الحدث

الصمود الشعبي يستمر أمام صمت رسمي

تجدد حراك الجزائريين بالملايين بأغلب ولايات الوطن للجمعة الثالثة

    • غديري، حنون والأحزاب الإسلامية مرفوضون شعبيا في العاصمة

 

تجدد يوم أمس الجمعة لثالث مرة حراك الجزائريون، السلمي الرافض للعهدة الخامسة لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، وميز حراك الأمس الذي كان قويا وفاعلا مشاركة النسوة في هذا الحراك بقوة تزامنا مع احتفالهن بعيد المرأة أين فضلن التعبير عن مواقفهن مما يحدث في الشارع الجزائري منذ فترة والمتعلق بالانتخابات الرئاسية التي يرتقب تنظيمها شهر أفريل الداخل، ورفع المتظاهرون في حراك الأمس بالجزائر العاصمة وأغلب ولايات الوطن شعارات صبت في مجملها في مطلب العدول عن ترشيح الرئيس بوتفليقة لعهدة جديدة وتغيير النظام مع التمسك بالمصلحة العليا للبلاد ورفض المغامرات والتدخلات الخارجية  مهما كان نوعها، واستمر يوم أمس الرفض الشعبي للأحزاب ورؤسائهم من الذين حاولوا الاصطفاف مع حراك الشعب حيث هتف المتظاهرون ضدّ لويزة حنون والمترشح المثير للجدل غديري وغيرهم من النواب المحسوبين على تيار المعارضة خاصة الإسلاميين.

خرج حشود الجزائريين بقوة للشارع يوم أمس بعدّة ولايات وكانت العاصمة وتحديدا في أغلب شوارعها الكبرى منذ الساعات الأولى لصباح أمس الجمعة مع موعد لتأكيد مطالبهم والمتضمنة رفض الاستمرارية التي تنادي بها الموالاة والمطالبة بضرورة تغيير النظام والتوجه نحو إصلاحات عميقة بعد ذلك للبلاد، وعبر مختلف الجزائريين عن رفضهم لما يصدر عن رئيس الجمهورية منذ الجمعة الأولى من رسائل ووعود والتزامات حيث ينتظر هؤلاء رسالة واحدة منه حسب تعبيرهم والمتمثلة في الانسحاب من الاستحقاق الانتخابي الذي يرتقب تنظيمه الشهر الداخل.

لم ينتظر المحتجون في قلب الجزائر العاصمة والتي قدموا إليها من مختلف بلديات الولاية موعد ما بعد صلاة الجمعة لاكتساح الشوارع نساء ورجالا بل تجمعوا منذ الساعات الأولى في عدة مواقع أصبحت ترمز للحراك الشعبي بها، على غرار ساحة أول ماي، البريد المركزي، وساحة أودان والطريق المؤدي إلى تيليملي أين تجمهر رجال الأمن بكثافة حيث منع هؤلاء من محاولات الوصول إلى شارك محمد الخامس ومنه صوب المرادية، خاصة مع توافد المواطنين بعد تأدية صلاة الجمعة من مختلف المساجد القريبة من هذه الأحياء ما جعل المهمة صعبة نوعا ما بسبب تعامل رجال الأمن باحترافية كبيرة مع الأوضاع إضافة إلى الوعي الكبير الذي ظهر عليه المواطنون الذين كانوا سلميين إلى أبعد حدّ، ولَم تقم مصالح الأمن بالاقتراب منهم حتى بل بقي هؤلاء على مسافة بعيدة من وقفات هؤلاء مكتفية بإعطاء إشارات بعدم التوجه نحو نقاط معينة أبرزها قصر المرادية والحكومة، رغم أن الانزال الأمني هذه المرة كان بأعداد مضاعفة باللباسين الرسمي والمدني.

