الحدث

وزراء، ولاة وأميار "يصومون" عن النشاط منذ بداية رمضان؟!

حلول الشهر الكريم عمق من حالة الانسداد

    • ولاة يختفون وآخرون يتوجهون لـ"فعل الخير"

    • أميار يعزلون بـ"الأسوار"، السلال و"الكادنات"

 

يعيش الطاقم الحكومي منذ بداية رمضان حالة من الاختفاء، حيث من الواضح أن حلول الشهر الكريم قد عمق من حالة الانسداد الموجود في العديد من الوزارات، وفضل أغلب المسؤولين البقاء بعيدا عن الأنظار، فعدا وزيرين أو ثلاثة على أكثر تقدير ينشطون عبر اجتماعات مع إطارات قطاعتهم وعبر بعض التصريحات الصحفية، فإن باقي الطاقم الحكومي يوجد في "سبات" وهو نفس ما ينطبق على الولاة وحتى الأميار.

 

    • الحكومة لا تزال تعيش العزلة والاجتماعات المغلقة لإدارة "رمضان"

 

ومنذ بداية رمضان، دخلت حكومة بدوي في فصل جديد من الانسداد، حيث لا يزال الحراك الشعبي رغم تراجع قوته يحاصر الوزراء الجدد ويمنعهم من التحرك، وعدا وزيرين أو ثلاثة ينشطون عبر الاجتماعات والتصريحات بسبب أن قطاعاتهم لها علاقة مباشرة بمجريات شهر رمضان، فإن باقي الوزراء يعيشون حالة من السبات، وبالعودة للنشاطات الوزارية، فإنه ومنذ بداية شهر رمضان فإن طاقم الحكومة سجل حضورا في 4 مناسبات لا غير، عبر اجتماعات مغلقة مع إطارات هذه الوزارات، ويتعلق الأمر بوزير التجارة سعيد جلاب الذي نشط بداية الأسبوع اجتماعا تقييميا مع المدراء المركزيين والولائيين بقطاعه، ووزيرة الصناعة والمناجم جميلة تمازيرت التي نشطت بدورها الأسبوع الماضي لقاء تقييميا ضم المدراء العامين للمجمعات الصناعية العمومية، من جهته نشط وزير العمل الأسبوع الماضي أيضا لقاء لمدراء الوكالات الولائية للصندوق الوطني للتقاعد، بينما سجل عدد من الوزراء، منهم وزير الشؤون الدينية ووزيرة التضامن الوطني والأسرة ووزيرة البيئة، حضورا من خلال الجلسة العلنية للمجلس الشعبي الوطني التي خصصت الخميس الماضي لطرح الأسئلة الشفوية، وعدا ذلك فإن وزراء حكومة بدوى لم يبرموا ولا زيارة ميدانية منذ بداية رمضان، كما لم يتم تنشيط أي ندوة صحفية من طرف الطاقم الحكومي، بينما اختفى بعض الوزراء عن الأنظار بشكل تام وكأنهم غير موجودين من أساسه، وهو ما يطرح العديد من التساؤلات حول فعالية الطاقم الحكومي واستمراريته في ظل مواصلة الرفض الشعبي لهذه الحكومة.

 

    • ولاة يختفون وآخرون يتوجهون لـ"فعل الخير"

 

من جانب آخر، فإن واقع حكومة بدوي منذ بداية رمضان ينطبق أيضا على الولاة الذين يعيشون بدورهم حالة من الاختفاء، خاصة بعد التغيير الذي أطاح بعدد منهم وعلى رأسهم والي ولاية العاصمة عبد القادر زوخ.

ويعيش أغلب ولاة الجمهورية، هذه الأيام، الحياد وخاصة أن تسونامي التغيير والرفض الشعبي قد يطال هؤلاء المسؤولين المحليين الذين لديهم صفحة سوداء مع الجزائريين، وهو ما جعل الجهاز التنفيذي في العديد من الولايات يعرف حالة من الشلل. وفي وقت فضل أغلب الولاة التواري عن الساحة هذه الأيام، ركز ولاة آخرون اهتماماتهم على "أعمال الخير" في شهر رمضان وتشدين بعض المنشآت الجاهزة عبر ولاياتهم، على غرار والي ولاية بشار، أحمد مباركي، الذي أشرف بداية الأسبوع على تدشين ووضع حيز الخدمة عدة منشآت رياضية وصحية، ووالي غرداية عز الدين المشري الذي تكفل مؤخرا بحالة إنسانية لطفلة مصابة بمرض خطير.

 

    • أميار يعزلون بـ"الأسوار"، السلال و"الكادنات"

 

بالمقابل، فإن وضع الأميار هذه الفترة يعد أسوأ حيث تعمقت حالة الرفض الشعبي لعدد كبير من الأميار منذ بداية رمضان.

 وبسبب تقصير هؤلاء المسؤولين المحليين، فإن العديد من البلديات شهدت في الفترة الأخيرة احتجاجات بالجملة وصلت حد غلق عدد من البلديات بالسلاسل الحديدية و"الكادنة" وبناء جدران على أبواب هذه البلديات، وهو ما يشير لحجم الإخفاق الذي يعيشه هؤلاء المسؤولون المحليون الذين سارعوا لمحاولة تبييض صورتهم منذ بداية الحراك الشعبي، من خلال رفع وتيرة استقبالهم لشكاوى المواطنين، غير أن ذلك لم يكن كافيا ولم يشفع للتجاوزات السابقة لهؤلاء المسؤولين المحليين الذين يوجدون في موقف جد صعب، خاصة عبر البلديات النائية والتي لم تدفع فيها عجلة التنمية، ما جعل خيار هؤلاء الأميار الاختباء خاصة خلال رمضان، حيث تكثر شكاوى المواطنين من فئة المعوزين، كما حدث عبر عدد من البلديات التي تم فيها إقصاء عدد من العائلات المعوزة من مساعدات رمضان وهو ما جعل الغضب الشعبي ضد الأميار يتضاعف.

س. زموش

من نفس القسم الحدث