الحدث

الجزائريون بصوت واحد:” لا تأجيل.. لا تمديد.. لا نقاش ”

كانت مظاهرات" جمعة الرفض" أكثر تنظيما وبشعارات محددة الهدف وشارك فيها الملايين

    • توقيف 75 شخصا إثر أحداث عنف وسرقة وتخريب ممتلكات بالعاصمة

 

"لا تأجيل.. لا تمديد.. لا نقاش الشعب يريد الخلاص"، "لا تأجيل لا تمديد الشعب يطلب منكم الرحيل"، "صامدون.. صامدون للتمديد رافضون"، وغيرها من الهتافات والشعارات التي صدحت بها حناجر ملايين الجزائريين لأكثر من 6 ساعات متواصلة ظهر الأمس عبر الشوارع الرئيسية للجزائر العاصمة وعدّة ولايات أخرى، في صورة تؤكد طبيعة المطالب التي يرافع لها الجزائريون في الوقت الراهن تزامنا مع بعض التغييرات التي طرأت منذ الجمعة الماضية في المشهد السياسي الوطني، وأظهر المحتجون تمسكا بالمطلب الأساسي لهم وهو رحيل النظام القائم في البلاد واختيار الرئيس من الشعب وليس تحت وصاية أي طرف خاصة القوى الغربية وتحديدا باريس وواشنطن، وعكس الوقفات السابقة بدأت وقفات أمس أكثر تنظيما وبشعارات واضحة الهدف وهو ما استحسنه الكثيرون، ولم تسلم حكومة الوزير الأول نور الدين بدوي من الانتقادات رغم أن ملامحها لا تزال غير واضحة، في ظل وجود أنباء عن رفض عدّة أسماء لتوليها في الوقت الحالي لحساسية الوضع ما يؤكد أن الكشف عن تركيبتها في قادم الساعات ستكون خطوة مؤججة لحراك الشارع من جديد.

شهدت الجمعة الرابعة من المسيرات السلمية، بالجزائر، عبر مختلف ربوعها، شعارات جديدة، تصب كلها في هدف واحد، وهو التغيير، فبعد أسابيع من النداء ومطالبة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة عن الترشح لولاية خامسة، طالب الجزائريون، في الجمعة الرابعة، بعدم تأجيل الانتخابات الرئاسية، والتي كان من المزمع عقدها 18 أفريل الجاري رافضين قرار التمديد الذي طال العهدة الرابعة له، كما دعا المتظاهرون الذين جابوا العاصمة ومختلف ولايات الوطن، بتغيير حقيقي وجذري، حاملين شعارات تعبر عن هذه المطالب بشكل واضح، ومثل الجمعة الفارطة، لم ينتظر الجزائريون انتهاء صلاة الجمعة ليزحفوا إلى الشوارع والساحات العمومية بالآلاف منذ الساعات الأولى، ففي الجزائر العاصمة، وعلى الرغم من أن وسائل النقل العمومية كانت خارج الخدمة، إلا أن ذلك لم يمنع آلاف الشباب والشابات وحتى الأطفال والشيوخ من التوجه سيرا نحو وسط العاصمة، وبمجرد انتهاء صلاة الجمعة انضم اليهم مئات الآلاف من العاصميين للتأكيد على أن قرارات الرئيس بوتفليقة الأخيرة غير كافية.

وقد شرع المواطنون منذ الصباح في الالتحاق بالساحات الكبرى للعاصمة، حيث بدأت أولى التجمعات تتشكل على مستوى ساحتي البريد المركزي وأول ماي، حاملين الاعلام الوطنية ومرددين شعارات تطالب بالتغيير الجذري ورفض القرارات الرئاسية الاخيرة و"احترام الدستور والالتزام بنصوصه"، " لا للالتفاف على مطالب الشعب"، الى جانب "رفض أي تدخل أجنبي في الشأن الداخلي الجزائري".

وقد انطلقت المسيرات بعد الظهر وسط تعزيزات أمنية مكثفة لتجوب مختلف شوارع مدينة الجزائر، على غرار ساحة أول ماي، شارع حسيبة بن بوعلي، ديدوش مراد، ساحة موريس أودان، شارع العقيد عميروش، شارع زيغود يوسف، فضلا عن ساحة البريد المركزي وساحة الشهداء اللتين احتشدت بهما جموع كبيرة من المتظاهرين.

ولم يتم تسجيل أي احتكاكات بين المتظاهرين وقوات الأمن التي أخلت الطرق والساحات العمومية عكس المرات السابقة تاركة المجال للمسيرات السلمية انطلاقا من بلوزداد مروراً بساحة أول ماي، حيث اجتمع الآلاف هناك متجهين نحو البريد المركزي مرورا عبر شارع حسيبة بن بوعلي في سيول بشرية حملت كل أطياف المجتمع، في حين عرفت ساحة البريد المركزي اكتظاظا لم تعرفه من قبل حيث تجمعت الآلاف من العائلات في صورة جد راقية ضمت الجميع حيث سار الجميع تاركين اختلافاتهم الإيديولوجية وانتماءاتهم السياسية.

