الحدث

بداية أسبوع حاسمة يقودها الطلبة بشعار "ما تزيدوش فيها دقيقة"

بعد جمعة ثامنة كانت حافلة بالأحداث والتطورات

    • جزائريون يتظاهرون أمام مقر الأمم المتحدة بجنيف

 

عاش الجزائريون، أمس، بداية أسبوع عادية، حيث عرفت أغلب ولايات الوطن استقرارا في الاحتجاجات ومسيرات الحراك الشعبي، عدا بعض الوقفات الاحتجاجية نظمها الطلبة في عدد من الولايات، منها العاصمة داخل الحرم الجامعي، لتتواصل الحياة اليومية للجزائريين بشكل عادي، وهو ما يشير لإمكانية تلبية أغلب المواطنين لدعوات جعل المسيرات والمظاهرات يوم الجمعة فقط تفاديا لتعطيل مصالح المواطنين طيلة الأسبوع، وكان شعار هؤلاء أن الطلبة سيتصدون للعصابة وأنهم للنظام رافضون، وردد هؤلاء هتافات ضدّ الباءات الثلاثة مطالبين بمحاربة الفساد.

بعد جمعة ثامنة كانت حافلة بالأحداث والتطورات، عاش الجزائريون، أمس، بداية أسبوع عادية، حيث التحق أغلبهم بمناصب عملهم في الوقت المحدد وفتحت مختلف الإدارات والمؤسسات أبوابها وشهدت الطرقات حركة سير عادية، مع تسجيل بعض الاكتظاظ في أوقات الذروة كما هو متعود عليه، في حين ضمنت وسائل النقل الخدمة عبر أغلب خطوط حافلات النقل العمومي من وإلى العاصمة وعبر وسائل النقل الأخرى منها القطارات، الميترو والترامواي.

ولم يتم تسجيل، أمس، بأغلب ولايات الوطن، مظاهرات ومسيرات عدا بعض الوقفات الاحتجاجية التي نظمها الطلبة داخل الحرم الجامعي في بعض الولايات منها العاصمة، حيث قام طلبة جامعة بن يوسف بن خدة أو ما يعرف بالجامعة المركزية سابقا بتنظيم اعتصام دام لساعات داخل الحرم الجامعي لدعم مطالب الحراك الشعبي التي رفعت خلال الجمعة الثامنة ولم يخرج الطلبة من باب الجامعة، وهو ما جنب أي مشاحنات أو صدامات مع عناصر الامن.

كما نظم طلبة باب الزوار مسيرة داخل الحرم الجامعي، للمطالبة برحيل رموز النظام وعلى رأسهم رئيس الدولة عبد القادر بن صالح، وبقية الباءات الأربعة، كما أعلنوا عن إضراب مفتوح عن الدراسة إلى غاية تحقيق مطالبهم المشروعة.

ونظم طلبة جامعة باب الزوار، الذين تجمعوا بالمئات منذ الساعات الأولى من صباح يوم أمس مسيرة سلمية، داخل الحرم الجامعي، رافعين العديد من الشعارات المطالبة برحيل رموز النظام، وعلى رأسهم رئيس الدولة عبد القادر بن صالح،  وبقية الباءات الأخرى، المتمثلة في رئيس المجلس الدستوري، الطيب بلعيز، إضافة إلى الوزير الأول، نورالدين بدوي، الغير مرغوب فيه، حيث يتعرض وزراؤه لمضايقات من قبل المواطنين، في أي مكان يحلون فيه، كتعبير صريح عن رفضهم لهم، رغم أن حكومته لن تتجاوز مدتها  ثلاثة أشهر، وتعتبر حكومة تصريف أعمال،  وقد أكد  بدوي سابقا أن المرحلة الحساسة  التي تمر بها الجزائر،  تتطلب  صيرورة  مصالح المؤسسات.

وقد أعلن طلبة جامعة باب الزوار، الإضراب المفتوح عن الدراسة، وعدم العودة إلى مدرجات الجامعات، إلى غاية تحقيق مطالبهم الشرعية، ورحيل جميع رموز النظام، وتنظيم انتخابات رئاسية جديدة بعيدا عن هذه الوجوه التي أوصلت البلاد للحضيض، وكذا إدارتهم التي كرست سابقا التزوير، متسائلين كيف بإمكانها حاليا تنظيم انتخابات شفافة ونزيهة.

