دولي
بعد 60 غارة إسرائيلية.. هدوء حذر وترقب بغزة
وساطة مصرية توقف التصعيد في غزة والوفد غادر في أعقاب الضربات الإسرائيلية
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 16 مارس 2019
• القسام والجهاد والألوية ينفون مسؤوليتهم عن صواريخ "تل أبيب"
• حماس: الاحتلال يتحمل المسؤولية عن التصعيد على غزة
يخيم هدوء حذر على قطاع غزة منذ الساعات الأولى لصباح أمس الجمعة، بعد 5 ساعات من العدوان الإسرائيلي تخللها شن عشرات الغارات نجم عنها 4 إصابات ودمار كبير في الممتلكات، وسط ترقب لما تحلمه الساعات القادمة، وأفادت مصادر إعلامية هناك، أن هدوءًا حذرًا يخيم على القطاع منذ ثلاث ساعات ونصف وحتى نشر هذا الخبر (9:00 صباحا)، في حين لا تزال سماء غزة ملبدة بطائرات الاحتلال ما ينذر بتجدد العدوان، وأعلنت وزارة الصحة بغزة إصابة 4 مواطنين بجراح وحروق مختلفة منها رجل وزوجته برفح وإصابتان بغزة.
شنت طائرات الاحتلال أكثر من 60 غارة خلال الساعات الماضية شملت جميع أرجاء قطاع غزة، واستهدفت منازل سكنية ومنشآت مدنية منها مقر للأسرى ومواقع للمقاومة وأراضٍ زراعية، وفي بيانٍ له صباح أمس، أعلن جيش الاحتلال أن طائرات ومروحيات حربية وقطعًا طائرة تابعة له شنت غارات على نحو 100 هدف في أنحاء قطاع غزة، وزعم أن من هذه الأهداف مركز مكاتب مقرّ الضفة التابع لحركة حماس في حي الرمال وسط مدينة غزة، إلى ذلك، دوّت صافرات الإنذار في مستوطنات "غلاف غزة" عقب إطلاق المقاومة رشقات صاروخية باتجاه عددٍ من المواقع العسكرية، رغم القصف الصهيوني والتحليق المكثف لطائرات الاحتلال.
وأعلنت قوات الاحتلال سقوط قذيفة هاونٍ داخل منطقة مفتوحة في المجمع الاغتصابي "أشكول"، وجاءت الغارات بعد انتهاء جلسة طارئة لأجهزة أمن الاحتلال ترأسها رئيس الحكومة "الإسرائيلية" بنيامين نتنياهو في مقر وزارة جيش الاحتلال بعد الإعلان عن رصد صاروخين في سماء "تل أبيب" والزعم أنهما أطلقا من قطاع غزة. ولاحقا حمل الاحتلال حماس المسؤولية عن إطلاق الصاروخين.
وذكرت وسائل إعلام عبرية أن الاحتلال اتخذ قرارا بشن عدوان على قطاع غزة لا يفضي إلى مواجهة شاملة وفق زعمها، '"ونفت الأجنحة العسكرية للمقاومة مسؤوليتها عن إطلاق الصواريخ تجاه "تل أبيب"، في حين أعلنت وزارة الداخلية بغزة فتح تحقيق فيما حدث.
وقالت الوزارة في بيانٍ مقتضب: إنها "تُتابع إطلاق صواريخ من قطاع غزة خارج عن الإجماع الوطني والفصائلي، مساء الخميس الماضي، وستتخذ الوزارة إجراءاتها بحق المُخالفين".
واستهدف الطيران الحربي منطقة الميناء البحري غربي خان يونس جنوب القطاع بعدد من الصواريخ، فيما قصف موقع بدر التدريبي جنوبي مدينة غزة بعدد من الصواريخ.وإلى الجنوب من مدينة غزة قصفت طائرات الاحتلال موقعا للشرطة البحرية بعدد من الصواريخ.
