الحدث

ولاة وأميار "يختفون" خوفا من "تسونامي" التغيير

خاصة أصحاب الصفحة السوداء مع الجزائريين

يعيش أغلب الأميار والمنتخبين المحليين وكذا ولاة الجمهورية حالة من الترقب. فعلى غرار وزراء الحكومة وعدد من المسؤولين المغضوب عليهم، فضل الأميار وولاة الجمهورية، هذه الأيام، الحياد و"الاختباء"، خاصة أن تسونامي التغيير والرفض الشعبي قد يطال هؤلاء المسؤولين المحليين الذين لديهم صفحة سوداء مع الجزائريين.

منذ 22 فيفري الماضي، تاريخ بداية الحراك الشعبي والمسيرات المطالبة بالتغيير، يعرف الجهاز التنفيذي في أغلب الولايات حالة من الشلل، حيث فضل أغلب الولاة التواري عن الساحة هذه الأيام، في وقت استفز ولاة آخرون الجزائريين بمحاولاتهم الالتفاف على الحراك الشعبي واستدعاء عدد ممن يحاولون تبني الحراك والحديث باسمه ونشطاء في الحركة الجمعوية، في محاولة لاختيار ممثلين للمشاركة في ندوة الحوار الوطني، وهو ما فجر موجة من الغضب والانتقادات، جعلت بعض الولاة يسارعون لنفي الأخبار المتداولة، معتبرين إياها مجرد إشاعات. 

من جانب آخر، فإن نشاط الولاة، في الفترة الأخيرة، قد تراجع بشكل لافت، فلا زيارات ميدانية ولا خرجات ولا قرارات، رغم أن التوقيت الحالي من المفروض أن يشهد حركية كبيرة في الجهاز التنفيذي، خاصة أننا مقبلون على شهر رمضان الذي لم يعد يفصلنا عنه سوى 40 يوما، ومن المفروض أن الولاة قد بدأوا في التحضيرات لهذا الشهر الكريم، غير أن كل شيء متوقف حاليا بسبب الحراك الشعبي وتأخر تشكيل الحكومة الجديدة التي قد تليها حركة في سلك الولاة. 

بالمقابل، فقد أجل العديد من الولاة عملية توزيع السكنات التي كانت مبرمجة هذه الفترة، ففي ولاية الجزائر على سبيل المثال سبق للوالي عبد القادر زوخ أن وعد ببرمجة عملية ترحيل قبل شهر رمضان، غير أنه يبدو أن العملية ستتعطل بما أن شهر رمضان لم يعد يفصلنا عنه الكثير ولا آجال وضعت لهذه العملية لحد الآن.

من جهة أخرى، تعيش العديد من البلديات بالوطن، هذه الأيام، حالة من الانسداد، حيث وجد المنتخبون المحليون أنفسهم في موقف صعب بسبب الحراك الشعبي المستمر منذ خمسة أسابيع.

وفي وقت اضطر بعض الأميار في عدد من البلديات عبر الوطن للتضحية بانتمائهم الحزبي والاستقالة من أحزاب السلطة تحت ضغط الشارع والبقاء في مناصبهم كأميار، في محاولة منهم لكسب رضا الحراك الشعبي، حاول منتخبون آخرون ركوب الموجة وسعوا لاحتواء الحراك والالتفاف عليه، غير أنهم قوبلوا بالرفض من طرف المواطنين. 

فالعديد من الأميار رفضوا حتى خلال المسيرات وتم طردهم من طرف المواطنين، ليفضل آخرون الاختباء هذه الفترة، خاصة أولئك الأميار المغضوب عليهم من طرف المواطنين، حيث لم يبد أغلب الأميار أي ردة فعل بشأن الحراك وأجلوا أي ظهور لهم خلال هذه الأيام، حتى أنهم يتجنبون استقبال المواطنين في مكاتبهم، وهو ما عطل شؤون المواطنين، ما سيزيد من الاحتقان الموجود بين المواطن والمسؤول المحلي، خاصة أن أغلب الأميار عجزوا أو تخلوا عن تنفيذ ما وعدوا به في أول عهدتهم الانتخابية الحالية. 

فرغم مرور حوالي 16 شهرا على بداية هذه العهدة، إلا أن الكثيرين منهم لم يقدموا ما كان ينتظره منهم المواطنون من تجسيد لمشاريع هم في أمس الحاجة إليها. ورغم وجود الأغلفة المالية في كثير من الأحيان، إلا أن هؤلاء الأميار خذلوا المواطن، وهو ما قد يجعل تسونامي التغيير يطالهم.

س. زموش

 

من نفس القسم الحدث