الحدث

الصيام والحرارة ينهكان "الحراك الشعبي" والصمود شعار الجمعة 12

الآلاف خرجوا إلى الشوارع لتأكيد مطالبهم

    • الحراك يصل منعرجا حاسما وأعداد المتظاهرين تتراجع

    • التوجه نحو المسيرات الليلية كخطة ثانية لإنقاذ الحراك

 

تحدى آلاف الجزائريين، أمس، درجات الحرارة المرتفعة والصيام وخرجوا إلى الشوارع من أجل تأكيد مطالبهم في جمعة حملت رقم 12 شعارها الصمود، حيث لم تثن مشقة الصيام وشهر رمضان الجزائريين من أجل الاستمرار في حراكهم، ورغم أن الأعداد انخفضت بشكل كبير إلا أن الرسالة كانت قوية، وهي رحيل بقايا رموز النظام وتسليم إدارة المرحلة الانتقالية لشخصيات توافقية، يمكنها الإشراف على انتخابات حرة ونزيهة.

توافد، أمس، آلاف المتظاهرين إلى الساحات العمومية في العاصمة وولايات أخرى للمشاركة في الجمعة الـ 12 من عمر الحراك الشعبي، ورغم أنها تتزامن مع شهر رمضان الفضيل وارتفاع درجة الحرارة، إلا أن الجزائريين صمموا على الاستمرار في حراكهم، رافعين شعارات تطالب بذهاب رموز نظام بوتفليقة وتحقيق جميع المطالب، منها شعارات "صامدون صامدون في حراكنا ماضون".

 

    • الحراك يصل منعرجا حاسما وأعداد المتظاهرين تتراجع

 

وقد وصل الحراك الشعبي إلى منعرج حاسم في أول يوم جمعة من الشهر الفضيل، حيث أصر الجزائريون على الخروج للتظاهر استجابة للنداءات الكثيرة للمشاركة بكثافة، للتأكيد على أن المطالب لم تتحقق كلية، غير أن نسبة الإقبال انخفضت إلى حدود دنيا، حيث عرفت مسيرات أمس مشاركة بعض الآلاف فقط من الجزائريين. 

وعلى غير العادة، لم تشهد العاصمة إنزالا أمنيا، لأول مرة منذ بداية الحراك الشعب، بسبب الأعداد القليلة للمتظاهرين، ولم تخدم الأوضاع الجوية، أمس، المسيرات حيث عرفت العاصمة وأغلب الولايات ارتفاعا محسوسا في درجات الحرارة التي وصلت إلى حدود 32 درجة مئوية، وهو منع البعض من الخروج إلى الشوارع خاصة مع الصيام، خوفا من أن يسبب الوقوف مطولا والمشي لمسافات بعيدة مضاعفات صحية وحالات جفاف وإغماء للمتظاهرين.

 

    • التوجه نحو المسيرات الليلية كخطة ثانية لإنقاذ الحراك

 

وبسبب انخفاض أعداد المتظاهرين نهار أمس، فقد بدأ التفكير جديا في تنظيم المظاهرات ليلا كخيار ثان، حيث انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي بعد صلاة الجمعة دعوات من أجل الخروج في مسيرات بعد صلاة التراويح، بما أن المظاهرات بعد صلاة الجمعة لم تكن بنفس القوة التي عرفها الحراك الشعبي منذ البداية، مع الإبقاء على موعد الجمعة كيوم للتظاهر ثابتا. واعتبرت هذه الدعوات أن التراجع حاليا هو حكم بالإعدام على الحراك الشعبي الذي يجب أن يستمر تحت أي ظرف، خاصة أنه أخذ منعرجا خطيرا وحاسما ويجب الصمود حتى تتحقق المطالب المرفوعة وتتم محاسبة جميع رؤوس الفاسد وبقايا النظام، وتسليم إدارة المرحلة الانتقالية لرجال ثقة وتوافق يمكنهم الإشراف على انتخابات رئاسية حرة ونزيهة، وفقا لإرادة فخامة الشعب. 

ومن المنتظر أن يغير الجزائريون من خطة التظاهر بما أن المسيرات نهارا عرفت انخفاضا في أعداد المتظاهرين، خاصة من فئة النساء والأطفال الذين كانوا يشاركون بقوة خلال الجمعات الماضية.

 

    • رغم تراجع أعداد المتظاهرين فالرسالة كانت أقوى والمطالب ثابتة

 

من جانب آخر، فرغم تراجع أعداد المتظاهرين أمس بسبب الصيام وارتفاع درجات الحرارة، غير أن الرسالة كانت قوية وواضحة، حيث رفع من خرجوا شعارات حملت معاني واضحة وجلية تعبر عن مطالب الشعب وإرادته الحرة. 

ومن بين الشعارات التي رفعت، لافتة ضخمة علقها المتظاهرون بالساحات العمومية في ولاية البليدة تقول "الجيش لا نؤيده ببلاهة ولا نعارضه بسفاهة واجبه مرافقتنا بنزاهة وواجبنا السير معه بنباهة"، وهي اللافتة التي لخصت علاقة الجزائريين بالمؤسسة العسكرية في الوضع الرهن. 

من جانب آخر، حمل الجزائريون مطالب واضحة منها تسليم إدارة المرحلة الانتقالية لرجال ثقة. وطرح المتظاهرون خلال هذه الجمعة أيضا اسم الوزير الأسبق أحمد طالب الإبراهيمي الذي يدعو الجزائريون لتسليمه إدارة المرحلة الانتقالية وإقالة بن صالح من رئاسة الدولة، كما طرحت أسماء أخرى منهم الوزير الأسبق أيضا أحمد بن بيتور وغيرها من الأسماء التي يرى فيها الجزائريون رجالات توافق يمكنها إخراج الجزائر من أزمتها السياسية، وفق ما يريده فخامة الشعب.

س. زموش

 

من نفس القسم الحدث