الحدث

شركاء الجزائر "قلقون" من تأثيرات الحراك الشعبي على المزايا الممنوحة لهم

مصالح بعض البلدان منها فرنسا مرتبطة بشكل كبير مع النظام الحالي

    • سراي: الحراك لن يؤثر على الوضع إن استمر في سلميته

 

يتخوف العديد من شركاء الجزائر الاقتصاديين من تأثير الحراك الشعبي في الجزائر على المشهد الاقتصادي، خاصة أن مصالح بعض البلدان منها فرنسا مرتبطة بشكل كبير مع النظام الحالي، وأي تغييرات جذرية وإصلاحات اقتصادية قد تضر بفرص الاستثمار والشراكات والمزايا الممنوحة التي تستفيد منها هذه البلدان.

تترقب العديد من البلدان ممن تربطها شراكة اقتصادية مع الجزائر، منها بلدان الاتحاد الأوروبي وعلى رأسها فرنسا، ما ستؤول إليه الأوضاع في الجزائر بعد الحراك الشعبي المتواصل، والذي يطالب بتغيير النظام، وتأثيرات هذا الحراك على الاقتصاد الوطني وعلى فرص الاستثمار والشراكة، خاصة أن الأمر لا يتعلق فقط بمناخ استثمار وقوانين، وإنما يتعلق أيضا بمسؤولين اقتصاديين ومؤشرات أخرى، منها نسب التضخم وقيمة العملة التي بدأت تتأثر في السوق الموازية بالحراك الشعبي. 

وقد استفادت العديد من البلدان، طيلة العشرين سنة الماضية، من مزايا استثمار وفرص شراكة كانت غير متكافئة وضد مصلحة الجزائر، منها اتفاق الشراكة مع الاتحاد الأوروبي الذي اعترف النظام الحالي بأنه كان في غير مصلحة الجزائر، وبدأت خلال العهدة الرابعة مساع لمراجعة هذه الشراكة، فما بالك أن تغيير النظام وتطبيق إصلاحات اقتصادية عميقة تضع مصلحة الجزائر فوق أي اعتبارات، وهو ما لا يخدم مصالح هذه البلدان التي أبدت تأييدا واضحا لاستمرار النظام الحالي، وتحدثت عن رعاية للانتقال الديمقراطي في الجزائر بشكل تحافظ فيه على مصالحها الاقتصادية الاستراتيجية.

 

    • سراي: الحراك الشعبي الحالي لن يؤثر على الوضع الاقتصادي إن نجح واستمر في سلميته

 

وفي هذا الصد، أكد الخبير الاقتصادي، مبارك عبد المالك سراي، لـ"الرائد"، أمس، أن الحراك الشعبي الحالي لن يؤثر على الوضع الاقتصادي إن نجح واستمر في سلميته وحقق نتائجه، بل بالعكس فالنتائج التي ستحقق من هذا الحراك والإصلاحات التي ستطبق على الصعيد السياسي والاجتماعي ستكون لها آثار إيجابية قوية على الصعيد الاقتصادي، خاصة إن تم إشراك جميع أطراف المشهد الاقتصادي من خبراء ومؤسسات ورجال أعمال وحتى تنظيمات نقابية وقوى منتجة في الندوة الوطنية للتغيير التي سيتم تنظيمها، مشيرا أن ما تعرفه الأسواق حاليا من ارتفاع في الأسعار وانهيار قيمة العملة الوطنية في السوق السوداء هي آثار مؤقتة بسبب حالة التوتر وعدم الاستقرار، وستزول بمجرد الوصول إلى إجماع وطني فيما يخص المستقبل السياسي للبلاد. 

وحول إن كانت صورة الجزائر اقتصاديا ستتأثر بتغيير المسؤولين على خلفية التشكيل الحكومي الذي سيكون نهاية الأسبوع، قال سراي إن الأجانب براغماتيون ويتعاملون مع أنظمة وليس أشخاص، ولا يهمهم فلانا أو علانا، المهم هو المصلحة، مشيرا أن مصالح بعض الدول هي التي ستتأثر في حال تغيير النظام الحالي، منها فرنسا التي تعيش حالة من الترقب كون مصالح بعض البلدان مرتبطة بالنظام الحالي وأي تغييرات جذرية لن تكون في صالحها.

س. زموش

 

من نفس القسم الحدث