الحدث

الجزائريون يسعون لثورة أخلاقية تحت شعار "نترباو ڤاااع"...

موازاة مع تغيير النظام.. تغير الذهنيات والرقي بالأخلاق وتعزيز الوعي مهم

    • سعدي: نجاح الحراك الشعبي أعاد ثقة الجزائريين في أنفسهم

 

يريد الجزائريون، بالموازاة مع ثورة التغيير في النظام ورموزه، ثورة أخلاقية، معتبرين أن حراك تغيير النظام هو حراك أصغر، بينما تحتاج الجزائر لحراك أكبر يتمثل في تغيير الذهنيات والرقي بالأخلاق وتعزيز المواطنة وتطوير الوعي وتحمل كل فرد من المجتمع مسؤوليته تحت شعار "نترباو ڤاع".

خطفت إحدى اللافتات المرفوعة خلال مسيرات الجمعية الماضية الأنظار لقوة الرسالة التي حملتها، حيث قسّم كاتب الشعار في اللافتة الحراك إلى قسمين، أصغر وأكبر، مشيرا إلى أن الحراك الأصغر يتمثل فيما أسماه "ثورة الكرامة" وفق مبدأ "يتنحاو ڤاع"، فيما يتمثل الحراك الأكبر في "ثورة الأخلاق"، وفق مبدأ "نترباو ڤاع". 

وقد تبنى العديد من الجزائريين وعدد من الصفحات عبر مواقع التواصل الاجتماعي هذا الشعار، لتتحول ثورة الأخلاق إلى هدف يسعى إليه الجزائريون بالموازاة مع هدف التغيير في النظام وإزاحة كل رؤوس الفساد.

 

    • الجزائريون يحشدون الأفكار ويتداولون الشعارات التحفيزية

 

وخلال اليومين الماضيين، فتح الجزائريون عشرات الصفحات عبر الفايسبوك التي تحمل شعار "نترباو ڤاع"، حيث بدأ أغلب نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي في حشد الأفكار من أجل صناعة ثورة للأخلاق، فيما انطلقت العديد من المبادرات الإنسانية وحملات التحسيس وكذا حملات التنظيف عبر العديد من الولايات. واعتبرت أغلب التعليقات حول "ثورة الأخلاق" أن مثل هكذا مبادرة تظهر لنا العمق الجميل للحراك الشعبي وتعد فرصة جديدة للجزائريين من أجل التغيير. وقد صاحب ثورة الأخلاق التي أطلقها الجزائريون من نشطاء الحراك الشعبي تداول العديد من الهاشتاغات، منها هاشتاغ "نترباو ڤاع"، " نتوعاو ڤاع "حنا التغيير"، حيث اجتاحت هذه الهاشتاغات مواقع التواصل الاجتماعي.

 

    • التغيير يبدأ من الفرد والكل مسؤول

 

وركز الجزائريون في ثورتهم الأخلاقية على ضرورة احترام الآخر واحترام الحريات والاختلاف في الرأي، كما ركزوا على أهمية النظافة وحماية المحيط واحترام القانون ونبذ كل مظاهر الانحراف والفساد، وإتقان العمل من أجل النهوض بالاقتصاد الوطني والابتعاد عن الاتكالية، معتبرين أن التغيير يبدأ من الفرد ومحيط الأسرة وبعدها المحيط العائلي وبين الجيران وبين زملاء العمل، لتصل إلى المجتمع بأكمله. وأكد أغلب المتفاعلين مع هذه المبادرة أنه حان الوقت لقول كفى للعديد من الممارسات السلبية والأفكار "الغبية" حسب وصفهم، مضيفين أنه حان الوقت للنهوض بالبلاد بالعمل والالتزام بالقوانين وعدم تحميل الوضع الذي وصلت إليه الجزائر للنظام وحسب، فالكل معني بالتغيير.

 

    • سعدي: نجاح الحراك الشعبي أعاد ثقة الجزائريين في أنفسهم

 

وفي هذا الصدد، اعتبر المختص في علم الاجتماع والأستاذ في جامعة الجزائر، الهادي سعدي، في تصريح لـ"الرائد، أن الجزائريين بعد اندلاع الحراك الشعبي ليسوا أنفسهم الجزائريين قبل الحراك الشعبي، مشيرا أن الوعي بأهمية التغيير زاد، وبما أن هذا الأخير يبدأ من الفرد والأسرة إلى المجتمع ككل، فإن عددا من النخبة أحسوا بأهمية أن يصاحب تغيير النظام تغيير أيضا في الذهنيات وثورة أخلاقية كما أطلقها عدد من نشطاء الحراك. وقال سعدي إنه مع فكرة أن الثورة الأخلاقية هي الحراك الأكبر الذي سيكون له تأثير أقوى من تأثير تغيير النظام ورموزه.

وقال سعدي إن نجاح الجزائريين في دفع بوتفليقة للاستقالة وعزل النظام والتضييق وإشادة العالم بسلمية الحراك والمظاهرات والمسيرات، جعلت الجزائريين يثقون في أنفسهم بأنهم قادرون على التغيير وطرد الأفكار السلبية عن أنفسهم، ويحاولون تكوين وعي جمعي إيجابي، مضيفا أن الجيل الجديد الذي يرعى هذا الحراك هو جيل متفتح رغم كل عيوبه ويمكنه التأقلم والتغير، وبقليل من التأطير يمكن حقيقة بناء ثورة أخلاقية كما يدعو له الحراك الشعبي. وقد بدأت بالفعل، حسب سعدي، من خلال مظاهر الرقي والسلمية والحضارية في التظاهر الذي لم نشهد له مثيلا حتى في البلدان المتقدمة.

س. زموش

 

من نفس القسم الحدث