دولي
على أعتاب عامها الثاني.. ما هو مستقبل مسيرات العودة؟
تمثل هاجس قلق للاحتلال
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 12 مارس 2019
على أعتاب عامها الثاني، لا زالت مسيرات العودة الكبرى، التي أطلقها الكل الفلسطيني في قطاع غزة تمثل هاجس قلق للاحتلال، مع التحكم الفلسطيني بوتيرة تصعيدها وهدوئها، وطبيعة الأدوات الممكنة لإحداث حالة من القلق والاستنزاف المستمر للاحتلال الصهيونية على طول الحدود الشرقية للقطاع، تلك المسيرات التي أحدثت تحولاً في طبيعة الصراع بين قطاع غزة والاحتلال الصهيوني، إذ أجمع محللون سياسيون أنّ تلك المسيرات أربكت حسابات الاحتلال، "حيث لم يكن في حسبانه أن يأتي يوم ويشهد تسونامي بشري".
الهيئة الوطنية الوطنية العليا لمسيرات العودة وكسر الحصار في غزة، أعلنت أن يوم الثلاثين من آذار القادم، سيكون مليونية فلسطينية غير مسبوقة، وذلك بالتزامن مع مرور سنة على مسيرات العودة، وقالت الهيئة في مؤتمرٍ سابقٍ لها إنّها لن تتراجع عن المسيرات البرية والبحرية، حتى تحقيق أهدافها، مشددة على أن مسيرات العودة، هي حراك سلمي يخوضه الشعب الفلسطيني لانتزاع حقوقه.
ويُصادف يوم الثلاثين من آذار المقبل، الذكرى السنوية الأولى لمسيرات العودة، وذكرى يوم الأرض، حيث شارك الفلسطينيون في غزة بـ50 جمعة على التوالي حتى اليوم، حيث ارتقى قرابة الثلاثمائة شهيد، وآلاف الجرحى منذ انطلاقها.
الكاتب والمحلل السياسي إياد القرا، أكّد أنّ مجرد مرور عام على استمرار هذه المسيرات في سياق استمرار جماهيري على المشاركة فيها، يعدُّ تحديًّا وإنجازا كبيرا لشعبنا ولقضيته.
وأشار القرا في حديثه لأحد المواقع الإخبارية الفلسطينية أنّ الرهان على فشل أو احتواء تلك المسيرة، وأنها لن تدوم طويلاً بانتهاء المواقف التي تعتمد عليها من خلال القمع أو الاعتداء أو عدم صمود الجماهير في ظل تغير الأحداث والظروف.
ويوضح المحلل السياسي، أنّ ما ينتظر مسيرات العودة في عامها الثاني هو تطوير أدواتها وتعزيز الإيجابي منها ومعالجة السلبي، مضيفاً: "أعتقد أنّ هناك حالة تقييم مستمرة من هيئة المسيرة من أجل الخروج ببرنامج أكثر وضوحاً وتركيزاً".
ويعتقد القرا، أنّ الدخول بقوة في مسيرات العودة بعامها الثاني سيعجل في نجاح طرح القضية على المستوى السياسي والإنساني على مستوى العالم، وسيشكل تحديًّا كبيراً لما تشكله تلك المسيرات من حالة قلق للاحتلال.المحلل السياسي إبراهيم المدهون، يعتقد أنّ مسيرات العودة شكلت إنجازاً كبيراً للقضية الفلسطينية بما حملته من حراك كان الأقوى خلال مسيرة النضال الفلسطينية، لافتاً إلى أنّها باتت ترسم حدود المشهد الفلسطيني وتعيد للشارع قوته في تحديد المصير.
ويطرح المدهون عبر "المركز الفلسطيني للإعلام" عدداً من السيناريوهات للمرحلة الحالية، سيما فيما يتعلق بمسيرات العودة، وقد حاز سيناريو استمرارها وتصاعدها وديمومتها على المرتبة الأولى، حسب المدهون، وقال: "بات من الصعب التراجع أو كبح جماح الجماهير دون أي ثمن واضح وبارز".
ويشير إلى أن السيناريو الثاني، هو الوصول إلى حالة من الهدوء مقابل رفع الحصار من خلال التدخلات السياسية الإقليمية والدولية، مما قد يؤدي إلى هدوئها، ولكنها تبقى أداة وورقة ضغط متوفرة إذا ما تخلف الاحتلال.
واستبعد المدهون، الخيار الرابع الذي يشير فيه إلى الوصول إلى مرحلة الاشتباك الكامل مع العدو الصهيوني بما فيها الاشتباك المسلح، في ظل تنكر الاحتلال للحق الفلسطيني وتخلفه عن أي تفاهمات، ويعتقد الكاتب والمحلل السياسي، أنّ الأيام القادمة سترسم ملامح هذه المسيرة، وسيكون يوم 30 مارس (يوم الأرض) حاسماً في حال كانت المشاركة بشكل واسع وكبير، وسترسل رسالة للاحتلال أن أفضل خيار هو الاعتراف بحق الشعب الفلسطيني، والاستجابة لمطالب المسيرة.