الفريق أول شنقريحة يعبر عن ارتياحه لمستوى التعاون العسكري "الجزائري – الإيطالي"
- نشر في 02 أكتوبر 2024
• مطالب الحلّ السياسي ترتفع في الشارع ومحاسبة الفاسدين أمر لا بد منه
• إصابات في صفوف المتظاهرين بسبب الغاز المسيل للدموع
خرج الجزائريون، أمس، في جمعة ثامنة للمطالبة برحيل كافة رموز النظام وعلى رأسهم رئيس الدولة عبر القادر بن صالح وترسيم الإرادة الشعبية، وجاءت مسيرات ومظاهرات في ظل تسارع كبير للأحداث بعد تنصيب بن صالح رئيسا مؤقتا، وتحديد موعد الانتخابات الرئاسية المقبلة وموقف جديد للمؤسسة العسكرية، تم التأكيد خلاله أن مطلب "يتنحاو ڤاع" هو "مطلب تعجيزي"، وهو ما جعل الجزائريين يصممون على الخروج إلى الشارع في مسيرات كانت مليونية، من أجل حماية حراكهم وتأكيد مطالبهم الداعية لرحيل كافة رموز النظام، وعلى غير العادة شهدت مداخل الجزائر العاصمة التي تعتبر محط أنظار العالم منذ حراك 22 فيفري الماضي، تعزيزات أمنية كبيرة نصبت حواجز تفتيش لإعاقة المتظاهرين عن الالتحاق بالساحات العمومية للتظاهر وتنظيم المسيرات، كما منعت قوات الدرك القادمين من الجهة الشرقية ومن ولايتي تيزي وزو والبويرة الدخول إلى الجزائر العاصمة، فيما تم استعمال الغاز المسيل للدموع بقوة لمنع المتظاهرين من مغادرة شوارع العاصمة صوب قصر الرئاسة وهو ما استهجنه الجميع خاصة وأن حراك الجمعة عادة ما يعرف مشاركة الأطفال الصغار وكبار السن والمرضى.
• تسارع غير مسبوق للأحداث وهكذا رد الجزائريون على ڤايد صالح
قد عاشت مختلف ولايات الوطن، أمس، مسيرات ومظاهرات مليونية تحت شعار "رحل رئيسكم فارحلوا جميعا"، حيث خرج الجزائريون بالملايين في العديد من الولايات وفي مقدمتها العاصمة، من أجل حماية حراكم الشعبي والتأكيد على ضرورة احترام الإرادة الشعبية ورحيل كافة رموز النظام، منهم عبد القادر بن صالح رئيس الدولة، والباءات الأخرى.
وقد جاءت مسيرات ومظاهرات أمس في ظل تسارع غير مسبوق للأحداث، بدءا بتنصب بن صالح رئيسا للدولة واستدعاء الهيئة الناخبة من أجل إجراء الانتخابات الرئاسية في 4 جويلية، وكذا بدء سحب استمارات الترشح في ظل موقف جديد للمؤسسة العسكرية من الحراك الشعبي.
فرغم أن قائد الأركان أكد وأصر مرة أخرى على وقوف الجيش مع الشعب ومطالبه، إلا أنه دافع أيضا عن الشرعية الدستورية واعتبر مطلب "يتنحاو ڤاع" مطلبا تعجيزيا، وهو ما جعل الجزائريين يصرون، أمس، على ضرورة تفعيل الشرعية الشعبية ورحيل كافة رموز النظام، رافضين تولي بن صالح رئاسة الدولة ولو بصفة مؤقتة لا تتعدى مدتها 90 يوما.
ورد الجزائريون خلال مسيرات أمس على دعوات ڤايد صالح للجزائريين بالصبر مؤكدين أن الإشكالية لا تكمن في صبر 90 يوما بل في بقاء العصابة تسير المرحلة الانتقالية.
• هذه هي الشعارات التي حملها المتظاهرون في ثامن جمعة لتغيير النظام
لم يُثن الحصار الأمني الذي فرض على العاصمة ومداخلها طيلة الـ 48 ساعة الماضية والتعزيزات غير المسبوقة، المتظاهرين عن القدوم من مختلف الولايات نحو العاصمة من أجل الضغط على بقايا النظام.
وقد رفع الجزائريون العديد من الشعارات منها "لا بلعيز لا بن صالح.. واحد فيهم ما هو صالح"، وشعار "ليس المشكل في صبر 3 أشهر بل في بقاء العصابة".
