الحدث

هؤلاء يريدون تشويه الحراك الشعبي...

ناشطون يتضامنون مع الشرطة ويكذبون الصور والفيديوهات المنسوبة للجمعة الثامنة

    • جزائريون يناقشون مصير الحراك الشعبي مع اقتراب رمضان

 

مع دخول الحراك الشعبي، أمس الأول، أسبوعه الثامن، حاول كثيرون تشويه سلمية هذا الأخير من خلال العديد من الممارسات، منها ما تم تسجيله من عمليات سرقة طالت المواطنين وعمليات تخريب للسيارات واعتداء على الأشخاص وأملاك الدولة، في حين عمد آخرون بنية خبيثة لمحاولة التفريق بين الجزائريين من خلال رفع شعارات "سلفية" ورايات غير الراية الوطنية، وهو ما ندد به الجزائريون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مؤكدين أن كل من يحاول تشويه الحراك الشعبي لا مكان له بيننا والجزائريون قبل أجهزة الامن هم من سيقفون لهؤلاء بالمرصاد.

 

    • شباب مسبوقون قضائيا يستغلون الحراك للسرقة والتخريب

 

وقد انتشرت، أمس، في مواقع التواصل الاجتماعي، عشرات الفيديوهات لمحاولات تشويه الحراك الشعبي، منها فيديوهات لسرقات تعرض لها مئات المتظاهرين، حيث قام بعض الشباب من المسبوقين قضايا بالتغلغل وسط المتظاهرين مستغلين انشغالهم من أجل سرقة أغراضهم وهواتفهم النقالة، كما حدث خلال الجمعة السابعة أيضا. وقد استنكر الجزائريون عبر فايسبوك وتويتر مثل هذه الممارسات، معتبرين أن عمليات السرقة هذه هي محاولات لتشويه الحراك الشعبي وتخويف الجزائريين، خاصة من العائلات، من أجل تجنب الخروج الجمعات المقبلة خوفا من السرقات المنظمة التي باتت تحصل.

وقد وثقت العديد من الفيديوهات هذه السرقات على المباشر، في حين وثقت فيديوهات أخرى محاولات للسرقات تم التصدي لها من طرف المواطنين أنفسهم، وقد انتشر أمس بالفايسبوك فيديو لشاب حاول السرقة والاعتداء على إحدى المتظاهرات، غير أن الجزائريين ممن كانوا حاضرين في ذلك التوقيت أوقفوه وقاموا باقتياده لمصالح الأمن التي ألقت القبض عليه.

 

    • "سلفيون" يرفعون شعارات مؤيدة للفيس المحل وتساؤلات حول "نية" هؤلاء

 

من جانب آخر، تناقلت وسائل إعلام وصفحات مليونية في الفايسبوك، أمس، فيديو لمشاركة واسعة من أنصار حزب الفيس المحل في مسيرات الجمعة الماضية، وردد هؤلاء خلال المسيرات شعارات مؤيدة للحزب المحل وحملوا المصاحف وعبروا عن دعمهم للرجل الثاني في الحزب المحل على بن حاج. وخرج هؤلاء بالزي الأفغاني، مطلقين لحاهم، وهو ما اعتبره الكثيرون محاولات خبيثة من هؤلاء في توقيت حساس من مسار الحراك الشعبي لتشويه هذا الأخير، متسائلين لماذا لم يخرج هؤلاء خلال السبع جمعات الماضية ولماذا اختاروا هذا التوقيت بالذات ولماذا يرددون الشعارات المؤيدة للفيس المحل وليس الشعارات التي يرددها أغلب الجزائريين المشاركين في الحراك الشعبي؟

 

    • إفراط في رفع الرايات غير الوطنية والجزائريون يؤكدون "لا راية تعلو فوق الراية الوطنية"

 

هذا وقد انتشرت، أمس، عبر مواقع التواصل الاجتماعي أيضا دعوات من أجل التخلي عن أي رايات غير الراية الوطنية في المسيرات والمظاهرات التي تنظم كل يوم جمعة، حيث نبه الكثيرون من المشاركين في مسيرات الجمعة الماضية لرفع العديد من الأطراف رايات غير الراية الوطنية منها أعلام أمازيغية وشاوية وأخرى منسوبة لمناطق أخرى من الوطن. واعتبر الجزائريون أنه لا يمكن بأي شكل من الأشكال التفريق بين مختلف مناطق الوطن الواحد بالرايات والأعلام، فعدا العلم الوطني لا يمكن بأي شكل من الأشكال رفع رايات أخرى حتى وإن كان الهدف وراء ذلك هو إبراز التنوع الثقافي في الجزائر، مصرين على أن الراية الموحدة والوحيدة التي يجب أن ترفع من أجل تقوية صوت الشعب هي الراية الوطنية.