وبالتزامن مع القصف الإسرائيلي، ذكرت مصادر إعلامية إسرائيلية أن قذيفة هاون أطلقت من غزة وسقطت في منطقة مفتوحة في مجمع "أشكول" الاستيطاني. وقبيل القصف انتشرت طائرات الاستطلاع الإسرائيلية بكثافة في سماء القطاع.ووصلت إصابتان خطيرتان إلى مستشفى الأوروبي جنوب قطاع غزة، كانت الأولى لمواطنة حامل بترت يداها، وقد وصفت بالخطيرة، بينما أصيب زوجها بجراح متوسطة.وقد أصيب الزوجان بعد استهداف منزلهما الواقع بالقرب من موقع الحشاشين العسكري بصاروخ استطلاع، وتعاملت الطواقم الطبية مع الإصابات وفق تصريح مدير المستشفى، محمد أبو هلال.واستهدف الطيران الحربي الإسرائيلي بسلسلة من الغارات مواقع إضافية في القطاع، حيث طاولت الغارات موقع كتائب المجاهدين في القرية البدوية وموقع فلسطين شمال القطاع، بينما استهدفت الغارات بثلاثة صواريخ مبنى "المكتب التنفيذي لوزارة الأسرى" غربي مدينة غزة.وشنت المقاتلات الإسرائيلية كذلك مجموعة غارات على موقع الحشاشين شمال مدينة رفح، جنوب قطاع غزة، وموقع اليرموك شرقي الشجاعية، وموقع بدر، والقادسية إلى جانب استهداف أراض زراعية شرق دير البلح وسط قطاع غزة، وشرق مدينة رفح جنوب القطاع.كذلك تم استهداف أرض زراعية بجوار جبل الريس شرق حي التفاح شرقي غزة، وأخرى شرق المغازي وسط قطاع غزة، وأرض زراعية في المنطقة الشرقية لخان يونس جنوب قطاع غزة.
بدورها ردت المقاومة الفلسطينية على التصعيد الإسرائيلي بسلسلة رشقات صاروخية استهدفت مستوطنات غلاف غزة، فيما سمع دوي انفجارات في "سديروت" و"شعر هنيغف" وفق الإعلام الإسرائيلي.وأعلنت "سرايا القدس"، الذراع العسكرية لحركة "الجهاد الإسلامي"، حالة النفير العام عقب التصعيد الإسرائيلي، موضحة في بيان مقتضب أن "العدو قد فهم صمتنا خطأ، وتمادى في عدوانه وبطشه ضد أبناء شعبنا ومقاومته، ويبدو أن العدو لم تصله رسالة المقاومة جيدا".
من جهته، اتهم المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، "حماس" رسمياً بأنها المسؤولة عن إطلاق الصاروخين مساء أمس باتجاه تل أبيب.وذكر موقع "هآرتس" أن الاحتلال أقر بأنه استهدف منذ مساء أمس أول 100 هدف تابع للحركة من مقار وقواعد ومكاتب مختلفة.
وبحسب الإذاعة الإسرائيلية، فقد أطلقت ثماني قذائف باتجاه مستوطنات غلاف غزة، وأن صفارات الإنذار انطلقت في السابعة من صباح الجمعة في بلدة سديروت ومستوطنات المجلس الإقليمي شاعر هنيغف، وأعلن الجيش عن إطلاق ثلاث قذائف باتجاه سديروت، تم اعتراض قذيفتين منها.ولاحقاً قالت الإذاعة الإسرائيلية، إنّ تقديرات جيش الاحتلال، تفيد بأنّ إطلاق الصاروخين باتجاه تل أبيب، "كان بطريق الخطأ من قبل جهة ما في حركة حماس، ولم يكن مقصوداً". وأضافت الإذاعة أنّ "ذلك لا ينفي مسؤولية الحركة عن العملية".وقال موقع "معاريف"، في هذا الصدد، إنّ التقديرات ترجّح حدوث إطلاق الصاروخين، "بخطأ فني".إلى ذلك، وبحسب تقرير للمراسلة العسكرية، فإن التقديرات الإسرائيلية تشير إلى أن الطرفين، الإسرائيلي والفلسطيني غير معنيين بالتصعيد في المرحلة الحالية.
