الفريق أول شنقريحة يعبر عن ارتياحه لمستوى التعاون العسكري "الجزائري – الإيطالي"
- نشر في 02 أكتوبر 2024
دفع التهاوي المستمر للعملة الوطنية الدينار، الجزائريين للبحث عن بدائل للحفاظ على قيمة أموالهم وممتلكاهم وكذا استثماراتهم، ورغم أن معظم الجزائريين يفضلون النقد في الأموال ولا يثقون حتى في تعاملات البنوك، بدليل الكتلة النقدية المتداولة في السوق السوداء، إلا أن هناك من وجد في شراء العملات الافتراضية وعلى رأسها البتكوين مخاطرة مغرية، خاصة من الشباب المتحكمين في التكنولوجيا، وهذا رغم منع تداول هذه العملات في الجزائر.
فرضت العملات الإلكترونية التي تتنافس فيما بينها، على رأسها البتكوين، واقعا جديدا على سوق العملات في العام وحتى في الجزائر، حيث بدأت هذه العملات الافتراضية تلقى نوعا من الإقبال، واتجه إليها عدد من الجزائريين للاستثمار فيها بحثا عن ملاذ يحافظ لهم على قيمة أموالهم وممتلكاتهم، بسبب التهاوي المتزايد للعملة الوطنية وتذبذب قيمة صرف باقي العملات كالأورو والدولار.
ورغم أن عملة البتكوين هي الأخرى غير مستقرة، إلا أن هذا اللااستقرار دائما ما يتخذ منحى تصاعديا حيث ارتفعت قيمة هذه العملة عالميا لتصل مستويات قياسية.
• شباب "تكنولوجي" يبحثون عن استثمار مربح عبر شراء البتكوين
ورغم تحذيرات خبراء عالميين من خطورة الوثوق في العملات الافتراضية، خاصة البتكوين، إلا أن الجزائريين وجدوا المخاطرة مغرية.
والملاحظ أن أكثر المقبلين على شراء هذه العملات هم من الشباب المتحكمين في التكنولوجيا، حيث بات هؤلاء يبحثون عن استثمارات مربحة، في حين لا يزال الجيل القديم من الجزائريين من أصحاب المال ورجال الأعمال وحتى التجار لا يؤمنون سوى بالنقد في التعاملات المالية، ولا يثقون حتى في البنوك، بدليل القيمة المالية الضخمة التي لا تزال متداولة خارج البنوك والتي لم تنجح إجراءات الحكومة المتعددة في استقطابها.
• هذه هي قيمة البتكوين مقارنة بالدينار
وبالنسبة لقيمة البتكوين فتعد مرتفعة، فواحد بتكوين يساوي حاليا حوالي 776 دينار جزائري، أي أن البتكوين أغلى بحوالي 7 مرات من اليورو العملة الأوروبية التي بلغت حدود 213 دينار في السوق السوداء و134 دينار على مستوى البنوك.
والملاحظ في السياق ذاته أن قيمة البتكوين هي الأخرى تعرف منحى تصاعديا بالنسبة للدينار الجزائري، شأنها شأن باقي العملات، حيث ارتفع البتكوين في غضون أقل من شهر من 760 دينار جزائري بالنسبة لواحد بتكوين، منتصف سبتمبر الماضي، إلى 776 دينار مع بداية أكتوبر، وهو ما بات يشجع الجزائريين أكثر على الاستثمار في هذه العملة رغم خطورتها من ناحية التداول وحتى خطورة تركيبتها وطريقة التعامل بها.
• صفحات فايسبوك ومواقع أنترنت لتداول البتكوين والدفع كاش أو عبر "الفليكسي"
أما بالنسبة لطريقة شراء الجزائريين لعملة البتكوين، فإن وسائل التواصل الاجتماعي والتطور الحاصل في التكنولوجيا سهل الأمر نسبيا، حيث باتت العديد من الصفحات الفايسبوكية وكذا مواقع أنترنت جزائرية تعرض خدمة بيع أو شراء البتكوين، ويتم الأمر عبر مفتاح سري مرتبط بـ ewallet، حيث يوجه البائع العملات الافتراضية لحساب الزبون ويقبض هو الأموال إما عن طريق بنك (دفع إلكتروني) أو كاش أو حتى عبر البريد، في حين هناك من استحدث حتى طريقة الفليكسي عبر الهواتف النقالة لدفع قيمة البتكوين بالعملة بالدينار.
وتتميز عملة البتكوين، على غرار باقي العملات الإلكترونية، بسهولة استخدامها وبعدم الحاجة إلى وسيط، كما أنها لا تستند إلى أي من البنوك، ويتم تداولها عبر الأنترنت فقط من دون وجود فيزيائي لها، ويمكن استخدامها في الشراء الإلكتروني.
• المنع هو حل الحكومة لتخفيف أخطار البتكوين
هذا ولم تغفل الحكومة عن خطورة المعاملات بالعملة الافتراضية بالنسبة لها، حيث قد توسع هذه المعاملات من كتلة الأموال المتداولة خارج البنوك التي تضعف الاقتصاد الوطني، مع إمكانية استقطابها لتجار المخدرات والأسلحة ومبيضي الأموال، بالإضافة إلى تطلبها نظاما إلكترونيا محكما تفتقده الجزائر، وهو ما جعل الحكومة تقرر منع تداول البتكوين وكل عملة افتراضية ليس لها تغطية نقدية، ولا تمر عبر البنوك.
وقد جاء هذا المنع بمقتضى قانون المالية 2018، تحديدا في المادة 113 من قانون الموازنة العامة، الذي يمنع أي استعمال أو حيازة أو شراء أو بيع للعملات الافتراضية.
ورغم أن البيانات تدل على ضيق نطاق تداول العملات الافتراضية في الجزائر، إلا أن الحكومة تعتزم وضع قوانين أكثر صرامة لضبط انتشارها مع بدء الإقبال عليها في إطار غير قانوني يتحدى المنع.
س. زموش