 

    • الغاز المسيل للدموع لمنع الوصول إلى قصري الرئاسة والحكومة

 

غير أن بعض المشاغبين حاولوا تجاوز الحواجز الأمنية قابله إطلاق الشرطة للغاز المسيل للدموع على المتظاهرين لمنعهم من الوصول إلى مقر رئاسة الجمهورية وقصر الحكومة، وذلك من أجل تفريقهم مما خلق حالة من الذعر والازدحام ما تسببت في بعض الجروح للمحتجين وفي صفوف الشرطة أيضا.

 

    • توقيف 195 مشاغبا بالعاصمة لوحدها

 

هذا وأعلنت المديرية العامة للأمن الوطني، عن اعتقال 195 شخصا وصفتهم بـ"المنحرفين" على مستوى شارعي كريم بلقاسم وديدوش مراد الجمعة، وجاء في بيان للمديرية " سجلت المديرية العامة للأمن الوطني نهاية نهار الجمعة 8 مارس 2019، على مستوى شارعي كريم بلقاسم وديدوش مراد بالجزائر، عدد معتبر من المنحرفين انضموا إلى المظاهرة من أجل القيام بأعمال تخريبية"، وأضاف البيان "تدخل قوات الشرطة مكن من توقيف 195 شخصا محل تحقيقات معمقة حاليا".

وختم البيان "من جهة أخرى، سجلت المديرية العامة للأمن الوطني إصابة 112 في صفوف أفراد الشرطة، يتم التكفل بهم حاليا على مستوى المصالح الصحية للأمن الوطني".

وغير بعيد عن الجزائر العاصمة خرج الآلاف من الجزائريين إلى شوارع ولاية تيبازة في مسيرات حاشدة، ضدّ العهدة الخامسة، للجمعة الثالثة حيث ومباشرة بعد آداء الحشود لصلاة الجمعة خرج هؤلاء رافعين الأعلام وشعارات تندد بالعهدة الخامسة وتطالب بتغيير النظام، رددها الشباب والنساء على حدّ سواء.

أما بولاية تيزي وزو فقد كان الحراك قويا هذه الجمعة حيث غصت الشوارع الرئيسية للمدينة بآلاف المواطنين كبار وصغار في السن ممن عبروا بدورهم عن رفض هذا النظام ورفض العهدة الخامسة لرئيس الجمهورية، وطالبوا بضرورة بناء دولة قوية بمؤسساتها لا بدولة تحكمها "العصابات" على حسب تعبيرهم، وكان العنصر النسوي قويا أيضا في الولاية تزمنا واحتفالها بعيد المرأة حيث ردد النسوة هتافات تطالب بالتغيير راسمين صور حضارية تعبر في مجملها عن شعار المسيرات "لا للعهدة الخامسة".

وبجنوب البلاد، خرج آلاف المواطنين في ولاية ورقلة مباشرة بعد آداءهم لصلاة الجمعة، حيث ردد الحشود الذين جابوا شوارع الولاية وبلدياتها، هتافات ضد العهدة الخامسة، ورحيل النظام الحالي ورموز الفساد، كما طالبوا باحترام إرادة الشعب ودستور البلاد.

وبغرب البلاد وتحديدا بولايات سيدي بلعباس وتلمسان ووهران كان آلاف المواطنين مع الموعد للجمعة الثالثة، حيث عبروا عن تمسكهم بمطالبهم التي رفعوها منذ أواخر الشهر الماضي، وندد المحتجون بسياسة الصمت التي تنتهجها السلطة إزاء المطالب الأساسية لهم، وهي رفض الترشح لولاية جديد من قبل رئيس الجمهورية والذي عبر حسبهم من خلال رسائله الأخيرة استمراره بخيار الذهاب نحو اقتراع الـ 18 من الشهر الداخل وخوض المنافسة على كرسي الرئاسة من جديد.

وسجلت المرأة هذه المرة كغيرها من نساء الجزائر حضورها القوي في هذا الحراك، مرددين شعارات مناوئة للعهدة الخامسة. 

إكرام. س

 

من نفس القسم الحدث