الحدث

حلفاء الرئيس السابق يرفضون الحوار مع بن صالح

في وقت تطرح فيه قضية تأجيل رئاسيات 4 جويلية بقوة وسط الأحزاب

استمر نهار أمس أي عشية عقد الندوة التي دعا إليها اليوم رئيس الدولة عبد القادر بن صالح وتكون مع الشخصيات الوطنية والأحزاب السياسية تمهيدا لعقد رئاسيات 4 جويلية القادم وانتخاب رئيس جديد للبلاد، غير أن اللافت في الموضوع أن الرفض هذه المرة توسع من أقطاب المعارضة إلى جناح الموالاة وتحديدا حلفاء رئيس الجمهورية المستقيل عبد العزيز بوتفليقة ويتعلق الأمر بحزبي تاج والأمبيا، في حين شدد مراقبين على ضرورة تجاوز الآن مسألة النقاش والحوار وتلبية مطالب الحراك الأهم ثم تمهيد الجو للحوار السياسي الذي يفضي لتنظيم الانتخابات الرئاسية من منطلق أن الاستحقاق المرتقب عقده في 4 جويلية القادم لن يكون الحل وأنه مرفوض شعبيا وسياسيا.

 

    • يجب أن تكون المشاورات قانونية ولا بد من إرادة سياسية للاستجابة لمطالب الشعب

 

شددت المحامية فاطمة الزهراء بن براهم في تصريحات إذاعية على أن "المشاورات لا بد أن تبنى على قاعدة قانونية دون تهميش الكفاءات الوطنية مع التركيز على كل المجالات سواء السياسة والاقتصاد والعدالة".

من جهته يرى الكاتب والباحث مصطفى هميسي انه "لابد من توفر الإرادة السياسية للاستجابة لمطالب الشعب مع تفعيل دور النخبة في بناء نظام سياسي أفضل مبرزا وجود طاقات رهيبة قادرة على إنتاج نظام سياسي أحسن من الحالي".

وقال مصطفى هميسي "اليوم إما أن تكون هناك ارادة سياسية للاستجابة لمطالب الجزائريين وهوية واضحة أو لا تكون، والسلطة حاليا لا تستطيع الاستجابة لمطالب الجزائريين والتي تعيش حالة انسداد ونوعا من المأزق السياسي".

 

    • مقداد سيفي يدعو بن صالح للاستقالة

 

في حين أعلن رئيس الحكومة الأسبق مقداد سيفي، عن رفضه، الدعوة التي وجهها إليه رئيس الدولة عبد القادر بن صالح للمشاورات السياسية، وفي بيان له، قال سيفي: "لم أعد أعترف للسيد بن صالح بأدنى شرعية دستورية لتمثيل الدولة، فإنني أذكره بأنني كلية مع الشعب الجزائري والذي، ومنذ 9 جمعات متتالية، يخرج بالملايين في شوارع بلدنا ويطلب من جميع أعضاء نظام بوتفليقة المقيت، الرحيل"، وذكر رئيس الحكومة الأسبق أن "العمل الوحيد المنتظر من بن صالح هو أنه يستقيل من مهامه الغير مبررة كرئيس الدولة، وهذا للسماح للشعب الجزائري باختيار أولئك واللواتي من يقترحون له حقا انتقالا إلى جمهورية ديمقراطية جديدة متخلصة من مستنقعات الأنظمة السابقة".

وعلّق على مسعى الحوار السياسي الذي شرعت فيه السلطة بقوله: "إن البلاد ليست في حاجة لمثل هذه الإصلاحات، بل هي في حاجة إلى تغيير جذري"، مضيفا بأن الأزمة التي نعيشها اليوم ناتجة تحديدا عن عدم احترام الدستور والقوانين الناجمة عنه، ومن جراء أن مراكز للسلطة تتموقع عمدا فوق القوانين.

