الحدث

وزارات تعيش الشلل وهذه هي أبرز نشاطات الوزراء منذ 22 فيفري...

آخر ظهور وزاري كان قبل تعيين الوزير الأول ونائبه

    • قطاع التجارة أكبر متضرر من الحراك

 

عرف النشاط الوزاري، منذ 22 فيفري الماضي وإلى غاية اليوم، تراجعا محسوسا، حيث اقتصرت الزيارات الميدانية والظهور الإعلامي على عدد محدود من الوزراء بما أن الحكومة الحالية هي حكومة تصريف أعمال ليس إلا تزامنا مع تقديم الوزير الأول السابق أحمد أويحيى لاستقالته وتأخر نور الدين بدوي خليفته في تعيين وزراء جدد لحكومته الأولى، في حين سجل آخر ظهور وزاري للتشكيل الحكومي الحالي منذ حوالي أسبوع، وهو ما يشير إلى حالة من الشلل تعيشها هذه الوزارات، منها قطاعات حساسة وحالة ترقب غير مسبوق في الحكومة الحالية.

عاشت أغلب الوزارات، منذ 22 فيفري الماضي، تاريخ بداية الحراك الشعبي المطالب بتغيير النظام، شللا كبيرا، حيث قلل وزراء الحكومة الحالية من خرجاتهم الميدانية وظهورهم الإعلامي، واقتصرت زياراتهم الميدانية على ولايات محدودة، فيما تركزت النشاطات على هياكل غير حساسة في قطاعاتهم.

 

    • قطاع التجارة أكبر متضرر من الحراك

 

وبعد الحراك الشعبي الذي بدأ في 22 فيفري الماضي، لم نشهد أي خرجات ميدانية للوزراء إلى غاية 27 فيفري. وفي وزارة التجارة، اقتصرت النشاطات على اجتماع لوزير التجارة، سعيد جلاب، يوم 27 فيفري، حيث التقى بمتعاملين اقتصاديين دنماركيين بالجزائر. وأكد جلاب خلال هذا اللقاء أن الجزائر حققت مكاسب كبيرة في مجال البنى اللوجستية، داعيا المتعاملين الدنماركيين إلى استغلال فرص التعاون والشراكة، ليختفي بعدها الوزير، حيث لم يسجل أي خرجة ميدانية أو تصريح إعلامي، رغم أن قطاع التجارة كان من بين أكثر القطاعات التي تأثرت بالحراك الشعبي، كما دخل التجار في إضراب عام وارتفعت الأسعار خلال الأيام الماضية إلى سقف جنوني، غير أن وزارة التجارة ومسؤولها الأول بقيت صامتة عن الوضع. 

من جهته، عرف وزير المجاهدين هو الآخر حالة من الاختفاء منذ 22 فيفري الماضي، واقتصر ظهوره الوحيد على يوم 2 مارس، حيث شارك في ولاية باتنة على إحياء الذكرى الـ 61 لاستشهاد البطل الرائد عبد العالي بن بعطوش. 

وصرح حينها أنه جدير بالأجيال الصاعدة أن "تستذكر دوما الإسهامات والتضحيات الغالية للشهداء".

 

    • يوسفي أكثر ظهورا مقارنة بزملائه في الحكومة

 

بالمقابل، فقد كان وزير الصناعة والمناجم، يوسف يوسفي، أكثر ظهورا مقارنة بزملائه في الحكومة الحالية، حيث أجرى، يوم 4 مارس الجاري، زيارة تفقدية إلى ولاية ميلة، وانتقل في 5 مارس إلى ولاية سكيكدة حيث تفقد هياكل قطاعه في الولاية. وأكد خلال هذه الزيارة أن "الجزائر ستشرع في تصدير الرخام بعد 3 سنوات من الآن"، وفي 7 مارس أجرى أيضا وزير الصناعة زيارة تفقدية إلى ولاية ڤالمة وعاين العديد من الهياكل التابعة لوزارته. 

وعكس يوسف يوسفي، اقتصر نشاط وزير الطاقة والمناجم، مصطفى قيتوني، طيلة الأربعة أسابيع الماضية، على ظهور وحيد عندما أشرف على تدشين الطبعة التاسعة لمعرض الصالون الدولي حول الصناعة البترولية والغازية في شمال إفريقيا (ناباك 2019) بوهران.