 

    • جزائريون يناقشون مصير الحراك الشعبي مع اقتراب رمضان

 

وفي سياق مغاير، بدأ الجزائريون، أمس، يناقشون مصير الحراك الشعبي في ظل المعطيات الحالية مع اقتراب شهر رمضان، حيث طرح كثيرون برنامجا بديل للاحتجاج خلال الشهر الكريم، مصرين على مواصلة حراكهم تحت أي ظروف من أجل تلبية المطالب. ورغم أن استمرار الأوضاع على ما هي عليه رغم الجمعة الثامنة وعدم وجود حل يرضي الحراك الشعبي في الأفق، بدأت فئة من الجزائريين تضعف، إلا أن آخرين ما زالوا يرون أن حماية الحراك الشعبي مهمة الجزائريين في الفترة المقبلة، معتبرين أن الشارع هو الحل الوحيد من أجل تحقيق مطالبهم بعيدا عن أي حلول تحاول السلطة فرضها من خلال تنظيم انتخابات رئاسية يرعاها نفس النظام السابق.

 

    • بعض الأطراف روجت صور حراك الريف المغربي على أنها صور لمظاهرات الجزائر

 

هذا وعرفت مواقع التواصل الاجتماعين في الـ 48 ساعة الماضية، انتشار العديد من الأخبار والصور والفيديوهات المغلوطة والكاذبة، والتي نسبت إلى الحراك الشعبي بينما تعود في الأساس لمسيرات ومظاهرات سجلت في بلدان عربية مجاورة. وقد اجتهد العديد من المتحكمين في تكنولوجيات الإعلام والتواصل من الشباب الجزائريين من أجل تفنيد هذه الأخبار والفيديوهات المركبة وتحديد مصدرها والتي لا تعود للحراك الشعبي.

وقد تفاعل عدد من الشباب المتحكمين في تقنيات التواصل الاجتماعي مع تحذيرات المديرية العامة للأمن الوطني، أمس الأول، حول تداول أخبار مغلوطة وفيديوهات تعود لثورات الربيع العربي والحراك الذي شهدته عدد من بلدان الجوار في الفترة الأخيرة، ونسبها للحراك الشعبي بالجزائر لاتهام قوات الأمن بقمع المتظاهرين والحديث عن جرحى وقتلى في أوساط المتظاهرين، حيث سارع هؤلاء الشباب للبحث عن مصادر هذه الفيديوهات والصور الحقيقية وتداولها عبر نفس مواقع التواصل الاجتماعي، من أجل الوقوف في وجه أي محاولات من أجل تشويه الحراك الشعبي وتحريض الجزائريين ضد أجهزة الأمن.

ومن بين أكثر الصور التي تم تداولها، في الفترة الأخيرة، صور لحراك الريف المغربي على أنها صور للمسيرات ومظاهرات الجزائر، وحتى صور من مظاهرات الربيع العربي في تونس ومصر. فبمجرد تداول هذه الصور على أنها حدثت في مسيرات ومظاهرات الجمعة، سارع شباب من مسيري عدد من الصفحات المليونية لنفي هذه الصور وجاؤوا بمصادرها الأصلية، وهو ما يؤكد حقيقة تحذيرات المديرية العامة للأمن الوطني التي حذرت، أمس الأول، من تداول أخبار مغلوطة عبر مواقع التواصل الاجتماعي وصور تعود لمظاهرات عرفتها بلدان عربية ودول جوار.

من جانب آخر، استمر الجزائريون عبر مواقع التواصل الاجتماعي في التصدي لكل الإشاعات والاستفزازات ودعوات التحريض، مبدين تضامنهم الكبير مع عناصر الأمن الذين أصيبوا في أعمال الشغب التي تلت مظاهرات أمس الأول بالعاصمة. وعبر الجزائريون عن سخطهم من محاولات الانزلاق بالحراك الشعبي إلى ما لا يحمد عقابه، محيين عناصر الشرطة التي عملت على فرض النظام والحفاظ على سلمية الحراك الشعبي، فيما تم تناقل دعوات من أجل التصدي لكل المشوشين على الحراك والذين يحاولون استغلال المسيرات والمظهرات من أجل السرقة والتخريب والاعتداء على الأشخاص والممتلكات.

س. زموش

 

من نفس القسم الحدث