الحدث

الجزائريون يريدون "رأس العصابة" في الجمعة العاشرة

دعوا العدالة لمواصلة تحركاتها لوقف الفساد والمفسدين

    • "فخامة الشعب" لبن صالح: لا نريد مشاوراتك ولا انتخاباتك

 

خرج الجزائريون، أمس، بالملايين في عاشر جمعة لتأكيد مطالبهم ورفضهم بقاء النظام والتنديد بمحاولات الالتفاف على الحراك الشعبي، كما أيد المتظاهرون الذين كانوا أقل مما كانت عليه المظاهرات سابقا تحركات القضاء الأخيرة للإطاحة بزمرة الفاسدين، غير أنهم طالبوا برأس العصابة و"الحوت الكبير".

في عاشر جمعة للحراك الشعبي، أصر الجزائريون، على تأكيد رفضهم بقاء النظام، حيث كان الملايين بالعديد من الولايات وفي مقدمتها العاصمة على موعد لتأكيد المطالب، مرددين شعارات "الشعب يريد تتنحاو ڤاع"، كما طالب المتظاهرون برحيل الباءات المتبقية، ورفضوا الالتفاف على الحراك الشعبي، مؤكدين أن الحراك لم يأت لإعادة تأهيل النظام الفاسد وإنما لتغيير النظام وإرجاع السيادة للشعب، كما تفاعل الجزائريون مع التطورات التي شهدتها الساحة الوطنية طيلة الأسبوع الماضي، بدءا بمشاورات بن صالح التي عرفت إخفاقا كبيرا ومقاطعة من طرف أغلب الأطراف السياسية وبن صالح نفسه، وصولا إلى التوقيفات والإحالات التي طالت عددا من المسؤولين ورجال أعمال يشتبه تورطهم في قضايا فساد، بالإضافة إلى إقالات طالت الولاة وعددا من المسؤولين العسكريين.

 

    • الجزائريون في رسالة واضحة لبن صالح: لا نريد مشاوراتك ولا انتخاباتك

 

وقد كانت رسالة الجزائريين في عاشر جمعة للمطالبة برحيل النظام واضحة وصريحة، وهي "لا تراجع ولا استسلام حتى تحقيق المطالب"، حيث يرفض الجزائريون التخلي عن مطالبهم المشروعة للحراك الشعبي الذي دخل شهره الثالث، ويسعون منذ سابع جمعة إلى إفشال مخططات السلطة لإبعاد الحراك عن مساره الحقيقي.

وبشأن إصرار النظام على البقاء والالتفاف على الإرادة الشعبية، قدم المتظاهرون، أمس، رسالة واضحة لبن صالح وهي الاستمرار في رفض تسييره للمرحلة الانتقالية وإجراء انتخابات بآليات السلطة، حيث عمد المتظاهرون، أمس، إلى وضع صناديق اقتراع في قلب المظاهرات وصوتوا بـ"لا" على إجراء الانتخابات خلال جويلية المقبل، مصرين على مطلب رحيل رئيس الدولة وباقي الباءات، وهو ما ينذر بامتداد عمر الأزمة بشكل يضع الجزائر في فراغ حقيقي وانسداد غير مسبوق.

 

    • الجزائريون يطالبون بتوقيف "الحوت الكبير" ويحيون ضمان الجيش للعدالة

 

من جانب آخر، فقد جاءت مسيرات أمس متناغمة مع الأحداث التي شهدتها الساحة الوطنية خلال الأسبوع الماضي، خاصة ما تعلق بفتح القضاء للعديد من ملفات الفساد مع توقيف عدد من رجال الأعمال والمسؤولين وتحويلهم إلى سجن الحراش. وعليه، فقد ردد الجزائريون، أمس، في مسيراتهم ومظهراتهم شعارات ومطالب تدعو إلى ضرورة مواصلة العدالة تحركاتها لكشف المزيد من ملفات الفساد وقضايا نهب المال العام.