وانتقد المتحدث إجراء المشاورات السياسية في ظل الظروف التي تعيشها البلاد واعتبر المسعى بـ"غير ملائم في جوهره أمام الرهان السياسي للأزمة. وهو المسعى الذي سيضيع وقتا ثمينا للبلاد ومن شأنه، ومن خلال المماطلات والتأجيلات، إثارة والتعجيل بحل عنيف لهذه الأزمة، هذا الحل الذي علينا أن نجنبه أمتنا وشعبنا".

 

    • الأرسيدي يرفض دعوة بن صالح للمشاورات

 

بدوره أعلن رئيس التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، محسن بلعباس، رفضه دعوة رئيس الدولة، عبد القادر بن صالح المشاركة في اللقاء التشاوري المزمع تنظيمه اليوم الاثنين، وفي منشور له على صفحته الرسمية بموقع فيسبوك، علّق بلعباس على رسالة بن صالح بـ"سخرية"، حيث قال: "، وصلتني اليوم 21 أفريل 2019 دعوة من رئاسة الجمهورية مؤرخة يوم 18 أفريل 2019 وممضاة من طرف أمينها العام العقبي حبة للحضور في لقاء تشاوري مبرمج الاثنين 22 أفريل 2019، هذه الرسالة المحمولة من طرف أحد عناصر الحرس الجمهوري على متن دراجة نارية استغرقت 4 أيام لتصل من مقر رئاسة الجمهورية الذي يبعد 4.8 كم عن مقر الأرسيدي"، وأضاف: "كيف لمؤسسة لا تستطيع أن توصل رسائلها المكتوبة في الوقت المحدد على مساحة 5 كم ² أن تسير دولة بحجم قارة كالجزائر، ارحلوا فنحن لا نعترف بأجنداتكم لأنكم في وادي والشعب في وادي آخر".

 

    • بن يونس يقاطع دعوة بن صالح للتشاور حول تنظيم الانتخابات

 

هذا ورفضت الحركة الشعبية الجزائرية الاستجابة لدعوة رئيس الدولة، عبد القادر بن صالح، للتشاور ومقاطعة اجتماع اليوم 22 أفريل الجاري، حول هيئة تحضير وتنظيم الانتخابات، وبررت الحركة الشعبية الجزائرية في بيان لها "موقفها من رفض هذه الدعوة بعدم توفر الأجواء الملائمة لتنظيم انتخابات شفافة في الوقت الراهن من جهة علاوة على أن هذا الموعد القريب لا يسمح للاستجابة لمطالب الشعب والمتمثلة في تغيير النظام وتأسيس جمهورية ثانية من جهة أخرى".

وأضافت الحركة الشعبية الجزائرية أن "تطبيق المادة 102 من الدستور يعتبر شرطا ضروريا لكنه حل يبقى غير كافي للخروج من الازمة باعتبار أن الجزائر اليوم بحاجة الى انتقال ديمقراطي حقيقي يكرس ارادة الشعب ومن ثم التحضير لانتخابات نزيهة وشفافة في ظرف هادئ تسمح للشعب الجزائري باختيار رئيسه".

 

    • حركة البناء: دعوة بن صالح غير مجدية

 

في حين أعلنت حركة البناء الوطني عن موقفها اتجاه الندوة التي دعا إليها رئيس الدولة عبد القادر بن صالح، وفي بيان لها "أكدت أن الحوار هو الأسلوب الأمثل للخروج من الأزمات، إلا أن الحوار الذي تلقينا دعوة رسمية للمشاركة فيه غير مجد وهو محاولة لفرض أمر واقع لا يعبر عن تطلعات الشعب الجزائري".

كما ثمنت الحركة الالتحام الكامل للمؤسسة العسكرية مع الشعب وخياراته وحماية سلميته من التعفين والاختراق مؤكدة إن الجزائر لا تزال أمامها فرص للحلول الدستورية والسياسية التي تلبي مطالب الشعب وتستجيب لنداء المخلصين من أبنائه وعلى رأسهم مؤسسة الجيش الوطني الشعبي صمام أمان وحدة الوطن واستقلاله.

كنزة. ع/هني. ع

من نفس القسم الحدث