دولي

الفلسطينيون يدعون لحماية الأقصى: "‎لن تسكت المآذن"

يصعد الاحتلال من اعتداءاته على الأقصى

    • دعوات للتصدي للمستوطنين الخميس والنفير للأقصى الجمعة

 

في الوقت الذي أعادت فيه سلطات الاحتلال الإسرائيلي فتح أبواب المسجد الأقصى بعد ساعات على إغلاقه إثر ادعاء الاحتلال بتعرض مركز لشرطته قبالة قبة الصخرة لهجوم بالزجاجات الحارقة والمفرقعات، وما تبعه من اعتداء على المصلين وتوتر ساد الأقصى والبلدة القديمة ومحيطها، يواصل الفلسطينيون دعواتهم لحماية المسجد الأقصى المبارك، بالتزامن مع الدعوات التي أطلقها المستوطنون لاقتحام باحات المسجد الأقصى، وتحديداً مصلى باب الرحمة، اليوم الخميس.

كتب أيمن جاد الله على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "‏بينما الحكومات العربية والإسلامية تهرول للتطبيع مع الكيان الصهيوني.. تبقى ثُلة مقدسية تدافع عما تبقى من شرف الأمة"، مرفقاً منشوره بوسمي "‎#لن_تسكت_المآذن"، و"‎#المسجد_الأقصى".وغرّدت روان هديب تعقيباً على أحداث الأقصى: "‏للبيتِ ربٌّ يحميه، وشعبٌ يفديه، لن ينتصر للأقصى أحد سوى فلسطينيي الداخل والخارج، أما خونة العرب فما زالوا ينتظرون سقوط شعب التضحيات ليتبارزوا في ذبحه"، مرفقةً منشورها بوسوم "‎#الأقصى_في_خطر"، و"‎#لن_تسكت_المآذن"، و"‎#افتحوا_المعابر".

المرابطات في المسجد الأقصى ومنهن من أبعدن عنه على خلفية الأحداث التي شهدها باب الرحمة خلال الأسبوعين الماضيين، دعون لحماية المسجد الأقصى ونصرته. إذ كتبت المرابطة هنادي الحلواني، على حسابها على "فيسبوك": "بفضل الله فتحت أبواب الأقصى فجراً ورفع أذان الفجر، وباب الرحمة مفتوح #احموا_نصركم #هبة_الرحمة_مستمرة". 

بدوره، وصف الشيخ عزام الخطيب، مدير عام أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى، الوضع اليوم بأنه "هادئ تماماً بالرغم من الاقتحامات المستفزة للمستوطنين".وأكد الخطيب في حديث لـ"العربي الجديد"، أن "جميع أبواب المسجد الأقصى فتحت منذ صلاة الفجر، وتمكن موظفو الأوقاف والمصلون من دخوله كالمعتاد، بمن فيهم حراس الوحدة الليلية الذين عادوا إلى مواقع عملهم داخل المسجد".

وأكد مجلس الأوقاف الإسلامية في القدس، على موقفه الثابت باعتبار مبنى مصلى باب الرحمة جزءا لا يتجزأ من المسجد الاقصى، ومواصلة فتحه لأداء الصلاة فيه والعمل الفوري على تعميره وترميمه من قبل دائرة الأوقاف الإسلامية ولجنة إعمار المسجد الأقصى المبارك، باعتبارهما الجهة المسؤولة وصاحبة الاختصاص في ذلك، دون تدخل من قبل سلطات الاحتلال بأي شكل من الأشكال.

وأكد المجلس في بيان صادر عنه أعقب اجتماعاً طارئاً له، على مواقفه السابقة بالتمسك بحق المسلمين وحدهم في المسجد الأقصى بجميع مصلياته وساحاته ومرافقه وما دار عليه السور فوق الأرض وتحت الأرض.

وثمن المجلس مواقف الملك الأردني عبد الله الثاني "الداعمة والمساندة للدفاع عن المسجد الأقصى المبارك"، مؤكداً على قناعته بأن الملك "لن يتوانى عن تحمل مسؤولياته الدينية التاريخية في الدفاع والمحافظة على المسجد الأقصى، والعمل على إلغاء جميع أوامر الإبعاد والاعتقال التي طاولت عدداً من مسؤولي وموظفي الأوقاف الإسلامية وحراس المسجد الأقصى المبارك والمرابطين والمرابطات".