بالمقابل، طالب الجزائريون برأس "العصابة"، حيث رفع المتظاهرون شعارات ولافتات تدعو لتوقيف المستشار الشخصي للرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة باعتباره المسؤول الأول عن قضايا الفساد، بمعية الوزير الأول السابق أحمد أويحيى الذي تم استدعاؤه للمثول أمام القضاء، حيث دعا المتظاهرون لمحاسبة أويحيى باعتباره من "الحيتان الكبيرة" وتوقيف الرأس المدبر لكل قضايا الفساد التي فتحت بشأنها العدالة تحقيقات. وأكد الجزائريون أنهم يطالبون برأس العصابة التي نهبت الجزائر خلال العشرية الماضية.

من جانب آخر، حيا المتظاهرون، أمس، موقف الجيش بشأن قضايا الفساد والضمانات التي قدمها من أجل السير الحسن للقضايا التي فتحتها العدالة، مؤكدين أن الجيش كان ولا يزال صمام أمان الجزائر والجزائريين.

 

    • الملايين يتصدون لمحاولات زرع الفتنة ويسقطون أي شعارات تهاجم "المؤسسة العسكرية"

 

من جانب آخر، لم تخل مسيرات أمس من المظاهر الحضارية والسلمية، حيث تفنن الجزائريون في رسم أرقى الصور عن الحراك الشعبي الذي أذهلت سلميته العالم، في حين حرص المتظاهرون على وأد أي محاولات لزرع الفتنة بين الجزائريين أو حتى بين الجيش والشعب، حيث خلت مسيرات أمس من أي شعارات تهاجم المؤسسة العسكرية كما حاول البعض الترويج له في الأيام الماضية، في حين رفع العديد من المتظاهرين لافتات تؤكد أن الجزائريين شعب واحد ويد واحدة وأن أي محاولات للدخول من باب الجهوية لمحاولة تشتيت الحراك الشعبي وزرع الفتنة سيتصدى لها الجزائريون بكل قوة. هذا وقد ردد الجزائريون ككل جمعة شعارات "الجيش الشعب خاوة"، وحيّا المتظاهرون مختلف الأجهزة الأمنية على تعاملها السلمي مع الحراك.

 

    • ظريفة بن مهيدي: الزمرة الخائنة عمرها قصير وستنتهي قريبا

 

وقالت ظريفة بن مهيدي، شقيقة الشهيد العربي بن مهيدي التي شاركت في المسيرة العاشرة بالعاصمة، في ردها على سؤال صحفي بالقول أن الجزائر ستعود للمسار الصحيح وأن "الزمرة الخائنة عمرها قصير وستنتهي قريبا".

 

    • بوشاشي يدعو للتحفظ على الأموال والأشخاص محل الشبه

 

في حين أوصى المحامي والحقوقي مصطفى بوشاشي بضرورة الحفاظ على المال العام من خلال إجراءات قضائية منها التحفظ عليه وعلى بعض الأشخاص، وقال في تصريحات صحفية من الحراك الشعبي: "يجب المحافظة على المال العام واتخاذ الإجراءات الضرورية لحماية المال العام والتحفظ على الأموال وربما على بعض الاشخاص إذا كانت هناك شبهة كبيرة تحوم حولهم"، وأضاف بوشاشي يجب على العدالة أن تتحلى بالمصداقية والاستقلالية وتكون في مستوى تطلعات الحراك الذي أراد عدالة حقيقية والديمقراطية هي أساس العدالة الحقيقية.

