الحدث

جمعة استثنائية غدا عنوانها: "وداعا للقمع أهلا بحرية التعبير"

لأول مرة الجزائريون يحتفلون باليوم العالمي لحرية التعبير في الشارع

يحضر الجزائريون للخروج في جمعة حادية عشرة ستكون استثنائية وذات خصوصية، كونها تصادف اليوم العالمي لحرية التعبير، حيث سيعطي الجزائريون درسا جديدا في الحرية وفي التعبير السلمي عن مطالبهم، في حين ستأتي مسيرات الجمعة في ظل معطيات جديدة، منها قرب سقوط باء ثانية واستمرار السلطة في تعنتها محاولة إنهاك الحراك الشعبي، بالمقابل ستكون مسيرات هذا الأسبوع الأخيرة قبل رمضان، حيث يحضر الجزائريون برنامجا خاصا للتظاهر خلال الشهر الكريم، سيضغطون به على النظام من أجل تحقيق مطالبهم.

 

    • لأول مرة الجزائريون يحتفلون باليوم العالمي لحرية التعبير في الشارع

 

ومن المنتظر أن تكون مسيرات الجمعة المقبلة استثنائية وذات خصوصية كونها تصادف اليوم العالمي لحرية التعبير، يوم اعتاد الجزائريون على الاحتفال به بالتقارير والبيانات وهم ممنوعون من التعبير عن آرائهم وأفكارهم، وممنوعون حتى من الاحتجاج والتجمهر، غير أن الحراك الشعبي كسر هذه النمطية وقلب الموازين. فالحراك الشعبي الذي بدأ في 22 فيفري كسر حاجز الصمت وجعل الجزائريين يعبرون عن رأيهم، حيث أبانت "الأغلبية الصامتة" خلال 10 جمعات ماضية عن موقفها، وقالت بوضوح إنها لم تعتزل السياسة ولم تغادر المشهد، بل هي تتحيّن الفرصة المناسبة لتضرب بقوة وتحقق مكاسب أكبر تجعل الجزائر تتحر من قيود قديمة لا تزال تكبلها وتعرقل تقدمها. 

من جانب آخر، فقد ساهم الحراك الشعبي أيضا في رفع سقف حرية التعبير في الإعلام، محرراً التغطيات الإخبارية من قيودها المفروضة منذ عقود، حيث باتت أكثر جرأة في التعاطي مع موضوع التظاهرات ومطالب الشعب، بما في ذلك المؤسسات الإعلامية العمومية، وهو مكسب هام للحراك يضاف للمكاسب المحققة منذ بدايته.

 

    • معطيات جديدة واستمرار لتعنت النظام تدفع بالجزائريين إلى جمعة حادية عشرة

 

بالمقابل، فإن الجمعة المقبلة تأتي في ظل معطيات جديدة، منها قرب إسقاط باء ثانية وهي الرئيس غير الشرعي للمجلس الشعبي الوطني معاذ بوشارب، والذي تمت تنحيته من على رأس حزب جبهة التحرير الوطني، هو وجمال ولد عباس، ليتم انتخاب محمد جميعي أمينا عاما وهو الرجل المعروف عند الجزائريين والذي لا يمثل رجل ثقة وإجماع لتسيير الحزب العتيد الذي يدعو الجزائريون لتطهيره من الحركى ورجال المال الفاسد، باعتباره حزب الشعب. 

ومن المنتظر أن يرد الجزائريون، خلال هذه المسيرات، على انتخاب جميعي أمينا عاما، حيث سيكون هذا الأخير، الذي تدور حوله العديد من الشبهات، خاصة أنه من رجال الأعمال الذين كانت تربطهم صلة مع محيط الرئيس السابق، محل استفتاء من طرف الجزائريين الذين باتوا يتابعون كل كبيرة وصغيرة وكل التفاصيل على الساحة الوطنية. بالمقابل، فإن الجمعة المقبلة تأتي في ظل إصرار السلطة على تجاهل مطالب الحراك، حيث لا يزال رئيس الدولة عبد القادر بن صالح يفرض الأمر الواقع على الجزائريين، حيث حملت رسالته، أمس، بمناسبة عيد العمال، العديد من التناقضات، فكيف لبن صالح أن يتحدث عن تحقيق مطالب الحراك الشعبي وتلبية إرادة الشعب السيد، وهذا الأخير يرفض تسييره للمرحلة الانتقالية ويطالب برحيله. 

وقد قرأ العديد من المتابعين تعنت السلطة هذه كمحاولة لإجهاد الحراك الشعبي ودفع الجزائريين نحو الاستسلام، وهو ما لن يحدث، حيث يصر الملايين على استمرار الحراك حتى تحقيق المطالب.

 

    • مجددا... الجزائريون سيخرجون للمطالبة برأس "العصابة"

 

من جانب آخر، سيكون لقضايا الفساد نصيب من حراك الجمعة المقبلة، حيث واصل القضاء، طيلة الأسبوع الجاري، تحركاته في إطار القضايا التي تم فتحها وعرف هذا الأسبوع مثول عدد من المسؤولين السابقين أمام القضاء، منهم المدير العام للأمن الوطني، عبد الغني هامل، ووزير المالية، محمد لوكال، وكذا الوزير الأول السابق، أحمد أويحيى، حيث تابع الجزائريون بكثير من الاهتمام مجريات هذه التحقيقات والتسريبات حولها. وعلى غرار الأسبوع الماضي، من المنتظر أن يطالب المتظاهرون، الجمعة المقبلة، بمحاسبة كل رؤوس الفاسد الذين نهبوا المال العام، مع التأكيد على ضرورة الإطاحة برأس العصابة. فمحاسبة الرؤوس الصغيرة ليست كافية بالنسبة للجزائريين الذين يطالبون باجتثاث الفساد من جذوره.

 

    • آخر جمعة قبل رمضان وبرنامج خاص للمسيرات والمظاهرات خلال الشهر الكريم

 

هذا وستكون الجمعة المقبلة آخر جمعة احتجاج قبل شهر رمضان الكريم، حيث يحضر العديد من نشطاء الحراك الشعبي برنامجا خاصا للمظاهرات والمسيرات خلال الشهر الكريم، ويسعى الجزائريون لاستمرار هذا الحراك عكس ما تعول عليه السلطة التي تعتقد أن أغلب المواطنين سينشغلون بالصوم والعبادة وينسون مطالب رحيل بقايا النظام، بينما يعتقد الغالبية العظمى من الشعب أن طرد رموز النظام وإنهاء الفساد من أسمى العبادات في الوقت الحالي، ومن المنتظر أن يفطر الجزائريون خلال رمضان في الشوارع، حيث تبلورت في الأيام الماضية اقتراحات للضغط خلال شهر رمضان أكثر من خلال برمجة مظاهرات ومسيرات بشكل شبه يومي بعد صلاة التراويح إلى غاية صلاة الفجر، وهوما سيضع النظام في موقف صعب.

س. زموش

 

من نفس القسم الحدث