الفريق أول شنقريحة يعبر عن ارتياحه لمستوى التعاون العسكري "الجزائري – الإيطالي"
- نشر في 02 أكتوبر 2024
يبدو أن عددا من النشطاء السياسيين، خاصة من غير المقيمين بالجزائر، قد نصبوا أنفسهم أوصياء على الحراك الشعبي الذي بدأه الجزائريون منذ حوالي أربعة أسابيع، حيث لا يتوانى هؤلاء في نشر فيديوهات مساندة تحمل محتوى تحريضيا، تملي على الجزائريين ما يجب فعله في المرحلة المقبلة، وهو ما يرفضه أغلب المواطنين الذين يعتبرون أن لا أحد وصى على الحراك الشعبي.
منذ بدء المظاهرات والاحتجاجات والمسيرات السلمية، تعرف مواقع التواصل الاجتماعي نشاطا غير عادي لمجموعة من النشطاء السياسيين المعروفين بمعارضتهم للسلطة، والذين يوجد أغلبهم خارج الوطن، حيث كثف هؤلاء من تواجدهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي ومن منشوراتهم وفيديوهاتهم التي تعلق على كل الأحداث.
ولم يكتف هؤلاء بتحليل الوضع الحالي، إذ تجاوزوا ذلك وباتوا يتحدثون عن متطلبات المرحلة المقبلة وسيناريوهات محتملة مقبلة عليها الجزائر، في حين اعتبروا أن أي قرارات وضمانات تأتي من السلطة لا يمكن الوثوق فيها.
وبعد كل جمعة يطل هؤلاء على الجزائريين ليملوا عليهم ما يجب فعله في المرحلة المقبلة، ضمن خطاب يحمل في الكثير من الأحيان محتوى تحريضيا نوعا ما مقارنة بالمطلوب في الوقت الحالي من خطابات تعقل وتهدئة، حتى تستمر سلمية الحراك ويحقق مطالبه. وعادة ما تشهد الفيديوهات والمنشورات التي يطلقها هؤلاء النشطاء الكثير من الجدل، حيث يرفض متتبعو هؤلاء الأسلوب الذي يعتمدونه في إيصال رسائلهم، خاصة أن حديثهم عن ظروف البلد والمواطن، وهم أصلا لا يتواجدون بأرض الوطن منذ سنوات، يعد غير مقبول وغير معقول بالنسبة للكثيرين. من جانب آخر، يحرص الجزائريون في كل مرة على التأكد من خلفية بعض النشطاء السياسيين، خاصة أن هناك من كانوا من أكبر المطبلين للنظام والداعمين للعهدة الرابعة، لينقلبوا بين ليلة وضحاها إلى معارضين ويحاولون ركوب موجة الحراك الحالي لتصفية حسابات سياسية محضة.
لكن بالمقابل، وعلى غرار أحزاب المعارضة، فإن الجزائريين يرفضون أيضا أن يكون مجموعة من النشطاء السياسيين الذين يناضلون من لندن وكندا وألمانيا والخليج أوصياء على الحراك الشعبي، وأن يملوا على الجزائريين متطلبات المرحلة المقبلة وما يجب فعله، وهو ما جعل البعض عبر الفايسبوك يرد عبر حملات مضادة على بعض النشطاء في رسالة واضحة أن النضال يجب أن يكون على أرض الواقع وليس عبر فيديوهات تحريضية تستغل ما بدأه الشعب البسيط لركوب الموجة وتحقيق مكاسب سياسية، وتصفية حسابات مع السلطة والالتفاف على مطالب الشعب.
ويصر الجزائريون كل مرة على أن حراكهم شعبي وسلمي ولا يتبع أي جهة أو طرف، وأنه لا أحد غير الشعب وصي على هذا الحراك، حيث لا يعترف أغلب الجزائريين حاليا لا بسلطة ولا معارضة ولا نشطاء سياسيين يحاولون الاستفادة من الظروف الحالية.
س. زموش