 

    • الشعب يثمن استدعاء ربراب، كونيناف ويطالب بتوقيف السعيد

 

لم تضعف قوة وإصرار الحراك الشعبي، إذ جدد الجزائريون في عدّة ولايات طيلة نهار أمس في فرض قراره برحيل النظام ورموزه، وثمن هؤلاء من خلال الشعارات العديدة التي رفعوها استدعاء رجال المال والأعمال للعدالة والتحقيق منهم في الثروات التي كونوها في الفترة الماضية، كما طال هؤلاء بضرورة التحرك تجاه شقيق ومستشار الرئيس المستقيل عبد العزيز بوتفليقة، وعمد الكثير من المتظاهرين إلى إقامة محاكمة افتراضية لرموز النظام، وهم يرتدون زيا شبيها بذلك الذي يرتيه السجناء في الماضي، وهم يحملون صور بن صالح، حداد، سعيد بوتفليقة وأويحيى فيما فضل آخرون في عدّة ولايات بطبع صور هؤلاء ولبسها كقناع وهم مكبلين في إشارة رمزية إلى ضرورة التوجه نحو هذه الخطوات.

كما رفع آخرون لافته تظهر صورة السعيد بوتفليقة والفريق أحمد قايد صالح وعدد من الشخصيات والى جانبها عبارة "الناخب الوطني قايد صالح يستدعي كل من علي حداد، رضا كونيناف، يسعد ربراب .. لتربص الحراش المغلق وعدم استدعاء أحسن صانع ألعاب الجزائري المغربي السعيد بوتفليقة شيئ محير"، في اشارة الى عدم استدعاء العدالة للسعيد بوتفليقة ومحاكمته.

كما تمسك الجزائريون عبر كافة ولايات الوطن بمسيراتهم السلمية للجمعة العاشرة على التوالي مثلما تسمكوا بمطالبهم المشروعة التي أسمعوها للجميع منذ الـ 22 فيفري المنصرم والمتمثلة في التغيير الجذري والشامل، رحيل بقية الباءات، محاكة العصابة، محاربة الفساد واسترجاع أموال الشعب، وفي الجمعة العاشرة من الحراك الشعبي، أكدوا ضمن نفس المسار على الميزة الرئيسية في مسيراتهم وهي "سلمية الحراك" ففي الجزائر العاصمة والولايات الأخرى يرفض المتظاهرون الاستجابة لأي استفزاز، وينظمون مناقشات في الهواء الطلق بكل عفوية وبديمقراطية قد لا توجد عند المسؤولين، واليوم أكثر من أي وقت مضى، يريدون التغيير الجذري، فما على السلطة إلا أن تفهم هذه الرسالة القوية.

فبالجزائر العاصمة، احتشد المواطنون كعادتهم على مستوى ساحة البريد المركزي قبل الانطلاق في مسيرات سلمية جابت الشوارع الرئيسية رفع خلالها المتظاهرون شعارات تطالب بالتغيير الشامل والجذري وتؤكد على ضرورة محاسبة المتورطين في الفساد.

وسايرت المسيرات السلمية التي دخلت شهرها الثالث، أهم التطورات التي شهدتها البلاد خلال الأسبوع الماضي، واظهر المواطنون الذين خرجوا إلى شوارع العاصمة تصميما في مطالبهم برحيل رموز النظام، وتناولت الشعارات التي تم رفعها خلال المسيرات التي جابت شوارع الجزائر العاصمة على مستوى كل من البريد المركزي وساحة أودان وساحة أول ماي، حملة الاعتقالات التي طالت على مدار الأسبوع المنقضي عددا من رجال الأعمال المشتبه في تورطهم في قضايا فساد وتبديد المال العام واستغلال النفوذ، وكذا استدعاءات لمسؤولين سامين سابقين وحاليين في الدولة.

وشهدت ساحة البريد المركزي تنظيم انتخابات رمزية قام خلالها المتظاهرون بالإدلاء بأصواتهم والتعبير عن آرائهم من خلال تدوينها في قصاصات ووضعها في صندوق شفاف، وذلك للتأكيد على ضرورة الاستماع إلى صوت الشعب والمطالبة بتجسيد إرادته في تنظيم انتخابات حرة ونزيهة، كما نظموا حلقات للنقاش حول الازمة التي تعيشها البلاد والحلول الممكنة.

