الحدث

فتنة اسمها "مخططات النقل"...؟!

ناقلون يحتجون ومواطنون يعانون عبر وسائل النقل الجماعية والوصاية تتفرج

    • بوشريط: قطاع النقل لا يزال تحكمه العشوائية والفوضى

 

لا يزال قطاع النقل في الجزائر يعاني الفوضى والعشوائية في التسيير، وهو ما بات يؤثر سلبا على الناقلين والمسافرين على حد سواء، في حين يرجع الفاعلون في هذا القطاع هذا الوضع المزري إلى غياب مخططات نقل تصحح الخلل المسجل عبر مختلف وسائل النقل.

وقد عرفت عدد من الولايات، في الفترة الأخيرة، موجة احتجاجات من المواطنين بالدرجة الأولى بسبب ما أسموه بالفوضى والعشوائية في التسيير الذي بات يحكم قطاع النقل. فإضافة إلى غياب مخططات نقل ناجعة في التسيير وواضحة ومبسطة، لا تزال الفوضى، الاكتظاظ، انعدم الأمن، التأخر عن مواعيد الوصول والإقلاع، اهتراء الحافلات وافتقادها للنظافة، أهم الصور التي تغلبت على مشهد النقل عبر مختلف محطات الحافلات في المدن الكبرى وعلى رأسها العاصمة، إلى جانب النقص الفادح في عمليات تهيئة المحطات وتزويدها بالمرافق العمومية، أما فيما يخص الأحياء السكنية الجديدة فتعاني بالعاصمة مثلا نقصا كبيرا في خطوط النقل ويبقى حصرا على النقل الحضري سواء "إيتوزا" أو ما يعرف بـ"حافلات طحكوت" فيما يبقى فتح الخطوط أمام الناقلين الخواص متوقف في الوقت الحالي.

 

    • بوشريط: قطاع النقل لا يزال تحكمه العشوائية والفوضى

 

وفي هذا السياق، أكد رئيس الفدرالية الوطنية لنقل المسافرين والبضائع، عبد القادر بوشريط، أمس، أن قطاع النقل لا يزال تحكمه العشوائية والفوضى في ظل غياب قوانين صارمة تسيّرها وتحدد كيفية النشاط وحدوده.

واستدل بوشريط بالحافلات وخطوط النقل، حيث يتم توزيعها بطرق عشوائية دون العودة إلى دراسات ميدانية تحدد حاجة كل منطقة، مضيفا أن نوع الحافلات نفسه موزع بطريقة غير مدروسة، لأن هناك حافلات ذات سعة كبيرة تنشط في خطوط متقاربة وأخرى لا تتجاوز 20 مقعدا تسير في خطوط بين الولايات، وهذا يكشف عمق الأخطاء التي تفاقمت بمرور السنوات، وأدت اليوم إلى تراكمات يصعب علاجها. وعاب بوشريط على وزارة النقل عدم انتهاجها مخطط تسيير يستند لدراسة الواقع، حيث كان يفترض، حسبه، أن تعمل الوصاية على إجراء دراسات ميدانية تحدد فيها حاجة كل مدينة، وبعدها تقوم بإعادة توزيع المركبات وفق الحاجة لتحقيق التوازن الذي أخلت به القرارات الارتجالية. وقال بوشريط إن احتجاجات الناقلين الخواص، في الفترة الأخيرة، كانت بسبب الفوضى التي تطبع توزيع الخطوط بشكل بات يخلق منافسة غير شرعية بين الناقلين الخواص ونظرائهم في القطاع العام، مشيرا إلى ضرورة تدخل وزارة النقل من أجل وضع مخططات سير جديدة والقضاء على الفوضى التي يعرفها القطاع، لاسيما بالعاصمة، من خلال تفعيل مخطط النقل والسير خدمة للمواطن بالدرجة الأولى، معتبرا أن تردي مستوى خدمة النقل في العاصمة ليس استثنائيا وإنما هو حالة النقل في كل الجزائر، وذلك بسبب غياب مخطط النقل الحضري من جهة، وغياب مخطط السير من جهة أخرى، مشكلتان قال بوشريط تطرحان الكثير من النقائص في خدمة النقل التي تعاني الفوضى التي تفتح المجال لتجاوزات ملاك الحافلات وتضاعف من حجم معاناة المواطنين اليومية.

كنزة. ع

من نفس القسم الحدث