها من ضرر وإثم في رمضان، ولابد من الانشغال بذكر الله ومحاولة استغلال هذه المواقع بحكمة في تأدية رسالة دينية تزيد الحسنات وتحط السيئات.

س. زموش

من نفس القسم الحدث