 

    • مسيرات حاشدة عبر الولايات للمطالبة برحيل النظام "بكامله" وبعدالة "حرة ونزيهة"

 

أما بباقي الولايات فقد خرج مئات الالاف من الموطنين في مسيرات سلمية حاشدة، للجمعة العاشرة على التوالي، للمطالبة برحيل النظام "بكامله" وبعدالة "حرة ونزيهة" في قراراتها فبوسط البلاد خرج الالاف من المواطنين في مسيرات سلمية جابت الشوارع الرئيسية مؤكدين تمسكهم بمطلب تغيير النظام ورحيل "جميع" رموزه على رأسهم "الباءات الثلاث" (بن صالح-بدوي وبوشارب) ومحاكمة كل من ثبت تورطه في قضايا الفساد.

ففي عاشر جمعة على التوالي خرج الآلاف من المواطنين عقب أداء صلاة الجمعة عبر كل من ولايات البليدة وتيبازة وعين الدفلى والشلف والمدية في مسيرات سلمية مؤكدين مواصلتهم لهذا الحراك الشعبي إلى غاية تلبية جميع مطالبهم كاملة مستنكرين كل محاولات "التحايل على الشعب من خلال تقليد شخصيات محسوبة على النظام مناصب في الدولة".

كما عبر المتظاهرون عن مساندتهم للجيش الوطني الشعبي التي عكستها الشعارات المرفوعة على غرار " الجيش والشعب خاوة-خاوة" داعين الى تطبيق في أرض الواقع وعود "القضاء على العصابة" فيما سجل خلال هذه الجمعة بولاية الشلف ظهور أصحاب السترات البرتقالية وهي مبادرة أطلقتها مجموعة من الشباب لحماية المسيرات السلمية من أي انزلاقات وأعمال عنف محتملة.

وبدورها سجلت كل من ولايات بومرداس وتيزي وزو والبويرة وبجاية مسيرات سلمية جابت الشوارع الرئيسية لهذه المدن رافعين لافتات تتضمن شعارات تدعو إلى رحيل جميع رموز النظام الحالي تمهيدا لإقامة ديمقراطية حقيقية وتجسيد دولة القانون.

وبشرق البلاد خرج آلاف المواطنين في عاشر جمعة من الحراك الشعبي إلى شوارع للمطالبة برحيل النظام بـ "أكمله" وبالحرية والعدالة، فبقسنطينة وقالمة وعنابة وميلة وأم البواقي وباتنة فإن المواطنين من مختلف الأعمار وكذلك النساء خرجوا إلى شوارع المدن حاملين الاعلام الوطنية وكذا شعارات كتب عليها: "لا بد من رحيل النظام بكامله" و"العدالة التامة وليس الانتقائية".

وبالطارف وسوق أهراس وتبسة وخنشلة وسطيف وبسكرة فإن مئات المواطنين الذين جابوا شوارع هذه المدن جددوا مطالبتهم بـ"رحيل الباءات الثلاث" (رئيس الدولة المؤقت والوزير الأول ورئيس المجلس الشعبي الوطني) كما رددوا عبارة "جيش-شعب خاوة خاوة"، كما رفع المتظاهرون عبر مجموع ولايات شرق البلاد لافتات أكدوا من خلالها مواصلة الحراك الشعبي حيث كتب عليها "الشعب مستعد لمواصلة الحراك الشعبي إلى غاية رحيل (العصابة)، ومن جهتهم خرج آلاف المواطنين بولايات غرب الوطن في مسيرات سلمية حاشدة تدعو خاصة إلى تغيير "جدري" للنظام و مكافحة الفساد.

وبجنوب البلاد نزل المواطنون إلى الشارع للمطالبة مجددا بتغيير سياسي "عميق"، وخرج المتظاهرون بعد صلاة العصر ونظموا مسيراتهم السلمية عبر الشوارع الرئيسية للمدن الكبرى لهذه المنطقة على غرار ورقلة وتوقرت وأدرار والوادي وتندوف للمطالبة بالتغيير "الجذري" وتنحي كل وجوه النظام وعلى رأسهم رئيس الدولة والوزير الأول.

س. زموش/ إكرام. س

 

من نفس القسم الحدث