وإلى جانب الرايات الوطنية التي رفعهوها عاليا ردد المتظاهرون النشيد الوطني وبعض الأناشيد الأخرى، وساروا إلى غاية قصر الشعب، حيث وجدوا قوات مكافحة الشغب التي منعتهم من الاقتراب أكثر من مقر رئاسة الجمهورية، حيث استخدمت الغازات المسيلة للدموع لتفريق جموع المتظاهرين.

 

    • المطالبة بتغيير النظام واحترام الدستور في صلب شعارات المسيرات الحاشدة هذا الجمعة  

 

من جانبها، عرفت العديد من ولايات الوطن مسيرات سلمية مماثلة شارك فيها المئات من المواطنين من مختلف الأعمار وفئات المجتمع، لاسيما الشباب منهم، حاملين نفس الشعارات المط البة بالتغيير وبالديمقراطية ومحاربة الفساد والرشوة وبوجوه جديدة في تسيير شؤون البلاد.

فبشرق البلاد، تجمع حشد من المواطنين بوسط ساحة الشهداء (قسنطينة) ليجوبوا بعدها شوارع محمد بلوزداد وعبان رمضان ثم العودة مجددا إلى نقطة الانطلاق، مرددين أناشيد وطنية ومعبرين عن رفضهم للقرارات الرئاسية الاخيرة المتعلقة خصوصا بتأجيل الانتخابات وتنظيم ندوة وطنية جامعة.

وبتبسة، نظم مئات المواطنين مسيرة سلمية عبر الشوارع الرئيسية لوسط المدينة، حاملين الأعلام الوطنية ولافتات تحمل عبارات "لا للتأجيل" و"نعم للعدالة والتغيير" وتطالب بالتغيير والإصلاحات.

وتكررت نفس المشاهد بولايات أخرى، على غرار ميلة، قالمة، خنشلة، عنابة، سكيكدة وسطيف التي سار بها آلاف المواطنين عبر الشوارع الرئيسية لعواصم هذه الولايات وطالبوا بـ "دولة القانون" و"الإصلاحات السياسية"، ونفس المطالب رفعها المتظاهرون بأم البواقي، الطارف، سوق أهراس، برج بوعريريج، المسيلة وباتنة.

وشهدت بدورها ولايات وسط البلاد مثل تيزي وزو، البويرة، بجاية، البليدة، عين الدفلى، بومرداس، المدية وتيبازة مسيرات مماثلة طالب خلالها المتظاهرون بتغيير النظام ورددوا هتافات تدعو إلى "تكريس سيادة الشعب".

كما خرج آلاف المواطنين بمختلف ولايات غرب الوطن إلى الشوارع للمطالبة باحترام الدستور والعهدات الرئاسية مثلما كان عليه الشأن بوهران، التي شهدت شوارعها الكبرى توافدا كبيرا للمواطنين في مسيرات سلمية حملت المطالب ذاتها. وقد تجمع المتظاهرون بمفترق الطرق لجسر "أحمد زبانة" وكذا بساحة "أول نوفمبر " قبل المضي نحو نهج جيش التحرير الوطني (واجهة البحر) مرورا بشارعي الامير عبد القادر ومعطى محمد الحبيب.

وعرفت ولايات سعيدة، تيارت، سيدي بلعباس، مستغانم ومعسكر عنوانها الابرز "التغيير" و"رفض تأجيل الانتخابات".

وبجنوب الوطن، عرفت المسيرات مشاركة أعداد كبيرة من المواطنين مقارنة بالمسيرات الثلاث السابقة، حيث خرج المواطنون من كل فئات المجتمع مطالبين بـ "التغيير السياسي العميق". وهو نفس المشهد الذي عاشته الولايات الجنوبية الكبرى على غرار ورقلة، الوادي، تندوف، الاغواط، غرداية وأدرار، حيث عبر المواطنون عن رفضهم لكل أشكال التدخل الاجنبي في الشؤون الداخلية للجزائر.

 

    • توقيف 75 شخصا إثر أحداث عنف وسرقة وتخريب ممتلكات بالعاصمة

 

إلى ذلك أحصت المديرية العامة للأمن الوطني إصابة 11 شرطي بجروح خفيفة خلال المسيرات التي خرجت الأمس في العاصمة، وقالت المديرية العاملة للأمن الوطني في بيان لها أن مصالح الشرطة أوقفت 75 شخص من المخربين، وقال البيان أن مصالح الشرطة سجلت أحداث عنف وتكسير للممتلكات العمومية والخاصة في بعض أحياء العاصمة.

إكرام. س/ كنزة. ع

 

من نفس القسم الحدث