 

    • ظهور غير مقنع لحسين نسيب، الدالية وفرعون

 

من جانب آخر، اقتصر ظهور وزير الموارد المائية، حسين نسيب، منذ 22 فيفري الماضي، على زيارتين ميدانيتين، الأولى كانت إلى ولاية غليزان حيث أشرف على وضع حجر الأساس لإنجاز مصنع لأنابيب الحديد اللين بالمنطقة الصناعية لسيدي خطاب، في إطار شراكة جزائرية – تركية، والثانية كانت إلى ولاية تبسة، يوم 10 مارس، لتمثل هاتان الزيارتان الظهور الوحيد لنسيب منذ بداية الحراك الشعبي. 

وعلى شاكلة وزير الموارد المائية، عرفت وزيرة التضامن الوطني حالة اختفاء في الأسابيع الماضية، حيث اقتصر ظهورها على زيارة ميدانية أجرتها إلى ولاية ڤالمة في 4 مارس، وظهور آخر خلال الاحتفالات باليوم العالمي للمرأة، حيث أدلت بتصريح صحفي على هامش مأدبة العشاء التي أقيمت. 

من جانبها، أجرت وزيرة البريد والمواصلات السلكية واللاسلكية والتكنولوجيات والرقمنة، إيمان هدى فرعون، منذ 22 فيفري، زيارة ميدانية وظهورا إعلاميا واحدا كان في 5 مارس بولاية خنشلة، حيث أكدت خلال هذه الزيارة "عزم الدولة الجزائرية على إيصال خدمتي الإنترنت والهاتف إلى الأرياف والقرى المعزولة عبر كافة ولايات الوطن في أقرب الآجال".

 

    • الحراك الشعبي يزيد من اختفاء بن مسعود وكعوان

 

بالمقابل، فإن حالة الاختفاء التي يعيشها عدد من وزراء الحكومة الحالية منذ تسلمهم حقيبة عدد من الوزارات، قد تفاقمت منذ 22 فيفري الماضي. 

فوزير السياحة، عبد القادر بن مسعود، مثلا، لم نشهد له أي تصريح إعلامي أو ظهور سوى لقاء في مكتبه غطته وسائل الإعلام جمعه، يوم 7 مارس الجاري، بالسفير السعودي لدى الجزائر. 

من جانبه، اقتصر ظهور وزير الاتصال، جمال كعوان، ضمن نشاطه الوزاري العادي خلال الأربعة أسابيع الماضية، على ظهور كان عشية الاحتفال باليوم العالمي للمرأة، حيث صرح الوزير على هامش الاحتفال وأشاد برئيس الجمهورية على "التشريع الاستباقي واهتمامه بترقية حقوق المرأة الجزائرية"، ولعل أبرز ظهور للوزير كان دعم الصحفيين في وقفة الصحافة تدعم إرادة الشعب والتي أقيمت يوم 28 فيفري حيث شارك إلى جانب الصحافة وقفتهم السلمية التي طالبوا فيها باحترام حرية التعبير وما تقدمه المؤسسات الإعلامية من خدمة عمومية تتجاوب مع حراك الشارع.

 

    • وزراء معروفون بنشاطهم يدخلون في حالة سبات!

 

هذا وعلى غير العادة، دخل عدد من الوزراء المعروفين بنشاطهم الكبير في حالة من السبات، على غرار وزير السكن والعمران، عبد الوحيد طمار، الذي لم نشهد له خلال الأربعة أسابيع الماضية أي نشاطات في قطاعه، ووزير الفلاحة، عبد القادر بوعزڤي، الذي اقتصر ظهوره طيلة الفترة الماضية على زيارة ميدانية وحيدة كانت يوم 9 مارس الجاري إلى ولاية جيجل، وكذا وزيرة البيئة التي تمثلت نشاطاتها خلال الأربعة أسابيع الماضية في افتتاح واختتام فعاليات الطبعة الثانية للصالون الدولي للبيئة والطاقات المتجددة. 

من جانبه، اختار وزير الشباب والرياضة توقيتا ونشاطا خاطئا للظهور، ففي وقت شهدت أغلب ولايات الوطن احتجاجات ومسيرات عارمة للشباب، ظهر حطاب في 12 مارس الجاري ليتحدث عن ضرورة إرساء "استراتيجية شاملة" للتكفل بالشباب، ترتكز على "التشاور الواسع" لاستقطاب هذه الشريحة الهامة من المجتمع، خلال كلمة افتتاحية للطبعة الأولى للحالات العامة للشباب، وهو المنتدى الذي مر مرور الكرام ولم يصنع أي حدث لا لوسائل الإعلام ولا للشباب.

س. زموش

 

من نفس القسم الحدث