وحيا المجلس "الوقفة المشرفة التي سطرها أهل القدس وعموم فلسطين في دفاعهم وتصديهم للعدوان على المسجد الأقصى، والتي كان لها أكبر الأثر في إلزام سلطات الاحتلال على إعادة فتح المسجد الأقصى المبارك". كما أهاب بهم "مواصلة رباطهم وشد الرحال إلى المسجد الأقصى المبارك لما يشكله هذا الرباط من أثر بالغ في تفويت الفرصة على الاحتلال ومستوطنيه من تحقيق مخططاتهم العدوانية التي تحاك ضد المسجد الأقصى (الحرم القدسي الشريف)".

وقال مجلس الاوقاف إنه "عقد اجتماعاً طارئاً في إطار انعقاده الدائم، استعرض فيه الاعتداءات الوحشية المتواصلة على المسجد الأقصى المبارك والتي كانت آخرها الثلاثاء الماضي، إثر الحادث المفتعل، حيث قامت أعداد كبيرة من القوات الخاصة والشرطة الإسرائيلية باقتحام مسجد قبة الصخرة المشرفة بأحذيتهم والاعتداء بصورة وحشية على المصلين من الرجال والنساء وكبار السن والمقعدين، وكذلك الاعتداء على الشخصيات الدينية واقتحام المكاتب وتفتيشها وإخراج المصلين بالقوة وإفراغ المسجد من جميع العاملين والموظفين والحراس وإغلاقه ومنع رفع الأذان وإقامة الصلاة فيه".

واستنكر المجلس ودان وشجب بأشد العبارات "هذا العدوان المبيت والمخطط له، والذي يعتبر انتهاكاً واضحاً لحرمة المسجد الأقصى المبارك واستفزازا لمشاعر المسلمين واعتداء على حرية العبادة".

وكان القيادي في حركة "فتح"، عضو مجلس الأوقاف، حاتم عبد القادر، قد أفاد في وقت سابق، في اتصال مع لـ"العربي الجديد"، بأن اجتماعاً طارئاً للمجلس سيعقد قبل ظهر في مقر القبّة النحوية، يخصص لبحث العدوان الأخير على المسجد والمصلين أمس من قبل قوات الاحتلال التي تذرعت بحريق مفبرك ومفتعل داخل أحد مخافرها، مدعية أن هجوماً بالمفرقعات استهدفه.

 

    • يشدد مجلس الأوقاف على أن موقفه واضح بخصوص مصلى الرحمة، مؤكداً أنه لن يغلق من قبل الاحتلال مرة ثانية

 

وشدد عبد القادر على أن ما جرى كان مدبراً ومبيتاً، وهو ما تشير إليه جميع المعطيات على الأرض، مضيفاً أن الاحتلال رغم ذلك يريد بحسب ما يبدو، فرض أمرٍ واقع آخر داخل الأقصى، خاصة في منطقة باب الرحمة.

ورداً على سؤال حول ما تناقلته وسائل إعلام إسرائيلية من أنباء عن اتفاق يقضي بإغلاق مصلى الرحمة لأغراض الترميم والتأهيل، قال عبد القادر: "موقف مجلس الأوقاف واضح بهذا الشأن. مصلى الرحمة لن يغلق ثانية. إن بدأت أعمال الترميم والتأهيل، فسيتم حتماً إغلاقه، لأنه لا يمكن للمصلين وبوجود مواد الترميم وأدواته وسقالات البناء أن يؤدوا صلواتهم داخله، حيث لن يتسع المكان لوجود مصلين. لكن بعد ذلك، فإن استخدامات المقر سواء لغرض الصلاة أو أي استخدام آخر، أمر تقرره دائرة الأوقاف وحدها وهي المسؤولة عن شؤون إدارته، ولا مانع عندئذ من أن يكون واحداً من الأماكن التي تشملها السياحة الأجنبية للأقصى، لأن هذه السياحة تتم إلى الأقصى يومياً وتشمل جميع مرافقه".

