الحدث

الشعب يطالب بتفعيل المادة 7 من الدستور

كانت بمثابة الاستفتاء الشعبي في جمعة الاصرار

اختلفت الجمعة السادسة للمطالبة برحيل النظام عن سابقتيها، حيث كانت مسيرات ومظاهرات الجزائريين، أمس، بمثابة الاستفتاء الشعبي على دعوة الفريق أحمد ڤايد صالح قائد الأركان لتفعيل نص المادة 102 من الدستور لإعلان حالة الشغور في منصب رئيس الجمهورية، وتحت شعار "جمعة الإصرار" و"يتنحاو ڤاع"، رد الجزائريون على هذا المقترح حيث أبدوا رفضا له في ظل المعطيات الحالية، مصرين على رحيل النظام برموزه ورفض تسيير الحكومة القديمة وكل من بن صالح وأمثاله المرحلة الانتقالية، وطالب الجزائريون بتفعيل المادة 7 من الدستور التي تنص أن الشّعب مصدر كلّ سلطة وأن السّيادة الوطنيّة ملك للشّعب وحده.

كان الشارع الجزائري، لأكثر من 6 ساعات أمس، على موعد مع جمعة سادسة للمطالبة برحيل النظام، رأى الكثير من المراقبين أنها اختلفت كثيرا عن الجمعات الخمس السابقة بسبب تسارع الأحداث وقرب اتخاذ قرارات حاسمة، موازاة مع دعوة المؤسسة العسكرية لتطبيق المادة 102 التي تدعو إلى شغور منصب رئيس الجمهورية، وتخلي الرئيس المنتهية عهدته عبد العزيز بوتفليقة عن منصبه، وهي المادة التي خلفت الكثير من الرؤى والتوجهات وحتى الجدل، في اليومين الماضيين، في ظل صمت الرئاسة عن هذه التطورات التي أسقطت ورقة الطريق التي دعا بوتفليقة لتطبيقها في رسالة عدوله عن الترشح لعهدة خامسة. 

وقد كانت جمعة الأمس بمثابة استفتاء شعبي على دعوة تفعيل المادة 102 من الدستور بعد رفض جميع المقترحات المطروحة من النظام في الأيام الماضية، وارتفاع سقف مطالب المتظاهرين إلى حد المطالبة برحيل النظام برموزه كافة.

 

    • الشعب يقول كلمته: مطالب جديدة ورسالة أوضح

 

وبعد موجة من الجدل والتجاذبات بين تيارين، الأول رافض لتطبيق المادة 102 باعتبارها تجاوزها الحراك الشعبي، وبين مؤيد لهذا الحل الدستوري كمخرج لا بديل عنه في إطار احترام الدستور للأزمة السياسة الحالية التي تعيشها البلاد، خرج الشعب ليقول كلمته أمس، وأصر الجزائريون خلال مسيراتهم على مطلب "يتنحاو ڤاع"، رافضين تطبيق المادة 102 في ظل المعطيات الحالية، حيث رفع الجزائريون شعارات "لا لتفعيل المادة 102"، "ترحلوا جميعا"، "نطالب بتفعيل المادة 7 من الدستور"، "لا للالتفاف على إرادة الشعب"، في رسالة واضحة صنعت مطالب جديدة ومشهدا آخر ورسالة واضحة تؤكد على مبدأ يشير أن رحيل النظام السياسي الحاكم لا حياد عنه، وأن إرادة الشعب هي السيد في هذه المرحلة الانتقالية للبلاد.

 

    • الجزائريون يتمسكون بشعار "الجيش الشعب خاوة خاوة" ويصرون على مطلب "يتنحاو ڤاع"

 

وقد طالب الجزائريون، أمس، بتطبيق المادة 7 من الدستور التي تنص أن الشّعب مصدر كلّ سلطة وأن السّيادة الوطنيّة ملك للشّعب وحده، فيما رفع آخرون لافتات تطالب بتفعيل المادة 22 2 2019 وهو مطلب رمزي يشير إلى تاريخ بداية الحراك الشعبي، ومعناه أن الشعب هو من يقرر ويحدد مستقبل الجزائر. 

