الفريق أول شنقريحة يعبر عن ارتياحه لمستوى التعاون العسكري "الجزائري – الإيطالي"
- نشر في 02 أكتوبر 2024
• موسى تواتي يحذر من عواقب "العصيان المدني"
• المغتربون بسويسرا وتونس يتظاهرون ضدّ ترشيح بوتفليقة
• خبير من الحلف الأطلسي: الجزائر قادرة على إدارة التحديات التي تواجهها
دفعت السلطة من خلال الحكومة بخيار المواجهة للعلن بينها وبين الرافضين للعهدة الخامسة لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة من خلال خطوات وإجراءات وصفها مراقبون بكونها ستؤجج حراك الشارع بقوة قبل حلول تاريخ الـ 13 من شهر مارس الحالي الذي يتزامن مع صدور القائمة المعنية بالمنافسة على سباق كرسي قصر المرادية في اقتراع الشهر الداخل، وخلقت قرارات العطلة الإجبارية للطلبة الجامعيين حالة من البلبلة والرفض الشعبي لها طوال نهار أمس والذي سبق التوجه نحو عصيان مدني طالبت به بعض الجهات في انتظار ما سيحمله نهار اليوم من رهان على فاعليته من عدمها، بالمقابل عرف الشارع الجزائري أمس هدوءً بعد حراك الجمعة الكبير الذي صنع الحدث محليا ودوليا بينما عرفت شوارع بعض الدول الأجنبية التي تتواجد فيها الجالية استمرار التنديد بالعهدة الخامسة على غرار ما حدث في سويسرا وتونس.
سيكون الجزائريون اليوم مع موعد حاسم حول آليات التصعيد الممكنة تجاه المطالب التي سبق وأن رفعوها للسلطة القائمة ولرئيس الجمهورية تحديدا الذي يرفض البعض ترشحه لعهدة رئاسية جديدة، حيث استمرت في الساعات الماضية نداءات مجهولة المصدر عبر مواقع التواصل الاجتماعي تنادي بعصيان مدني اليوم وشل مختلف القطاعات على مدار الأيام الخمسة القادمة كتصعيد منهم، وبدا رد الحكومة من خلال وزارة التعليم العالي والبحث العلمي التي دفعت الطلبة الجامعيين لعطلة إجبارية تبدأ من اليوم وتستمر على مدار 21 يوما وجها من أوجه التخبط التي تعيشه السلطة في الوقت الراهن، فالإجراء وصف من قبل مراقبين بأنه غير مسبوق وأن الهدف منه تفادي المزيد من المظاهرات والاحتجاجات في الشارع الجزائري خاصة العاصمة، إلا أنها تناست مسألة مهمة أولا وهي ضمان عودة هؤلاء إلى منازلهم وولاياتهم وعدم بقائهم في العاصمة لتجسيد العصيان المدني الذي كان أحد خياراتهم.
ورغم الرفض الكبير لهذا التوجه من قبل الجزائريين بالنظر إلى أن الجهات التي تنادي به غير معلومة وأن المخاطر التي يحملها قرار كهذا لا يمكن توقعه إلا أن العائلات الجزائرية تعاملت معه كأمر واقع وهيأت نفسها له قبل أيام، ما يعني أن حلول تاريخ الـ 13 مارس الحالي الذي سيفصل فيه المجلس الدستوري عن قائمة المترشحين الرسميين لاقتراع 18 أفريل الداخل سيضع الجزائريين في دوامة من القلق والخوف على مستقبل البلاد في حالة ما نجح العصيان الذي طالبت به بعض الجهات المجهولة المصدر.
• موسى تواتي يحذر من عواقب "العصيان المدني"
وعن هذه المسألة حذر، رئيس الجبهة الوطنية موسى تواتي من عواقب "العصيان المدني" الذي دعت إليه بعض الأطراف، وقال إن "العصيان المدني يؤدي إلى "الثورة" و"الدماء"، مجددا دعمه للحراك الشعبي الذي تعرفه ولايات الوطن الرافض لترشح الرئيس بوتفليقة لولاية خامسة.
وأوضح المتحدث في اجتماع طارئ لمكتبه الوطني بمقر حزبه بالعاصمة أن "الأزمة وصلت إلى ذروتها والشعب خرج لاستعادة سلطته"، مؤكدا أن "الشعب في مرحلة صحوة وطنية ولا يريد أن يبقى تحت الوصاية الأبدية"، قائلا أن "مطالب الشعب هي نفس المطالب التي ينادي بها الحزب ".
ودعا المتحدث إلى " الذهاب إلى مرحلة انتقالية بقيادة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة"، قائلا أن "الجبهة طالبت ببقاء بوتفليقة شريطة إعادة السلطة للشعب عن طريق الاستفتاء وتعديل الدستور بما يخدم الجزائريين"، مفندا أن "يكون من الداعمين للعهدة الخامسة خلال رده على ما تداولته وسائل الإعلام مؤخرا".
أما فيما يتعلق بالوضع الصحي للرئيس بوتفليقة، فقال: " نادينا بمرحلة انتقالية بقيادة بوتفليقة عندما كنا لا نعرف وضعه الصحي"، مستدركا بالقول:" الوضع الصحي للرئيس لم يظهر لحد الساعة".
وفي تعليقه على الدستور وفتح العهدات أشار إلى إن "الدستور هو دستور أنظمة وليس دستور شعب، مشيرا أن الدساتير كلها تصب في إناء واحد، مسترسلا:" الدستور لا محل له من الإعراب إذا تحرك الشعب"، داعيا إلى "تأجيل الرئاسيات احتراما لموقف الشعب".
