الحدث

وضع غير مستقر في أسواق العملات الصعبة وأزمة أسعار وندرة مرتقبة

مع استمرار الحراك وحلول الشهر الفضيل وموسم العمرة

    • رجال أعمال يتجهون نحو شراء "البتكوين" لحماية أموالهم وإخفاء تحويلاتهم

 

لا تزال أسعار العملات الأجنبية تعرف منحى تصاعديا في الأسواق بسبب عدة عوامل، منها استمرار الحراك الشعبي وما خلفه من طلب على مستوى السكوار وباقي الأسواق من طرف رجال أعمال وتجار، وحتى مواطنين عاديين يسعون لحماية قيمة أموالهم، وكذا بسبب عمرة شهر رمضان وما تخلفه من إقبال من طرف الراغبين في أداء مناسك العمرة، بالتزامن مع اقتراب موسم الاصطياف والحج، وهو ما يعد موسم الذروة في أسواق العملة الصعبة.

قد اجتمعت هذه الأيام العديد من العوامل التي جعلت أسواق العملة الصعبة تلتهب، حيث يواصل الأورو والدولار ارتفاعهما مقابل مزيد من التدهور في قيمة العملة الوطنية. وبسوق السكوار للعملة الصعبة، تجاوزت العملة الأمريكية، خلال الفترة الأخيرة، 192 دينار في سابقة من نوعها، ليقترب بذلك سعرها من سعر العملة الأوروبية الأورو التي شهدت نوعا من الاستقرار في الأيام الأخيرة وبقيت عند حدود 210 دينار.

 

    • حملة القضاء على الفساد بالجزائر تلهب الدولار والأزمة الأوروبية تدفع الأورو نحو الاستقرار 

 

ووفقا لما يؤكده صرافو سوق العملة الصعبة بساحة بور سعيد بالعاصمة، فإن أسعار العملات الصعبة تشهد تفاوتا على مستوى سوق السكوار، حيث التهبت العملة الأمريكية بعد تهافت الطلب عليها خاصة من قبل التجار والمستوردين ورجال المال والأعمال الذين يعيشون حالة لا استقرار، عقب إلقاء القبض على عدد منهم وفتح تحقيقات مع آخرين وإثارة شبهات حول البعض الآخر، في حين أثرت الأزمة التي تعرفها السوق الأوروبية على أسعار الأورو التي كان يتوقع أن تشهد انفجارا في الأسواق المحلية، غير أنها تعرف نوعا من الاستقرار مع إمكانية تسجيلها لانخفاض في الفترة المقبلة، وهو ما سيكون بمثابة متنفس لأسواق العملة الصعبة في الجزائر والتي تشهد ضغطا كبيرا وطلبا متزايدا في الفترة الأخيرة لعدة أسباب.

 

    • لهذه الأسباب أسواق العملة الصعبة مقبلة على أزمة أسعار وندرة

 

وقد حصر صرافو السكوار هذه الأسباب في استمرار الحراك الشعبي وحالة الاضطراب الذي تعرفه الساحة الوطنية وكذا حملة القضاء على الفساد التي بدأتها العدالة الجزائرية ضد عدد من رجال الأعمال، وهو ما جعل آخرين غير معنيين بهذه الحملة يسارعون لحماية قيمة أموالهم.

من جانب آخر، فإن اقتراب حلول شهر رمضان هذا الأسبوع وموسم الذروة في العمرة كان له تأثير على أسواق العملة الصعبة، حيث عرفت هذه الأخيرة إقبالا كبيرا أيضا من طرف الراغبين في إجراء العمرة هذه السنة، وهو ما ساهم أيضا في ارتفاع الطلب مقابل العرض المحدود. 

ولم يستبعد صرافو السكوار أن تعرف الفترة المقبلة مزيدا من الارتفاع في قيمة العملة الصعبة بسبب اقتراب موسم الاصطياف وموسم الحج اللذين يعدان بمثابة موسم ذروة في أسواق العملة الصعبة، معتبرين أنه مع بقاء نفس العوامل السابقة فإن الوضع سيكون كارثيا على قيمة العملة الوطنية.

من جانب آخر، توجد بأسواق العملة الصعبة هذه الأيام تخوفات كبيرة من نقص فادح في العرض مقابل انفجار في الطلب، كون الأوضاع المضطربة حاليا لن تشجع ممولي الشباب الناشط في السوق الموازية للعملة الصعبة على مواصلة شراء كميات كبيرة من الدينار، فهم أيضا يتخوفون من الحراك الحالي ومن أن تحبس أموالهم وتفقد قيمتها بالدينار، وهو ما سيعمق من الأزمة التي خلقتها العوامل سالفة الذكر، في حين تبقى البنوك ترفض توفير المنحة السياحة بحجة غياب السيولة.

 

    • رجال أعمال يتجهون نحو شراء "البتكوين" لحماية أموالهم وإخفاء تحويلاتهم

 

بالمقابل، فإن عددا من الراغبين في حماية قيمة أموالهم قد وجدوا، في الفترة الأخيرة، في الاستثمار في العملات الرقمية وعلى رأسها البتكوين بديلا عن الدينار الذي يشهد تهاويا مستمرا وكذا العملات الأجنبية التي تعرف منحى تصاعديا ونقصا في العرض، حيث يعرف سوق العملات الافتراضية في الجزائر، رغم قرار منع تداول هذه الأخيرة، إقبالا غير مسبوق من طرف رجال أعمال وتجار وأصحاب رؤوس أموال.

وحسب ما يؤكده الناشطون في هذا المجال، منهم سماسرة وأصحاب شركات وساطة ظهرت حديثا لتقديم خدمات شراء العملات الافتراضية في الجزائر، فإن العملات الافتراضية بدأت تلقى نوعا من الإقبال في الفترة الأخيرة، حيث اتجه إليها عدد من الجزائريين، منهم رجال أعمال وأصحاب رؤوس أموال، للاستثمار فيها بحثا عن ملاذ يحافظ لهم على قيمة أموالهم وممتلكاتهم بسبب التهاوي المتزايد للعملة الوطنية، في ظل الوضع غير المستقر على الساحة الوطنية وحملات القضاء على الفساد والرقابة التي فرضت على التحويلات المالية وتذبذب قيمة صرف باقي العملات كالأورو والدولار. ورغم أن عملة البتكوين هي الأخرى غير مستقرة إلا أنها تعد بديلا مضمونا لمن يريد تحويل قيم كبيرة من أمواله لعملة مضمونة دون ترك أثر لتتبع هذه الأموال.

س. زموش

من نفس القسم الحدث