من جهة أخرى، واصل المستوطنون، اقتحاماتهم للمسجد الأقصى بالعشرات، بحماية القوات الخاصة في شرطة الاحتلال، فيما جددت منظمات الهيكل المزعوم دعواتها لأتباعها وأنصارها لاجتياح الأقصى ومصلى الرحمة، الخميس، بالآلاف تحت شعار "معاً نمنع المسلمين من السيطرة على باب الرحمة".

أما الكاتب المقدسي راسم عبيدات، فكتب على "فيسبوك": "الحالة الشعبية هي صمام الأمان لحماية الأقصى، ومنع وإفشال أية صفقات تتجاوز مطالب الحالة الشعبية".

 

    • دعوات للتصدي للمستوطنين الخميس والنفير للأقصى الجمعة

 

دعت مجموعات شبابية مقدسية للحشد والتواجد في باحات المسجد الأقصى ومصلى الرحمة الخميس، وذلك تصديا لدعوات المستوطنين باقتحام المسجد الأقصى.كما دعت اللجان الشعبية للدفاع عن الأقصى، والمؤسسات والهيئات المقدسية للنفير العام وشد الرحال للأقصى ويوم غد الجمعة 15/3/2019.كما شددت اللجان على ضرورة الحشد بقوة والرباط في الأقصى لمنع أي مخططات من الاحتلال لتثبيت وقائع جديدة داخل الأقصى ومصلى باب الرحمة.وأكدت اللجان الشعبية والهيئات المقدسية على أنَّ الرد على جرائم الاحتلال بإغلاق الأقصى، والاعتداء على المرابطات والمرابطين، واعتقال عدد منهم وإبعادهم سيواجه بمزيد من الرباط والحشد في الأقصى.

 

    • رابطة العلماء تستنفر طاقات الأمة للدفاع عن الأقصى

 

وقالت رابطة علماء فلسطين: إن "الدفاع عن المسجد الأقصى المبارك واجب شرعي على جميع المسلمين، وقد آن أوان النفير".وقالت الرابطة في بيان لها الأربعاء: "يا أهل القدس أيها المرابطون الصابرون، لقد آن أوان النفير، يا أهل فلسطين الداخل عام 48، وفي ضفتنا الغالية، لقد آن أوان النفير، أيها المجاهدون في غزة العزة والصمود لقد آن أوان النفير.وأضافت: إن "الأقصى الآن في خطر شديد لم يسبق له مثيل، فلقد آن الأوان لكي ننصر أقصانا، قبلتنا الأولى، وإننا شعب مسلم ننتمي إلى الأقصى ديانةً وقرآناً وسنةً وعقيدةً، وإن الدفاع عن الأقصى أصبح في هذه الأيام في ذروة الواجبات التي فرضها الله تبارك وتعالى علينا".وأوضحت الرابطة أن الذي يجري في الأقصى هو وصمة عار على جبين الأمة، وإن خذلان الأقصى هو وصمة عار على جبين أولئك المتخاذلين، الذين يفرطون بمسرى نبيهم صلى الله عليه وسلم، إن خذلان القادة الذين يريدون أن يطبعوا مع هذا العدو؛ هو خذلان للأقصى المبارك الذي هو جزء من ديننا.وأشارت الرابطة أن "أرباب التنسيق الأمني الذين يكبلون المقاومة ويضعونها في غياهب السجون، ويلاحقون الأبطال، ويتآمرون على الشعب ويجوعونه، أولئك هم الذين يجرؤون المحتل على مقدساتنا وشعبنا".

وختمت: "إننا علماء فلسطين نقول لعدونا المحتل الغاصب لا تفرح كثيراً؛ فإن الصليبيين الذين سبقوك لما منعوا الصلاة في الأقصى كان ذلك سبباً في زوال دولتهم، وإن منعك للصلاة والأذان لأقصانا المبارك سيعجل من زوال كيانك الغاصب".

من نفس القسم دولي