من جانب آخر، فعدا بلدية الجزائر الوسطي التي تعرف استنفارا أمنيا شبه يومي، لم تعرف باقي بلديات العاصمة أي حضور أمني مكثف يوم أمس، كما لم تشهد مداخل العاصمة والحواجز الأمنية أي تشديد أمني عكس الأسبوع الماضي، والواضح أن الدعوات التي أطلقت نهاية الأسبوع الماضي بجعل الاحتجاجات والمسيرات يوم الجمعة فقط تفاديا لتعطيل مصالح المواطنين قد لقيت استجابة.

فخلال الأسبوع الماضي عانى الجزائريون من أسبوع أسود بسبب خروج الطلبة والمحامين والنقابات المستقلة إلى لشارع طيلة الأسبوع، وهو ما عطل مصالح الجزائريين وشل المؤسسات ووسائل النقل والطرقات، لتنتشر بعدها دعوات لجعل المظاهرات يوم الجمعة فقط حتى لا تتعطل الحياة العامة طيلة الأسبوع، خاصة أننا على أبواب مناسبة دينية مهمة عند الجزائريين وهي شهر رمضان وتحتاج لتحضيرات مكثفة من طرف العائلات والمواطنين الذين باتوا يستغلون فرصة الهدوء وتراجع المسيرات من أجل مباشرة هذه التحضيرات.

 

    • جزائريون يتظاهرون أمام مقر الأمم المتحدة بجنيف

 

على صعيد آخر تظاهر الأحد جزائريون أمام مقر الأمم المتحدة في جنيف بسويسرا، للمرة الثانية منذ بداية الحراك الشعبي ضد النظام.

وردد المتظاهرون هتافات يتنحاو قاع، قبل أن يوضح أحد المتظاهرين باللغات الإنجليزية والإسبانية والألمانية مطالب الجزائريين، ويطالب الاتحاد الأوروبي وألمانيا والولايات المتحدة بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للجزائر ودعم نضال الشعب الجزائري.

كما نظم أفراد من الجالية الجزائرية المقيمة بفرنسا بباريس تجمعهم الثامن للمطالبة برحيل كل المسؤولين السياسيين والالتزام بضمان الانتقال الذي يرغب فيه الجزائريون، وتجمع المئات من الرجال والنساء الذين كانوا يحملون الرايات الوطنية ليعبروا عن رفضهم لتعيين بن صالح رئيسا للدولة وللحكومة الحالية.

وألح المتظاهرون على ضرورة ضمان انتقال يرقى لتطلعات الجزائريين الذي ثاروا منذ 22 فيفري مما سيسمح بتنظيم انتخابات رئاسية بعد مراجعة عميقة للدستور.

ورفع الجزائريون بباريس العديد من الشعارات منها "نظام حزب جبهة التحرير الوطني والتجمع الوطني الديمقراطي، غير قابل للتدوير" و"غادروا لصالح الجميع" و"الشعب يطالب بتغيير جذري للنظام وليس تغيير في النظام" و"حرروا الجزائر" و"المادة 2019: غادروا"، كما ردد المتظاهرون أغنيتي "لا كازا دل مرادية" و"بابور اللوح"، أما الجديد في هذه التجمعات فهو تنظيم العديد من المنابر حيث عرض من خلالها المتظاهرون وجهة نظرهم واقتراحاتهم بخصوص الانتقال، كما سمحت هذه الفضاءات للمشاركين للتأكيد على ضرورة تنظيم "الحراك الشعبي" واختيار ممثلين من الجالية الوطنية المقيمة بباريس وضواحيها.

وحسب هؤلاء الممثلين فستكون لهم الشرعية للمشاركة في المرحلة الانتقالية لكيلا يتم "إقصاء الجالية الجزائرية المقيمة بالخارج من سياسات البلد".

زموش. س/ كنزة. ع

 

من نفس القسم الحدث