وبصوت واحد ردّد المتظاهرون شعارات "الشعب يريد أشخاص نزيهة للمرحلة الانتقالية" و "الشعب من يقرر" و"يا جيشنا كيف نقبل أشخاص احترفوا التزوير" و"لا يمكن لنظام فاسد أن ينظم انتخابات نزيهة"، في حين حمل العديد من المتظاهرين صورا وشعارات تعبيرية حملت رسائل قوية، منها صورة رئاسية مكبلة بسلسلة حديدية و"كادنة" وكتب على الصورة "من يبحث عن المفتاح فهو عند الشعب"، بينما ردد آخرون "استقال رئيسكم استقيلوا جميعا الشعب هو السيد".
وقد كان صناع ثورة التحرير حاضرين أيضا في شعارات الجزائريين، حيث نادى المتظاهرون طويلا "يا عميروش يا حواس دزاير راهي لا باس" و"يا علي يا لابوانت الجزائر راهي ولات"، بينما كانت أقوى رسالة للمؤسسة العسكرية هي اللافتة العملاقة التي علقت بالعاصمة وكتب عليها "الشعب لا يتدخل في أمور جيشه والجيش لا بد أن يثق في حكمة شعبه".
• تأكيدات على السلمية وصور استثنائية لتلاحم الشعب والشرطة
من جانب آخر، أكد الجزائريون أمس على سلمية مظاهراتهم وعلى التحامهم بعناصر الأمن والجيش، حيث صنع المتظاهرون صورا استثنائية لالتحام الشعب بقوات الأمن ورددوا طويلا شعارات "خاوة خخاوة، وخاطب العديد من المتظاهرين قوات الأمن التي طوقت ساحة موريس أودان والبريد المركزي وساحة أول ماي مؤكدين "أنتم إخوتنا والحڤرة هي من أخرجتنا".
وقد نقلت مواقع التواصل الاجتماعي والقنوات صورا مؤثرة لتعامل الجزائريين مع قوات الأمن، حيث انتشر أمس على نطاق واسع فيديو لمتظاهر يذرف الدموع برفقة شرطي كدليل على اللحمة الموجودة بين هذا الجهاز الأمني الذي يضم أبناء الشعب وبين عموم الجزائريين.
• 48 ولاية تنادي "لا للباءات الثلاثة أو الأربعة"
وتزين شعارات "لا للباءات الثلاثة أو الأربعة" مختلف ربوع الوطن، حيث ردد المواطنون عبارات تعكس رفضهم تولي بن صالح رئاسة الدولة واستمرار عمل حكومة نور الدين بدوي، وبقاء بلعيز في منصبه كرئيس للمجلس الدستوري، وأضاف آخرون معاذ بوشارب للقائمة باعتباره كان أبرز المنتقدين للحراك الشعبي في بدايته، وطالب هؤلاء بضرورة رحيلهم جميعا وتبني خارطة سياسية جديدة.
وأعرب الجزائريون الذين خرجوا إلى الشارع في ثامن جمعة منذ بداية الحراك عن رفضهم للتعيينات الأخيرة التي وصفوها بمثابة محاولة التفاف حول مطالب الحراك الشعبي، مبرزين أن هذه المستجدات ستفرز انتخابات رئاسية مزورة تحول دون تحقيق مطلبهم الرئيسي في إحداث تغيير حقيقي للنظام.
فبالجزائر العاصمة، ووسط تعزيزات أمنية مكثفة، بدأت التجمعات الشعبية تتشكل منذ الساعات الأولى من صبيحة الجمعة، لا سيما بالنسبة للمواطنين الذين قدموا من مختلف الولايات قبل أن تلتحق جموع المتظاهرين مباشرة بعد صلاة الجمعة، رافعين شعارات تطالب برحيل "الباءات الثلاث: بن صالح، بلعيز، بدوي" وبـ "التغيير الجذري" والولوج إلى مرحلة جديدة بشخصيات تتمتع بالكفاءة والنزاهة.
ومثلما جرت عليه العادة، شهدت أحياء العاصمة وشوارعها الرئيسية، على غرار ساحة البريد المركزي، شارع حسيبة بن بوعلي، ساحة موريس أودان، ديدوش مراد، وغيرها حضورا حاشدا للمتظاهرين من كل الفئات والأعمار رافعين الأعلام الوطني ولافتات تعكس تطورات المشهد السياسي الذي تعرفه البلاد منذ استقالة الرئيس بوتفليقة وتولي عبد القادر بن صالح رئاسة الدولة طبقا لأحكام المادة 102 من الدستور.
س. زموش/ كنزة. ع