الحدث

بن صالح يتشبث بالحلول الرئاسية وبانتخابات رئاسية في آجالها

في خطاب اثبات بأنه رئيسا للدولة

    • مصممون على إعطاء الكلمة للشعب للاختيار من يفوضه بكل حرية

 

بعد أن غاب لمدة لم يخاطب فيها الشعب دفعت بالرأي العام للتركيز على خطابات ومواقف نائب وزير الدفاع الوطني قائد الأركان الفريق أحمد قايد صالح مما أعطى انطباع ساد في أوساط داخلية وخارجية بعدم وجود أي صلاحية لرئيس الدولة توجه عبد القادر بن صالح بخطاب للأمة أمس تطرق فيه لقضايا تهم الجزائريين وعلى رأسها مقاربة السلطة في حل الأزمة الراهنة وتثمين الحراك وسلميته والتنبيه إلى المخاطر المحدقة من طرف أطراف لم يسميها، كما حاول رئيس الدولة التذكير بمهمته المؤقتة والتي اعتبرها اضطرارية وضرورية في محاولة للرد على مطلب استقالته من قبل الحراك الشعبي، وحاول رئيس الدولة أن يمزج بين الخطاب العاطفي ومناشدة الشعب في قبول الحلول الدستورية حتى تبعد البلد عن المخاطر التي تهدده.

أكد رئيس الدولة، عبد القادر بن صالح أن "الحوار الذكي والبناء هو السبيل الأوحد لبناء توافق مجدٍ وواسع، يسمحُ بتوفير الشروط الملائمة لتنظيم انتخابات رئاسية في الآجال المحدّدة، وأشار: "يسمحُ بتوفير الشروط الملائمة لتنظيم انتخابات رئاسية في الآجال المحدّدة، والتي من شأنها أن تُخرج بلادنا بشكل نهائي ودائم من عدم الاستقرار السياسي والمؤسساتي" مضيفا أنه لرئيس الجمهورية المنتخب بنزاهة، الشرعية اللازمة وكل الصلاحيات الكفيلة بتجسيد التطلعات العميقة إلى التغيير والاستجابة لكل المطالب الشعبية الشرعية.

وبعد أن أشار الى أن "تغليب هذه الخطوة العقلانية والسليمة، إنما هو تغليب للمصلحة العليا للأمة التي تُعتبر القاسم المشترك لكل الأطراف، على المصالح الشخصية والحزبية الضيقة" اعتبر أنه "من البديهي أن ترتيبات تنظيم ومراقبة هذه الانتخابات وكذا الإشراف عليها في كل مراحل التحضير والسّيْر وحتى الترتيبات النهائية، يتوجَّبُ أن تكون في صُلب هذا الحوار وأن تحظى بتوافقٍ واسع". وأكد في نفس السياق أن "الدولة لمصممةٌ على إعطاء الكلمة للشعب ليختار بكل سيادة وحرية وشفافية من يفوضُه لبناء نظام حكمٍ جديد"، كما أنها "حريصة على إحداث القطيعة وإجراء التغيير التدريجي الذي يريده الشعب إلى غاية تحقيق المطالب المشروعة، بما يكفُل الانتقال السلِس لمقاليد الحكم وإدارة الشأن العام".

ودعا في هذا الاطار كل الفاعلين الوطنيين، مكونات الطبقة السياسية، المجتمع المدني إلى التعبئة لأجل تحقيق هذا الهدف الاستراتيجي الوطني لأنه "وحده الكفيل بوضع بلدنا على مسار مستقبل آمن ومزدهر و بإفشال المخاطر والمخطَّطات المعادية الرامية إلى الدفع به نحو الفراغ الدستوري وغياب الدولة، ومن ثَمَّ جرِّه إلى دوامة الفوضى واللااستقرار".

وبالمناسبة، حيا رئيس الدولة "الجهود التي يبذلها الجيش الوطني الشعبي البار، سليل جيش التحرير الوطني المجيد، للحفاظ على الطابع الدستوري للدولة واستمراريتها، وضمان أمن واستقرار الوطن" خصوصا "قيادته نظير وضوح التزامها ووقوفها بجانب شعبنا في هذه المرحلة المصيرية من تاريخه، وعزمها على التصدي للتصرفات العدائية ضد وطننا ووحدته الترابية، فضلاً عن المحاولات الرامية إلى المساس بالأمن الوطني وتهديد اللحمة الوطنية".

وأضاف بن صالح أنه شخصيا من "بين الذين دعتهم الضرورة إلى أداء دور في هذا المشهد من تاريخ وطننا المجيد"، متعهدا مرة أخرى ببذل قصارى جهوده في العمل، انطلاقا من قناعته الراسخة أن "الجزائريات والجزائريين قادرين على حل مشاكلهم عبر الحوار والتشاور وأن هذا الشعب العظيم الذي صنع المعجزات بالأمس، لقادر اليوم على تجاوز الصعاب وبناء المستقبل الأفضل الذي يتطلع إليه؛ مستقبلٌ هو أهل له وهو في متناوله".

وبعد أن أشاد ب"الوعي والنضج" الذي أبانه الشعب الجزائري للتعبير عن طموحاته المشروعة ب"شكل حضاري أبهر العالم كله" أكد السيد بن صالح أنه ( الشعب) وجد "من الدولة التفاعل الايجابي والسريع مع مطالبه وها هو مسعى التغيير يحقِّق كل يوم تقدمًا لا يمكن انكاره ولقد حظِيت أهداف هذا المسار بتوافق واسع لدى كل أطياف المجتمع والمؤسسات".

 وأشار بهذا الصدد الى أن مكافحة الفساد وتبديد المال العام التي كانت في صلب المطالب الشعبية التي "عرفت تسارعًا يؤكده إحكام قبضة العدالة على ملفات ثقيلة، بعزم وبمنهجية سيكون لها الأثر المحمود على الاقتصاد الوطني، الذي سيتخلّصُ من مغبَّات الممارسات التي لطالما أعاقت سيره". ومهما يكن، يضيف القول، "تبقى المصلحة العليا للوطن، في هذه الأثناء، تُملي علينا المحافظة على الدولة، واحترام المؤسسات وصوْن أمن واستقرار البلاد مهما كانت الظروف" داعيا الشعب إلى التحلي باليقظة وعلى أبنائه الأوفياء أن يكونوا متيقظين للأخطار وأن يبقوا على استعداد لمجابهة النوايا الخبيثة والتصرفات العدائية لبعض الأطراف التي تحاول زرع بذور الفتنة والمساس بمؤسسات الدّولة وبمصداقية جهودها الرامية إلى التوصُّل لمخرج للأزمة، عن طريق الحوار والتشاور، باعتباره السبيل الوحيد الذي من شأنه ضمانُ خروج سلمي منها.

إكرام. س

من نفس القسم الحدث