الحدث

جزائريون يعزفون عن تسجيلات العمرة ويؤكدون: "العمرة راهي في بلادنا"!

بسبب الحراك الشعبي وتطورات الوضع الراهن

تعرف عمرة رمضان هذه السنة عزوفا كبيرا. فرغم إطلاق التسجيلات الخاصة بالموسم مبكرا، إلا أن الحراك الشعبي الذي تعرفه الجزائر والمنعرج الحاسم المقبلة عليه في تاريخها، جعل الجزائريين ينشغلون عن العمرة هذه السنة تحت شعار "العمرة راهي في الجزائر"، خاصة أن القدرة الشرائية لا تزال في تراجع مستمر وأسعار الصرف تعرف ارتفاعا غير مسبوق، بشكل يجعل تكاليف العمرة تتضاعف.

رغم أن شهر رمضان لم يعد يفصلنا عنه سوى أربعة أسابيع، إلا أن أغلب الوكالات السياحية تشتكي من تراجع زبائن العمرة هذه السنة. فأغلب الوكالات أطلقت منذ أيام التسجيلات الخاصة بموسم رمضان على أمل أن تعوض خسارتها من موسم سياحة شتوي كان كارثيا، في حين طرحت أسعارا تقترب كثيرا من أسعار الموسم الماضي مع بعض الزيادة في التكاليف بفعل تباين أسعار الصرف وتسجيل الدينار الوطني مزيدا من الانهيار في الأشهر الماضية مقابل ارتفاع جنوني في أسعار صرف الأورو والدولار في السوق السوداء بسبب تداعيات الحراك الشعبي.

 

    • وكالات سياحية: الأسعار لم ترتفع لكن العزوف كبير بسبب الحراك الشعبي

 

أكد أصحاب الوكالات السياحية الذين تحدثنا معهم أن الأسعار لم تعرف ارتفاعا كبيرا، حيث توجد أسعار العمرة العادية في حدود الـ18 إلى 25 مليون سنتيم حسب المزايا وقرب أماكن الإقامة من الحرم المكي ومدة الإقامة وتوقيتها، في حين تنخفض العمرة الاقتصادية عن هذا المستوى من الأسعار وتتراوح بين 12 و15 مليون سنتيم.

من جانب آخر، توجد العمرة vip في حدود 50 مليون سنتيم، غير أن الإشكالية حسب أصحاب الوكالات حاليا لا تتعلق بالأسعار وتراجع القدرة الشرائية للجزائريين إذا تعلق الأمر بعمرة رمضان، وإنما بانشغال الأغلبية بالحراك الشعبي، حيث أكد صاحب وكالة سياحية بالعاصمة أن أحد المقبلين على العمرة الذي سجل منذ فترة سحب تسجيله مشيرا أن الحج والعمرة حاليا في الجزائر التي تمر بظرف عصيب وتحتاج لأبنائها ليقفوا بجانبها، معتبرا أن هذا المبدأ جعل العديد من الجزائريين يعزفون عن العمرة.

 

    • سنوسي: الجزائريون عاطفيون وإن استمر الوضع فالخسائر لدى الوكالات ستكون كارثية

 

وفي السياق، أكد نائب رئيس نقابة الوكالات السياحية، إلياس سنوسي، في تصريح لـ"الرائد"، أمس، أن الحراك الشعبي أثر بشكل مباشر على نشاط الوكالات السياحية، مشيرا أن هذا الأخير تراجع بأكثر من 70 بالمائة منذ 22 فيفري، واعتبر سنوسي أن أصحاب الوكالات كانوا يعولون على عمرة شهر رمضان من أجل تدارك هذه الخسارة، غير أن تسجيلات هذه الأخيرة التي انطلقت منذ مدة تشهد هي الأخرى عزوفا كبيرا من طرف الجزائريين المنشغلين حاليا بالحراك الشعبي بشكل كبير.

وقال سنوسي إنه حقيقة هناك بعض زبائن الوكالات من ألغوا تسجيلاتهم مؤخرا، مضيفا أن الجزائريين عاطفيون بطبعهم والأوضاع التي تشهدها البلاد جعلت الكل متمسكا بالبقاء في الجزائر خوفا من أي تطورات، ليؤكد أنه إن استمر الوضع على حاله فإن موسم الاصطياف والسياحة أيضا سيتأثر وسيكون كارثيا هذه السنة.

بالمقابل، أكد سنوسي أن وضع أسعار الصرف كان له تأثير أيضا على عزوف الجزائريين عن عمرة رمضان إلى غاية الآن، باعتبار أن أسعار الأورو والدولار وبسبب الحراك عرفت ارتفاعا غير مسبوق، مع وجود نقص في العرض على مستوى الأسواق السوداء وعراقيل بالجملة على مستوى البنوك للاستفادة من المنحة السياحية.

وعبر سنوسي عن أمله في أن تشهد الفترة المقبلة استقرارا في الأوضاع على مستوى الشارع والحراك الشعبي، وانتهاء حالة الترقب قد ترفع من نسبة التسجيلات في موسم العمرة.

س. زموش

 

من نفس القسم الحدث