وقد رفض المتظاهرون، في الجزائر العاصمة وفي ولايات أخرى أن يتم الالتفاف على مطالبهم والإبقاء على نفس الوجوه لقيادة المرحلة الانتقالية للبلاد، بما أن تطبيق المادة 102 من الدستور في ظل هذه المعطيات يعني إبقاء الحكومة القديمة "حكومة أويحيى" وإبقاء نفس الوجوه التي تسير المؤسسات الدستورية حاليا، مع تكليف رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح بقيادة المرحلة الانتقالية، وهو ما يعني تسيير النظام للمرحلة الانتقالية وإعطائه الفرصة لاستنساخ نفسه، وهو ما يعد التفافا على الإرادة الشعبية. ورغم أن الجزائريين تمسكوا بشعار "الجيش والشعب خاوة خاوة"، إلا أن اقتراح المؤسسة العسكرية لم يحظ بالتأييد في ظل بقاء نفس المعطيات، مصرين على مطلب "يتنحاو ڤاع".

 

    • رفض مقترح تفعيل المادة 102 من الدستور يسقط ورقة طريق بوتفليقة

 

من جانب آخر، فإن استمرار الحراك الشعبي ورفض مقترح تفعيل المادة 102 من الدستور أسقط، بحسب متابعين، ورقة طريق بوتفليقة التي حملتها رسالته للعدول عن الترشح، حيث أكد، أمس، متابعون للحراك أن النظام الحالي سيبحث حلولا خارج خارطة الطريق والندوة الوطنية التي أعلن عنها، بالمقابل فإن حالة الصمت في الرئاسة زادت من المخاوف، خاصة بعد اقتراح المؤسسة العسكرية تفعيل المادة 102 من الدستور وتساؤلات حول دور الجيش في المرحلة المقبلة، رغم أن ڤايد صالح أكد أكثر من مرة التزام هذه المؤسسة بمهامها الدستورية لا غير، وينتظر أن تحمل الأيام المقبلة قرارات مصيرية بشأن المرحلة المقبلة.

 

    • عميروش وسي الحواس حاضرون في الحراك

 

هذا ورسم الجزائريون مشاهد إبداعية وسلمية في حراكهم الشعبي، الذي تعرفه عدّة مدن جزائرية منذ 22 فيفري الماضي، عبر توجيه رسائل سياسية إلى النظام الحاكم، وبالتزامن مع المسيرة السادسة المصادفة ليوم 29 مارس، استذكر الجزائريون ذكرى استشهاد كل من عميروش آيت حمودة (العقيد عميروش)، وأحمد بن عبد الرزاق حمودة أو سي الحواس، وحمل المتظاهرون صورا للشهيدين اللذين قدما حياتهما من أجل استقلال البلاد عام 1962.

 

    • متقاعدو الجيش في مقدمة الحراك 

 

في حين ظهر متقاعدو الجيش والمجندون السابقون في مقدمة المتظاهرين راسمين بذلك صور مميزة بالبدلة العسكرية بعدما حرموا حسب تعبيرهم لسنوات من التعبير عن آرائهم في العاصمة، ورفع هؤلاء شعارات من مصاف: "نحن شهداء الميدان.. ووطني وطني أين حقي"، هذا وعبروا عن تضامنهم اللامشروط مع الجيش، على اعتباره هو الحامي والراعي الرسمي للشعب ووحدة التراب الوطني.

 

    • متظاهرون يتجمهرون أمام منزل الرئيس السابق زروال لساعات

 

وعكس المرات السابقة شهدت مسيرة الجمعة السادسة، توافدا كبيرا ومنظما لعدد من المواطنين من ولايات الشرق الجزائري والمدن القريبة من ولاية باتنة أين يقطن الرئيس السابق اليمين زروال، حيث تجمهر المئات منهم ولساعات أمام بيته مرددين شعارات تطالبه بالعودة للحكم من خلال قبوله فكرة تسيير مرحلة انتقالية تتمخض عنها إجراءات قانونية جديدة تنظم الحياة السياسية كمراجعة الدستور والوصول لتنظيم انتخابات رئاسية نزيهة تعيد إنتاج مؤسسات شرعية وشعبية طبقا لقانون انتخابي وهيئة مستقلة للإشراف على الجمهورية الجديدة.

س. زموش/ كنزة. ع

 

من نفس القسم الحدث