الحدث

الصحافة العالمية تعتبر حراك الجزائريين أكبر تحدي للسلطة منذ 20 سنة

في وقت تحدثت فيه وكالة الأنباء الرسمية عن مطلب "تغيير النظام"

تحدثت وكالة الأنباء الرسمية لأول مرة منذ بدء الحراك الشعبي عن مطالبة المتظاهرين بـ"تغيير النظام"، بعدما كانت تشير إلى مطالب حول "إصلاحات سياسية" و"مطالبة الرئيس بوتفليقة بالعدول عن الترشح لعهدة خامسة"، في حين استمرت الصحافة الدولية في تناول ما يحدث في الشارع الجزائري واعتبرت أغلب الصحف الغربية الكبرى ما يحدث في الجزائر بأنه أكبر تحدي تواجهه السلطة منذ 20 سنة، ورأت أن احتجاجات أمس الجمعة كانت مليونية في أغلب الولايات الكبرى للوطن.

نشرت كالة الأنباء الرسمية في برقية لها أمس حول حراك الشارع ليوم الجمعة، بالقول أن الآلاف من المواطنين خرجوا الجمعة بالجزائر العاصمة وبالعديد من ولايات الوطن في مسيرات شعبية سلمية للمطالبة بتغيير النظام وبإصلاحات سياسية عميقة، حسب ما لاحظته "وأج" بعين المكان، وأضافت الوكالة تقول في تقريرها: "وقد تميزت هذه المسيرات بتواجد مكثف للعنصر النسوي، تزامنا مع إحياء اليوم العالمي للمرأة المصادف للثامن مارس، حيث فضل بعضهن ارتداء اللباس التقليدي وسط حضور مميز لعائلات مع أطفالها، مما أضفى أجواء حضارية على هذه المسيرات الشعبية".

وتعتبر المرة الأولى التي تقر فيه الوكالة التي تعتبر ناطقا رسميا للدولة الجزائرية بأن الحراك الذي يحدث في الشارع للجمعة الثالثة يهدف لتغيير النظام وليس مجرد إصلاحات كما كانت تصفه من قبل، وهو ما يحسب لها.

في حين استمرت مختلف الوكالات الإعلامية الدولية في تناول ما يحدث في الشارع الجزائري وكتبت وكالة رويترز، في واحدة من برقياتها أن عشرات الآلاف من الجزائريين تحدوا انتشار وحدات ضخمة من شرطة مكافحة الشغب الجمعة وواصلوا مظاهراتهم الحاشدة ضد حكم الرئيس بوتفليقة مما يمثل أكبر تحد للسلطة منذ عشرين عاما، وذكرت تؤكد أنه وعلى غير المعتاد لم يدع أحد أكثر الأئمة شعبية للرئيس في خطبة الجمعة كما جرت العادة، وقصر الدعاء على ما فيه الخير للجزائر وشعبها.

في حين قال صحيفة فايننشال تايمز البريطانية أن الرد على أسابيع من الاحتجاجات في الجزائر يمثل الكيفية التي رد بها النظام المصري في 2011 على المظاهرات الشعبية آنذاك، مشيرة أن صدى الانتفاضات العربية 2011 يتردد حاليا بالجزائر، حيث يتشبث زعيم "مسن" بالسلطة بينما تنزل أعداد كبيرة من الناس إلى الشوارع مطالبين بألا يسعى الرئيس المريض لفترة أخرى.

وقال موقع دوتشيه فيليه الألماني تحت عنوان "جمعة الحسم.. الجزائر تحبس أنفاسها وتوقف خدمات النقل بالعاصمة"، أن الجزائر شهدت للجمعة الثالثة مظاهرات جديدة؛ رغم تحذير الرئيس بوتفليقة من مخاطر الفوضى. وانتشرت شرطة مكافحة الشغب بكثرة مقارنة بالجمعات الماضية تحسبا لجمعة الحسم، في حين اختارت قناة الجزيرة، نقل المسيرات على المباشر في عدّة ولايات.

كنزة. ع

من نفس القسم الحدث