الحدث

الحراك الشعبي يفاقم أزمة "الدينار"؟!

أزمة سيولة في أسواق العملة الصعبة وطوابير لتجار ورجال الأعمال لحماية قيمة أموالهم

واصلت أسعار العملات الأجنبية في الارتفاع، في الفترة الأخيرة، بسبب تداعيات الحراك الشعبي الرافض للعهدة الخامسة وإقبال عدد كبير من رجال الأعمال والتجار على حماية قيمة أموالهم بتغييرها إلى الأورو والدولار، وهو ما خلق أزمة سيولة في أسواق العملة الصعبة قد تتفاقم أكثر في الأيام المقبلة وتعمق من أزمة "الدينار".

وقد انتعشت السوق السوداء للعملات الأجنبية، في الفترة الأخيرة، وسط توقعات بأزمة سيولة خانقة خلال الفترة المقبلة في حال تفاقم الأوضاع أكثر، ولجوء رجال الأعمال إلى تحويل أموالهم إلى الخارج بالعملة الصعبة. وتأثرت أسعار صرف العملات في السوق السوداء بالضغط الذي خلفه ارتفاع الطلب على العملات الأجنبية، حيث ارتفع سعر صرف العملة الأمريكية من 185 دينارا للدولار نهاية جانفي إلى 192 دينارا حاليا، أما بالنسبة للعملة الأوروبية الموحدة (اليورو) فقد قفزت من 205 دنانير إلى 220 دينارا، أما الجنيه الإسترليني فقد استقر عند 224 دينارا بعدما كان عند 218 دينارا قبل شهر من اليوم. ويتوقع باعة العملة الصعبة أن تواصل الأسعار ارتفاعها في الأيام القادمة، فالطلب سيرتفع لعدة أسباب، أوّلها ما تعيشه البلاد، وثانيا اقتراب شهر رمضان وبداية موسم العمرة، مشيرين أن السوق تشهد إقبالا كبيرا، منذ قرابة أسبوعين، بالتزامن مع حراك الشعب ضد العهدة الخامسة للرئيس عبد العزيز بوتفليقة، خاصة على اليورو، ثم في المرتبة الثانية الجنيه الإسترليني، أما الدولار فلا يزال محل طلب من طرف المستوردين وبعض الأجانب الماكثين في البلاد. ويوجد تخوف كبير في الأسواق الموازية للعملة الصعبة من نقص فادح في العرض مقابل انفجار في الطلب، كون الأوضاع المضطربة حاليا لن تشجع ممولي الشباب الناشط في السوق الموازية للعملة الصعبة، على مواصلة شراء كميات كبيرة من الدينار، فهم أيضا يتخوفون من الحراك الحالي ومن أن تحبس أموالهم وتفقد قيمتها بالدينار. من جهتهم يتخوف الخبراء الاقتصاديون من اتساع رقعة ارتفاع الطلب على العملات الأجنبية لتمس البنوك، ما قد يخلق أزمة سيولة حادة، خاصة أن الحراك الحالي جاء متزامنا مع موسم العمرة واقتراب شهر رمضان، وهما أصلا موسمان يرتفع فيهما الطلب على العملة الصعبة إلى مستويات كبيرة.

دنيا. ع

من نفس القسم الحدث