في المقابل، استغل وزير الأمن الأسبق، أفيغدور ليبرمان، عملية إطلاق الصاروخين على تل أبيب، داعياً إلى اتخاذ رد عسكري حاسم ووقف ما سماه بمحاولات "حماس" فرض "أتاوة" على إسرائيل في أوج المعركة الانتخابية، داعياً إلى الفصل بين مواجهة "حماس" وبين المعركة الانتخابية، التي تدور رحاها في إسرائيل بانتظار الانتخابات المقررة للتاسع من نيسان المقبل.
من جهته، قال محرر الشؤون الحزبية، في الإذاعة الإسرائيلية، إن التصعيد الحالي يضع نتنياهو أمام معضلة، لأنه يضرب صورته باعتباره رجل الأمن الأول في مواجهة "حماس"، لا سيما أن التصعيد يأتي في وقت يشغل فيه الأخير منصب وزير الأمن من جهة، ووجود جنرالات ورؤساء أركان في الحزب المنافس له ممن لا يستطيع نتنياهو التشكيك بخبراتهم العسكرية والأمنية.
وكانت مصادر في "الجهاد الإسلامي"، نفت في وقت سابق أن تكون هي من أطلقت الصاروخين، بعد اتهام إسرائيلي أولي لها بهذا الشأن.ونفت "كتائب الشهيد عز الدين القسام"، الذراع العسكرية لحركة "حماس"، مسؤوليتها عن الصواريخ التي أطلقت الليلة باتجاه العدو.
• حماس: الاحتلال يتحمل المسؤولية عن التصعيد على غزة
إلى ذلك حمّل الناطق باسم حركة "حماس" فوزي برهوم، الاحتلال الصهيوني المسؤولية عن التصعيد على غزة، وقصف واستهداف المدنيين ومواقع المقاومة.وقال برهوم، في تصريحٍ له الجمعة: إن هذه الاعتداءات "جريمة إضافية تضاف إلى سجل الاحتلال الإجرامي بحق شعبنا الفلسطيني ومقاومته الباسلة يتحمل تبعاتها ونتائجها".
وأشار إلى أن الاحتلال يهدف إلى تصدير أزماته الداخلية وخلط الأوراق وصناعة أزمات جديدة لأهلنا في القطاع.وشدد على أن المقاومة الفلسطينية تعرف طريقها في التعامل مع هذا الكيان المجرم وكسر معادلاته، ولن تتخلى عن واجبها الوطني والأخلاقي في حماية أبناء شعبنا والدفاع عنه.
وأكد أن المقاومة "لن تسمح مطلقا بأن تكون الساحة الفلسطينية والدم الفلسطيني مادة للتنافس الإسرائيلي على كسب الأصوات، وعلى الكيان الصهيوني أن يعيد قراءة المشهد جيدا".
• السرايا تعلن رفع الجهوزية والنفير العام للتصدي للعدوان
في حين أعلنت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، رفع الجهوزية والنفير العام في صفوف مجاهديها للتصدي للعدوان الصهيوني.
وقالت السرايا في بيانٍ عسكري، "رغم استجابتنا وتعاطينا مع الجهود المصرية بشكل كبير، تعلن سرايا القدس رفع الجهوزية والنفير العام في صفوف مجاهديها للتصدي لهمجية الاحتلال، وسيتحمل الاحتلال نتائج هذا العدوان".وأضافت "على ما يبدو أن العدو قد فهم صمتنا خطأ، وأنه قد تمادى في عدوانه وبطشه ضد أبناء شعبنا ومقاومته، ويبدو أن العدو لم تصله رسالة المقاومة جيدا".