الحدث

منع "هروب" رجال أعمال إلى الخارج وتساؤلات حول الجهة التي تقف وراء القرار!

توقيف علي حداد وهو بصدد مغادرة التراب الوطني نحو تونس

أوقفت السلطات الأمنية، أمس، الرئيس السابق لمنتدى رؤساء المؤسسات ورجل الأعمال، علي حداد، لدى محاولته مغادرة أرض الوطن عبر الحدود البرية نحو تونس، وهو ما خلق حالة من الجدل والسخرية، مع حديث مصادر عن منع قائمة طويلة لرجال الأعمال ومسؤولين بالدولة من مغادرة أرض الوطن، ما أثار التساؤلات حول الجهة التي اتخذت القرار، بعد نفي عدد من الجهات الأمنية وكذا وزارة الخارجية مسؤوليتها عن القائمة المزعومة للشخصيات الممنوعة من السفر في الفترة الحالية.

 

    • توقيف علي حداد وهو بصدد الهروب نحو تونس

 

وحسب ما تم تداوله أمس من أخبار، استنادا لأكثر من مصدر، فقد تم توقيف الرئيس المستقيل لمنظمة منتدى رؤساء المؤسسات، علي حداد، في المركز الحدودي "أم الطبول" على الحدود الجزائرية التونسية، عندما كان يحاول الفرار إلى تونس. وقالت مصادر أمنية إن حداد، الذي استقال الجمعة من منتدى رؤساء المؤسسات، أوقف في المعبر الحدودي وتم تسليمه للدرك الوطني ليتم ترحيله من ولاية الطارف الحدودية نحو العاصمة. وذكرت المصادر أن حداد تعمّد الخروج من العاصمة الجزائرية ليلا لعدم إثارة الانتباه، وبهدف الوصول فجرا إلى المعبر الحدودي لضمان المرور دون أن يثير الشكوك، غير أن أسباب توقيف الرجل ومنعه من السفر لا تزال غير معروفة إلى غاية الآن، إن كان الأمر يتعلق بمكالمته المسربة مع عبد المالك سلال الذي كان يشغل منذ حوالي شهرين منصب مدير حملة بوتفليقة لدى ترشح هذا الأخير لعهدة خامسة، أم أن الأمر يتعلق بإجراء يمنع كبار رجال الأعمال المدانين لدى البنوك بقروض مالية قيمتها بالملايير من السفر خوفا من تكرار سيناريو الخليفة.

وقد تناقلت العديد من وسائل الإعلام، أمس، أسماء العديد من الشخصيات الممنوعة من السفر، منهم رجل الأعمال محي الدين طحكوت، في حين سارع رجال أعمال آخرون لنفي أي أخبار تتعلق بمنعهم من السفر، منهم رئيس مجمع "سيفيتال، يسعد ربراب، الذي أكد أنه ليس ضمن الممنوعين من السفر وأنه سيتنقل إلى ألمانيا بشكل عادي في الأيام المقبلة.

 

    • شخصيات ممنوعة من السفر وتعليق لإقلاع الطائرات الخاصة من مطار هواري بومدين

 

 من جانب آخر، تحدثت بعض المصادر، أمس، عن إصدار السلطات لقائمة تضم عشرات الأسماء لشخصيات سياسية ورجال أعمال ومسؤولين في الدولة، ممنوعين من السفر رغم نفي هذه الأخبار من طرف عدة جهات رسمية، في الفترة الأخيرة، منها وزارة الخارجية التي سبق أن أكدت أن الأخبار المتعلقة بحجز جوازات سفر دبلوماسية لا أساس لها من الصحة، كما تحدثت مصادر، أمس، أن هيئة الطيران المدني اتخذت قرارا يقضي بمنع الطائرات الخاصة التابعة لعدد من المسؤولين ورجال الأعمال من الإقلاع من مطار هواري بومدين، مشيرة أن مصالح شرطة الحدود بالمطارات أخطرت بقائمة من أسماء الأشخاص الممنوعين من السفر. ليبقى التساؤل حاليا عن هوية هذه الجهة التي أصدرت قرارا بمنع سفر عدد من الشخصيات، خاصة في ظل نفي عدد من الجهات الأمنية ووزارة الخارجية مسؤوليتها عن هذا القرار.

 

    • توقيف علي حداد يتحول إلى موضوع سخرية عبر مواقع التواصل الاجتماعي

 

هذا وقد صنع خبر توقيف علي حداد وهو بصدد الفرار نحو تونس، أمس، موجة من السخرية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث علق العديد من الجزائريين أن توقيف علي حداد أمر مخز، خاصة أن الرجل كان بصدد الفرار نحو تونس وبجواز سفر بريطاني كما تم تداوله. وقارن العديد من النشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي بين محاولات الشباب للحرڤة والفرار من الواقع المزري عبر قوارب الموت ونجاح أغلبهم في ذلك، بينما لم يتمكن حداد وهو من كان يملك نفوذا كبيرا في الجزائر وبجواز سفره الأجنبي من الفرار نحو تونس، مؤكدين أن "المعطيات يمكن أن تتغير بين ليلة وضحاها". وطالب الجزائريون بمنع العديد من الشخصيات من السفر على غرار المسؤولين المغضوب عليهم وعدد من الوزراء السابقين الذين كانوا أبطال فضائح مالية وفضائح فساد، في السنوات الأخيرة، داعين مرة أخرى لحماية الخزينة العمومية من النهب وفرض رقابة على التحويلات المالية، في الفترة الحالية، من أجل منع تهريب أموال الشعب والفرار بها نحو الخارج.

وذكرت مصادر إعلامية أن مديرية الطيران المدني في الجزائر اتخذت إجراء بمنع الطائرات الخاصة من مغادرة المطارات بعد تلقي مصالح الدرك والجمارك قائمة اسمية بعدد من الأسماء الثقيلة التي كانت محل غضب شعبي والتي يمنع عليها مغادرة الوطن في هذه المرحلة، غير أنه لا تأكيد لصحتها لغاية كتابة هذه الأسطر.

س. زموش

 

من نفس القسم الحدث