واكد تواتي على "أهمية تنظيم ندوة وطنية لوضع أرضية توافق وطني تؤسس على مخرج الحوار الوطني وتتضمن التوجهات الكبرى للدولة الجزائرية في كافة جوانبها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والمؤسساتية".
وفي نفس السياق هاجم تواتي أحزاب المولاة، قائلا أن "حزبه تعرض للتزوير في العديد من الاستحقاقات الانتخابية، كاشفا عن "وجود 17 قضية له و 80 قضية عائلية تخصه هي في أروقة المحاكم، وانتقد تواتي مناضلي "الأفانا" بخصوص أرضية الحزب والذين طالبوه – حسبه-بتخفيف لهجته مع النظام، داعيا إياهم للعودة إلى صفوف المعارضة، وعلق تواتي على حادثة تصادمه بالمحتجين خلال نزوله إلى الشارع المسيرات الشعبية والذين اتهموه بالانحياز للنظام، إلا أنه نفى ذلك قائلا إنه "حزب معارض وحزب الزوالية ".
• خبير من الحلف الأطلسي: الجزائر قادرة على إدارة التحديات التي تواجهها
إلى ذلك اعتبر خبير بمنظمة الحلف الأطلسي (الناتو) الوضع بالجزائر المتميز بمظاهرات سلمية عشية انتخابات رئاسية بظاهرة ديمقراطية عادية غير مقلقة ولا يمكن أبدا تشبيهها بما عرفته عديد الدول العربية سنتي2011 /2013، مؤكدا أن الجزائر تلعب دورا استراتيجيا في الحفاظ على الأمن والسلام العالمين.
وأوضح هذا الخبير في لقاء مع ممثلي وسائل الإعلام الجزائرية الذين زاروا مقر الحلف الأطلسي ببروكسل أن الوضع الداخلي بالجزائر المتميز حاليا بمظاهرات سلمية عشية انتخابات رئاسية ظاهرة ديمقراطية عادية وغير مقلقة وتعرفها عدة دول أوربية ومتوسطية أيضا كإيطاليا، مضيفا أن الوضع لا يدعو للقلق لأن الجزائر لديها مؤسسات ونظام ديمقراطي والشعب هو من يختار حكامه عن طريق الصندوق وبالتالي لا يمكن تشبيه الوضع بالجزائر حاليا بما عرفته دول عربية سنتي 2011 و2013 كما لا يمكن أبدا مقارنة هذا الوضع بالحراك الشعبي الذي سبق الإطاحة بالنظام الليبي لمعمر القذافي، وأوضح أن المعلومات التي ترد إلى المنظمة عن الجزائر تؤكد سلمية المظاهرات وانعدام العنف والضحايا والتجاوزات وهو ما تضمنته أيضا تقارير وسائل إعلام وطنية وأجنبية، وأضاف قائلا إن الجزائر قادرة على إدارة التحديات التي تواجهها، مشددا على ضرورة حفاظ الدولة الجزائرية على استقرارها لما له من انعكاس على دول الحلف الأطلسي.
وكشف أن الجزائر بلد جد نشيط فيما يخص الحوار السياسي والتعاون العسكري مع الحلف الأطلسي مستدلا باحتضانها لعدة تمارين عسكرية مشتركة بين الجيش الوطني الشعبي والحلف الأطلسي في اختصاصات متعددة، كما أشاد بالدور التي تلعبه الجزائر في تكوين عدة بعثات من الدول الإفريقية على مكافحة الإرهاب سواء الإرهاب التقليدي (الجماعات الإرهابية) أو الإرهاب الجديد (السيبريالي)، واعترف الخبير نفسه أن تدخل الحلف في ليبيا كان خطأ لم تحسب عواقبه، مشيرا إلى أن هذا الخطأ تتحمله كافة المجموعة الدولية من هيئة الأمم المتحدة التي أصدرت لائحة تطالب بالتدخل العسكري لإنهاء حكم معمر القذافي، كما تتحمله الجامعة العربية أيضا. وأعلن أيضا أن الحلف تلقى طلبا من رئيس المجلس الرئاسي فايز السراج بهدف تطوير الجيش الليبي وبناء جهاز المخابرات.
وبعد أن حيّا الجهود التي تقوم بها الجزائر في مجال مكافحة الهجرة غير الشرعية، أوضح المسؤول نفسه أن هذا الملف ليس من أولويات الحلف الاطلسي الذي يكتفي بتقديم قدرات دفاعية للحلفاء والشركاء في حالة استشعار خطر معين بما في ذلك الأخطار الناتجة عن تدفقات الهجرة غير الشرعية.
• المغتربون بسويسرا وتونس يتظاهرون ضدّ ترشيح بوتفليقة
ميدانيا تجمع العشرات من الجزائريين المقيمين في سويسرا أمس في وقفة سلمية احتجاجية ضد ترشيح عبد العزيز بوتفليقة لعهدة خامسة، وحمل المتظاهرون الرايات الوطنية وشعارات تندد باستمرار النظام الحاكم في الجزائر، واحتج هؤلاء أمام مقر المفوضية السامية لحقوق الإنسان في العاصمة جنيف وذلك في محاولة جديدة منهم لممارسة الضغط على السلطة للتوجه نحو التغيير الذي ينادي به المحتجون.
كما كانت العاصمة التونسية محطة لاحتجاجات بعض الجزائريين المقيمين هناك، حيث تظاهر عدد منهم في الشوارع الرئيسية لعاصمة الدولة، رددوا خلالها هتافات تندد بترشح بوتفليقة لعهدة جديد.
إكرام. س/ هني. ع